يبدو بأن وحيد حليلوزيتش مدرب المنتخب الوطني الحالي نجح بشكل كبير في ترك بصمته على "الخضر" بعد مرور حوالي عام ونصف عن تولي زمام المسؤولية، والدليل على ذلك فرضه العديد من الأمور الجديدة في ظرف زمني قصير على غرار استبعاده الكثير من الركائز التي ساهمت في الإنجازات التاريخية في عهد الناخب السابق رابح سعدان.. إذ لن تعرف تشكيلة "الخضر" عند المشاركة في كأس أمم إفريقيا 2013 تواجد لاعبين أمثال كريم زياني، مجيد بوڤرة، عنتر يحيى، كريم مطمور ونذير بلحاج، وهي الأسماء التي ساهمت بشكل كبير في تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم 2010 ب جنوب إفريقيا. تشكيلة حليلوزيتش خلت من نجوم الخليج وحتى أصحاب الخبرة منهم رغم أن الأمر لا يتعلق بلاعبين عاديين إلا أن حليلوزيتش ضحى بأسماء تعد من الركائز المهمة في تشكيلة المنتخب الوطني، لا لسبب سوى لتواجد هؤلاء اللاعبين في بطولات خليجية مثلما هو الحال مع زياني، وقد يعتبر لاعب الجيش القطري المثال الأبرز باعتباره متواجدا في أفضل حالاته هناك وهو أحد أكثر لاعبي الجيل الحالي خبرة بما أن نجم أولمبيك مرسيليا السابق شارك حتى في كأس أمم إفريقيا سنة 2004، لكن الناخب الوطني كان له رأي آخر بخصوص اللاعبين المتواجدين في الخليج وفي مقدمتهم زياني الذي أعطى الكثير ل"الخضر"، وحتى بلحاج الذي يكون قد فهم الأمر مسبقا وأعلن اعتزاله اللعب دوليا. رسالة حليلوزيتش واضحة: "أريد لاعبين يتدربون في المستوى العالي" أراد الناخب الوطني إيصال رسالة إلى الجميع وفحواها الرئيسي عدم اقتناعه باللاعبين الناشطين في البطولات الخليجية وذلك على الرغم من عدم غلق حليلوزيتش للأبواب على هؤلاء اللاعبين بطريقة مباشرة، لكن من الواضح أن التقني البوسني لا يريد توجيه الدعوة إلى الأسماء الناشطة هناك خاصة وأن حجم التدريبات وحتى قوة المباريات الرسمية في الخليج لا يصل إلى ما يجده اللاعبون الناشطون في أوروبا، أي أن حليلوزيتش بحاجة إلى لاعبين يتدربون ويلعبون في المستوى العالي حتى إن تعلق الأمر بأسماء لا تشارك كثيرا وتنقصها الخبرة اللازمة لخوض دورات مثل كأس أمم إفريقيا. بوڤرة يكون قد فهم الأمر ويخطط للعودة إلى أوروبا وسيكون مجيد بوڤرة من بين اللاعبين الذين لن يتواجدوا مع "الخضر" في "كان" جنوب إفريقيا، حتى وإن استدعي مدافع لخويا القطري إلى القائمة الموسعة في البداية، لكن حليلوزيتش اختار في الأخير استبعاد "ماجيك" الذي دفع ثمن انتقاله إلى الخليج، وذلك ليس بسبب المستوى هناك فقط بل لأن تعامل الأندية القطرية جعله يبتعد عن المنافسة الرسمية مرغما طيلة 6 أشهر بعدما حذف اسمه من قائمة لخويا قبل تسجيله مجددا شهر جانفي، ولا يبدو بوڤرة مستعدا لمغادرة "الخضر" في هذا الوقت وبالتالي فإنه بدأ في التفكير في العودة إلى الملاعب الأوروبية بداية من الموسم المقبل حتى يحافظ على مكانته مع المنتخب الوطني الذي يواصل مغامرته في تصفيات مونديال 2014. الهجرة إلى البطولات الخليجية تتجه نحو الزوال بعدما اتضحت سياسة الناخب الوطني التي يصر على تطبيقها مع "الخضر" منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية تراجعت فكرة الانتقال إلى البطولات الخليجية بشكل ملحوظ والتي كانت تدور كثيرا في أذهان اللاعبين الجزائريين في وقت سابق، والدليل أننا لم نسجل انتقال أي لاعب دولي إلى الخليج خلال الصائفة الفارطة حتى وإن تواجدت عدة أسماء في وضعيات صعبة قبل بداية هذا الموسم في صورة عامر بوعزة ورفيق حليش وقبلهما حسان يبدة، إلا أن الجميع أصبح يرفض أموال وإغراءات الخليج على غرار بوعزة وحليش الرافضين لعروض خليجية لعلمهما مسبقا بمخاطر الانتقال إلى هناك، والتي قد تعصف بمكانتهما مع "الخضر" مثلما حصل مع زياني، بلحاج، بوڤرة وحتى مراد مغني.