على غرار كافة رفاقه، بدا وسط الميدان كريم زياني متأثرا للغاية للخسارة التي مني بها المنتخب على يد المنتخب السلوفيني، وأكد أنها خسارة غير مستحقة بالنظر إلى الوجه الذي ظهر به ورفاقه طيلة التسعين دقيقة كما تحدّث زياني عن المستقبل وأكد أن مباراة إنجلترا ستكون مباراة كأس حقيقية أمام منافس صعب المراس. ورفض وسط ميدان “فولفسبروغ “ الألماني أن يحمّل زميله شاوشي وغزال مسؤولية الخسارة، وأكد على أن المسؤولية تبقى مشتركة بين جميع اللاعبين. خسارة من الصعب تقبلها لاسيما أنكم لم تتخاذلوا ولم تكونوا سيئين خلال المباراة، أليس كذلك؟ أجل هذا صحيح، ظهرنا بصورة جيدة وقدمنا مردودا جيدا، وكنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق نتيجة إيجابية، لكننا وللأسف الشديد تلقينا هدفا مباغتا من قذفة لم تكن منتظرة بتاتا، حيث حاول الحارس أن يوقفها لكنها باغتته. وبعدها حاولنا أن نعود في النتيجة لكن الوقت داهمنا بعض الشيء، ثم أنّنا كنا حينها بعشرة لاعبين فقط، وهو ما صعب مهمتنا في تسجيل هدف التعادل. أكيد أنكم نادمون على تضييع فوز أو تعادل على الأقل كانا في متناولكم لولا الهدف المباغت الذي سجّل عليكم؟ لا مجال للندم في مثل هذه المنافسات، نحن في “المونديال”، وعلينا أن نتحمل كامل مسؤولياتنا، صحيح أنه من الصعب علينا أن نتقبل خسارة كهذه، وصحيح أيضا أن المأمورية صارت أكثر صعوبة بعد أن صرنا في ذيل ترتيب المجموعة، وصحيح أن ما ينتظرنا أصعب بكثير عندما نواجه منتخبي إنجلتراوالولاياتالمتحدةالأمريكية في الجولتين القادمتين، إلاّ أننا مطالبون برفع التحدي وعدم الاستسلام، لاسيما أن كل شيء ممكن في كرة القدم. رغم أنك تحاول أن تكون أكثر تفاؤلا، إلا أننا نشعر أنك متأثر ومحبط للغاية.. بطبيعة الحال، هناك ما يجعلك محبطا ومتأثرا، دخلنا المباراة بشكل جيد، تمركزنا وانتشارنا فوق الميدان كان رائعا، تسييرنا للمباراة كان ذكيا، وفضلا عن ذلك كنا في منأى عن أي خطر من طرف المنافس، الذي ومع كل احترامي له لم يشكل خطرا علينا طيلة المباراة، فما عدا القذفات التي كان يسدّدها من بعيد، لم يخلق تقريبا ولا فرصة للتسجيل، إلى أن جاء الهدف الذي سجله من ضربة حظ عن طريق تسديدة. بعدها حاولنا أن نعود في النتيجة لكننا لم نتمكن من ذلك لاسيما أننا كنا منقوصين عدديا بعد طرد غزال، ثم أنّ المنافس تراجع للخلف، وسدّ كل المنافذ في وجهنا فصعبت المأمورية علينا. لمن يمكن أن تحمّل مسؤولية خسارة كهذه، ل غزال الذي طرد أم ل شاوشي الذي لم يتمكن من إبعاد كرة سهلة عن مرماه؟ لا نحمّلها لأي واحد منهما، لأن غزال بدخوله كان يسعى من أجل إعطائنا الإضافة اللازمة، ولم يكن يرغب في أن يطرد ويتركنا بعشرة لاعبين، كما أن شاوشي أوقف العديد من القذفات القوية، ولا يمكن أن نلومه على الهدف، لأنه ارتمى على الكرة وسعى إلى إبعادها لكنها باغتته، ولا يمكن أن نلومه ولا أن نلوم غزال، لأنها تبقى مجرّد تفاصيل خلال المباراة وفقط، ولذلك فالمسؤولية يتحملها الجميع، ومثلما نشترك في الفرحة عندما نحقق أي إنجاز كبير، علينا أن نتقاسم المسؤولية في حال الإخفاق. خسرتم النقاط الثلاث التي كانت تبدو في متناولكم لبلوغ الدور الثاني، فهل ترى أنكم قادرون على رفع التحدّي أمام منتخب إنجليزي سيكون في حاجة إلى تحقيق الفوز بعد تعثره أمام أمريكا؟ وهل ترى أيضا أنكم قادرون على التأهل بعد هذه الخسارة؟ المهمة صارت أكثر صعوبة بعد هذه الخسارة، وهذا أمر لا يمكن أن ننكره، لكن من الخطأ أيضا أن نستسلم مبكرا ونحن في بداية المنافسة، لا زالت هناك مبارتان، سنستهلها بمباراة إنجلترا الصعبة، وسنبذل قصارى جهودنا من أجل الفوز بنقاطها، حتى نبقي على حظوظنا كاملة في التأهل إلى آخر جولة... أعترف مجددا أن المهمة ستكون شاقة ومتعبة، لكننا لن نخسر شيئا الآن، ونحن مجبرون على إخراج كل ما في جعبتنا من طاقات حتى نحقق ما نصبوا إليه. خسارتكم اليوم كانت مع من كانت النقاط الثلاث أمامه في متناولكم، ألا ترى أن المهمة ستكون شبه مستحيلة أمام أكبر مرشّح لبلوغ أدوار متقدمة في “المونديال“، وليس للمرور إلى الدور الثاني؟ صحيح ما تقول، خسرنا اليوم مع منافس في المتناول، منافس كانت النقاط الثلاث في متناولنا لولا الهدف المباغت الذي تلقيناه، لكننا أمام منتخب إنجلترا لن نخسر شيئا، وسنكون في الموعد، وسندافع عن حظوظنا كاملة إلى آخر رمق... يا أخي لن نستسلم ولن نرضخ وسنعطي كل ما لدينا، ثم أني أجد نفسي مضطرا للتأكيد مجددا، أنه لا مستحيل في كرة القدم، وكل شيء ممكن. متفائل بتحقيق المفاجأة إذن؟ بطبيعة الحال متفائل، وتفاؤلي هذا راجع إلى أننا نمتلك مجموعة قوية، صلبة، تسودها روح عالية، وهذا سرّ قوتنا من زمان، ولذلك سنتسلح بتلك الروح والعزيمة، وسنخوض مباريات كأس حقيقية حتى نباغت إنجلترا في الجولة المقبلة وكذلك منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية في آخر جولة. هل من كلمة للجمهور الجزائري الذي كان يعلق عليكم آمالا كبيرة في مباراة اليوم، لكنه يكون قد صُدم مثلكم لهذه الخسارة غير المتوقعة؟ أقدّر شعور أنصارنا الآن، سواء أولئك الذين أتوا إلى هنا من أجل مناصرتنا، أو أولئك الذين كانوا يعلقون علينا آمالا كبيرة هناك في “البلاد”، نحن مثلهم مصدومون لأننا لا نستحق هذه الخسارة، لكن الآن ما باليد حيلة، عليهم أن ينسوا مثلنا هذا التعثر، وأن يثقوا فينا مجدّدا، لأننا لن نخسر شيئا بعد الآن، وسنرمي بكل ثقلنا في المبارتين المتبقيتين حتى نبعث حظوظنا في التأهل من جديد.