صباح الخير أستاذ فوزي، معك صحفي يومية “الهدّاف” من الجزائر؟ صباح الخير، يسعدني أن أتحدث مع هذه الجريدة التي سبق لي وأن أدليت لها بعدة تصريحات وأجريت معها عدة حوارات. نود أن نتحدث معك قليلا عن المنتخب الجزائري؟ لقد كنت متأكدا أن هذا هو سبب اتصالكم بي... تفضّل أنا تحت تصرفكم. ما هو تقييمك لأداء المنتخب الجزائري في المباراتين الوديتين اللتين أجراهما قبل المونديال أمام ايرلندا ثم الإمارات؟ بصراحة أداء المنتخب الجزائر لم يعد يبعث على التفاؤل وقد تراجع كثيرا مقارنة بما كان يقدمه في التصفيات، خاصة في مباراتيّ القاهرة وأم درمان، حيث أصبح منتخبكم يجد صعوبات كثيرة وهناك بعض الأمور التي تبدو لي ليست على أحسن ما يرام. وأين بدا لك موضع الخلل داخل المنتخب الجزائري؟ ربما أن المناصر البسيط الذي ينظر إلى الأمور من زاوية فيها الكثير من العاطفة لا يرى ما أشاهده أنا باعتباري تقني ومدرب، لقد اكتشفت أن خط الدفاع الذي كان نقطة قوة منتخبكم في التصفيات تحوّل فجأة إلى نقطة ضعف ويرتكب المدافعون أخطاء بدائية، وحتى خط الوسط فقد هيبته وهذا ما أثر في المنظومة الدفاعية التي تنطلق من حارس المرمى وتنتهي عند رأس الحربة. لكن المتتبعين يؤكدون أن مشكلة المنتخب الجزائري في خطها الأمامي الذي أصبح لا يسجل إلا نادرا في الأونة الأخيرة؟ غياب الفعالية في الخط الأمامي هي تحصيل حاصل للفراغات والأخطاء التي يرتكبها خطي الوسط والدفاع، إذا كان لديك مدافعون يصعدون دون أن يتحمّلوا مسؤولياتهم ويتركون فراغات في الخلف وإذا كان لاعبو خط الوسط لا يؤدون دورهم كما ينبغي ولا يحققون التوازن، فيجب عدم تحميل المسؤولية كاملة للمهاجمين لأن رأس الحربة مهمته تسجيل الأهداف فقط وليس بذل مجهودات جبارة لتغطية النقائص الموجودة بسبب المنظومة الدفاعية الهشة للمنتخب. يبدو أنك لست متفائلا بالمنتخب الجزائري الذي سيكون ممثل العرب الوحيد في المونديال؟ التحليلات التي قدمتها لك كانت بناء على أداء المنتخب الجزائري في المباريات الودية الأخيرة، وأنا أعلم جيدا أنها ليست معيارا حقيقيا كما أني واثق أن لاعبيكم سيتحوّلون إلى أسود لما تنطلق الأمور الجدية، الأمر الذي يميز اللاعب الجزائري عن غيره هو أنه لا يرمي سلاحه قبل نهاية المعركة ويقاتل حتى آخر لحظة وهو ما أكدوه أمام المنتخب الإيفواري. أعلم أن المنتخب الجزائري عانى مؤخرا من بعض الغيابات التي أثرت في أدائه الجماعي لكن أتمنى أن يتفطن المدرب سعدان للمشكلة الموجودة في المنظومة الدفاعية حتى يصححها قبل انطلاق المونديال. المنتخب الجزائري سيدخل غمار المونديال غدا (الحوار أجرى صبيحة أمس) بمواجهة المنتخب السلوفيني، كيف ترى هذه المواجهة؟ لقد استغربت كثيرا لما سمعت بعض النقاد العرب وحتى الأجانب يرشحون منتخب سلوفينيا للفوز على الجزائر وكأن السلوفان هم الذين هزموا ألمانياالغربية في 82 وأصحاب التقاليد في كرة القدم. بالنسبة لي سلوفينيا ليست أحسن من الجزائر والمنتخبين سيدخلان أرضية الميدان بحظوظ متكافئة، وكما قلت لك رغبة الجزائريين في تحقيق أمر ما في هذا المونديال والحرارة الفولاذية التي سيتحلى بها لاعبوه ستصنع الفارق. تملكون منتخبا محترفا بأتم معنى الكلمة ولا تقلقه مثل هذه التكهنات وأنا شخصيا كلي ثقة أن المنتخب الجزائري سيكون الحصان الأسود في مجموعته وسيخلط حسابات الكثيرين. لكن لاعبي المنتخب السلوفيني أفضل معنويا بعد أدائهم في المباريات الودية؟ صرحت لكم منذ قليل أن المباريات الودية ليست معيارا حقيقيا، وتاريخ كأس العالم يؤكد أن هناك عدة منتخبات غالطتها انتصاراتها في المباريات التحضيرية وتغادر المونديال مبكرا بعد أن يراهن عليها الجميع، وما الفائدة لو فاز المنتخب الجزائري على ايرلندا والإمارات ثم لا يقدم شيئا في المونديال. بصراحة ،كيف ترى حظوظ المنتخب الجزائري في المرور إلى الدور الثاني في هذا المونديال الإفريقي؟ مباراتكم غدا أمام سلوفينيا ستكون مفتاح العبور إلى الدور الثاني ونتيجتها ستحدد بنسبة كبيرة قدرة المنتخب الجزائري على التأهل من عدمه. معنويات اللاعبين فيما سيتبقى من المونديال مرتبطة بنتيجة مباراة سلوفينيا أيضا ولذلك على لاعبي المنتخب الجزائري أن يلعبوا الكل في الكل في هذه المباراة ولا يفكرون في إنجلترا ونجومها حتى لا يقعوا في الأخطاء التي تعوّدنا أن نذهب ضحيتها نحن العرب، خاصة في المغرب العربي. ألا تظن أن وجود المنتخب الجزائري ممثلا للعرب سيزيد من حجم الضغوط المفروضة على اللاعبين والطاقم الفني؟ من منطلق خبرتي القصيرة أؤكد لكم أنه لا معنى للضغط في الوقت الحالي، المنتخب الجزائري تأهل إلى المونديال منذ قرابة 8 أشهر واللاعبون تخلصوا نهائيا من الضغوط. وإذا كان اللاعبون ما زالوا يشعرون فعلا أن هناك ضغط فهذا أمر خطير ويجعلنا نتساءل عن الدور الذي يقوم به الطاقم الفني. المنتخب الجزائري خاض العديد المباريات الودية ولاعبيه ينشط أغلبيتهم في أكبر الدوريات الأوروبية ولا أعتقد أنهم يحتاجون كثيرا للعمل النفسي حتى يتعوّدوا على مثل هذه الضغوط التي تصبح مع مرور الوقت جزءا من حياة اللاعب المحترف. من هو اللاعب الجزائري الذي تتوقع أن يبرز في المونديال؟ المنتخب الجزائري يضم لاعبين ممتازين، لكنني أتوقع أن يكون التألق جماعيا ولا يبرز لاعب عن زملائه. مستوى اللاعبين الآن متقارب كثيرا، باستثناء ميسي وكريستيانو رونالدو فلا تنتظروا لاعبين ظواهر كما كان عليه الحال مع بيلي أو مارادونا. كيف يحضّر الأشقاء التونسيين أنفسهم لمشاهدة مباريات المنتخب الجزائري؟ مناصرة التوانسة لأشقائهم الجزائريين وتضامنهم معهم ليس أمرا جديدا عليهم وخروجهم إلى الشارع بعد تأهل منتخبكم إلى المونديال أحسن دليل على ذلك، لذلك فتأكدوا أن منتخبكم سيكون مرفوقا في جنوب إفريقيا بأماني ودعاوي أكثر من 10 ملايين تونسي. لديكم منتخبا قويا، ثقوا فيه فقط وبإذن الله سيمثل العرب والكرة المغاربية في كأس العالم.
