بعد انقضاء 14 جولة كاملة من عمر البطولة الوطنية في قسمها المحترف الثاني، يبقى شباب تموشنت يبحث عن ضالته ورسم معالمه لعل وعسى يبارح المكانة التي يوجد عليها بإحتلاله المركز الأخير ضمن جدول الترتيب العام.... وعلى الرغم من أن "السيارتي" تمكن من دخول البطولة بقوة من خلال التعادل الثمين الذي فرضه على النازل الجديد من الدرجة المحترفة الأولى مولودية سعيدة، والذي كان بمثابة المكسب الثمين والغالي الذي كان لابد من الحفاظ عليه، خصوصا أن تأثيراته كانت مفيدة وجد إيجابية على المجموعة لاسيما من الناحية المعنوية، إلا أن الفريق لم يكمل المشوار ولم يحسن الإستثمار في المعنويات العالية التي كان يتمتع بها اللاعبين، وكبحت رغبة وإرادة أبناء سيدي سعيد مباشرة بعد التباري مع الرائد الحالي للبطولة أمل الأربعاء ضمن ثاني جولة. نتائج سيّئة على مدار مرحلة كاملة وتقهقر على طول الخطّ لم يكن في متناول شباب تموشنت تحقيق الإنتفاضة وفرض منطقه ضمن أروقة المحترف الثاني رغم لعب مرحلة كاملة من البطولة قبل لقاء إسدال الستار الذي سيجمعه بالجار جمعية وهران، وهو ما أرجعه المختصون إلى الهاجس البدني الذي طالما كان المبرر الأول في إخفاقات الجولات الأولى من البطولة على خلفية التحضيرات السيئة والمتأخرة التي أجراها لاعبو "السيارتي" بداية هذا الموسم، لتكون النتيجة واحدة وهي نتائج كارثية توالت على الفريق دون تحرك أي طرف ممن يدعون حبهم للنادي ووقوفهم إلى جانبه في أوقات الشدة. عشر هزائم حصيلة غير متوقّعة ومخيّبة للآمال الهزائم المتتالية التي سجلها شباب تموشنت على مدار المشوار- خصوصا فيما تعلق بمواجهاته التي لعبها خارج الديار- كانت كفيلة بالحكم المبكر على محدودية مستوى اللاعبين ونقص إمكاناتهم التي من شأنها أن تسمح لهم بالمشاركة القوية ضمن أروقة البطولة، ومن ثم الذود عن حظوظ النادي وسمعته، إلى جانب تعثراته داخل ميدانه وبين جماهيره أمام كل من نصر حسين داي، أمل مروانة وإتحاد البليدة، وهي كلها معطيات وعوامل وضعت الفريق في خانة المهددين بالسقوط مبكرا وأدخلته في دوامة من المشاكل والإنتقادات من بعض الأطراف التي تبحث عن إجراء تعديلات لن تغير من مجرى النتائج وواقع النادي، مادام المشكل يكمن بدرجة أكبر في التمويل والموارد المالية. انتصاران لا أكثر ولا أقل وفيما يخص النتيجة الإيجابية التي تمكن أبناء سيدي سعيد من تحقيقها، فتتمثل في الإنتصارين الوحيدين داخل الديار اللذين كانا على حساب أولمبي المدية ومولودية باتنة ضمن الجولة الرابعة و13 على التوالي من البرنامج العام للبطولة، إلا أن هذه النتيجة لم تكف "السيارتي" لمبارحة المؤخرة التي يقبع فيها بمفرده وبرصيد زهيد، وبهذا ضيع شباب تموشنت 11 نقطة كاملة في أرضه من أصل 18 نقطة ممكنة وهو ما جعله يحتل ذيل الترتيب بمجموع 8 نقاط، وعلى ضوء هذا فإن "السيارتي" مطالب بحصد نقاط الجولة المقبلة أمام "لازمو" وعدم التفريط فيها، إلى جانب الرمي بكامل ثقله خلال المرحلة الثانية من البطولة لحصد أكبر عدد من النقاط، لاسيما زاد اللقاءات المبرمجة بداخل الديار لتفادي سيناريو مرحلة الذهاب التي جاءت سيئة بكل ما تحمله الكلمة من مقاييس. ... وتعادلان اثنان أمام سعيدة والأربعاء يعتبر شباب تموشنت أحد أبرز الأندية التي تعاني هذا الموسم جراء المشاكل المتراكمة والصراعات الحادة التي تفرضها المعارضة، وهذا ما يندرج ضمن خانة المعوقات والعراقيل التي تعيق مشوار الفريق، كما أنها تقف حجر عثرة في مسيرة أبناء سيدي سعيد الذي هو بأمس الحاجة للإستقرار، ومن العواقب الوخيمة لهذه المعطيات والمشاكل زيادة على الهزائم العشر سبعة منها خارج الديار، ثلاثة داخلها والتعادلين الذي سجلهما الفريق أحدهما كان في بداية المشوار أمام الجار مولودية سعيدة الذي اعتبره الجميع أنه بطعم الإنتصار وبمثابة الخطوة العملاقة التي ستضع أحفاد "سيفاكس" في أفضل رواق جراء تأثيراته النفسية الإيجابية، في حين كان التعادل الثاني أمام متصدر الترتيب مؤقتا أمل الأربعاء. سقوط مدوي أمام الجار التّرجّي لطّخ سمعة النّادي توالي الهزائم والنكسات على شباب تموشنت الذي وجد نفسه أمام مفترق الطرق نتيجة عدم الصمود، القدرة على مجابهة الضغط وكذا مستوى الدوري، جعل كثيرين يعتبرون الوضع نتاج تراكم مشاكل وصراعات جسدتها الهزيمة النكراء والسقوط المدوي أمام الجار ترجي مستغانم الذي أمطر شباك "السيارتي" بسباعية كاملة ضمن الجولة 12 التي هزت أركان النادي، أيقظت أصحاب الضمائر الحية ودفعت بهم إلى التحرك وإنشاء ما أسموه بخلية إنقاذ لإحتواء الوضع وإيجاد المنفذ. تنقّلات الشّرق برّا كان العائق الأكبر وما أثار حفيظة الجميع بمن فيهم الطاقم الفني، اللاعبين والأنصار الرحلات البرية التي قادت شباب تموشنت نحو الشرق، والذي سجل من خلالها الفريق نتائج سلبية ولم يتمكن من العودة حتى بنصف الزاد، وقد اعتبر المتتبعون أن التنقلات برا وقطع مسافة ما يعادل 1000 كم يعتبر في حد ذاته إخفاقا واقتناعا بالهزيمة من الوهلة الأولى مادام اللاعبون اشتكوا كثيرا من المسافات الطويلة التي أنهكت قواهم وشتتت تركيزهم، وجاء هذا رغم التصريحات التي أدلى بها المسيرون في وقت سابق، والتي أكدوا بشأنها أن التشكيلة ستتنقل لإجراء مواجهات الشرق عبر رحلات جوية منظمة، لكن هذا لم يتجسد وكان مجرد كلام لا أقل ولا أكثر. تأخّر التّحضيرات الموسميّة وجلب لاعبين مغمورين أمر ثان تعد مرحلة التحضيرات الموسمية التي تجريها الأندية- لاسيما المحترفة منها- من بين أبرز العوامل المساعدة على ولوج البطولة بكل قوة مما يساهم ذلك في تقديم مستوى طيب خلال المنافسة الرسمية والظهور بوجه مشرف، وبالنظر للمعسكرات الإعدادية التي أجرتها جل الأندية التي تنشط ضمن دوري المحترفين في شقه الثاني، فإن الوجه الذي يظهر به شباب تموشنت والمستوى المقدم من طرفه ليس غريبا أو محيرا مادامت المجموعة لم تدخل أجواء المنافسة إلا أيام قليلة قبل الإعلان الرسمي عن إنطلاق البطولة، وبهذا تعد التحضيرات السيئة والمتأخرة واحدة من أهم وأبرز العوامل التي جعلت شباب تموشنت يدفع ضريبتها ويكون لقمة سائغة لأغلب الأندية التي واجهته، إلى جانب الإنتدابات العشوائية والغير مدروسة تماما التي قامت بها إدارة النادي من خلال جلب لاعبين مغمورين والتعاقد مع أسماء غير مؤهلة لحمل الألوان. الرّغبة في مقاطعة الجولة السّادسة جسّد المشاكل الدّاخليّة ومن بين المعطيات أو البوادر التي جسدت حجم المشاكل الداخلية التي يعيشها النادي والصراعات الحادة سواء على القيادة الفنية أو الإدارية، وهو ما يصطلح عليه ب"التخلاط"، واقعة رغبة التشكيلة في مقاطعة لقاء الجولة السادسة من البرنامج العام للبطولة الذي كان مقررا أمام شباب عين فكرون، لما حاولت التشكيلة عدم التنقل إلى عين مليلة حيث جرى اللقاء، وذلك أثناء موعد الإقلاع، قبل أن تتدخل بعض الأسماء وتنهي الإشكال، وهو ما أعطى صورة مصغرة لواقع شباب تموشنت. تذيّل التّرتيب "يطيّح المورال"، لكن... تسلسل الهزائم وتواليها على شباب تموشنت مع خيبة كبيرة وسط الأنصار جعل الفريق يتموقع في مؤخرة الترتيب ب 8 نقاط فقط، وهي حصيلة سلبية للغاية بالنظر لحجم الجولات الملعوبة، وهذا ما من شأنه أن ينعكس سلبا على مردود التشكيلة في ظل المعنويات المحبطة، فضلا عن إنعدام قنوات الحوار بين الإدارة ولاعبيها، مما أدى إلى تكهرب الأجواء، خصوصا أن اللاعبين لم يتقاضوا بعد مستحقاتهم المالية التي يدينون بها في ظل عزوف المسيرين، وعلى هذا الأساس فإن الرواق الذي يحتله "السيارتي" محبط للمعنويات و"كوشمار" لابد من تجاوزه قريبا، وذلك خلال مرحلة الإياب بتضافر الجهود وتجميع الأفكار.