لم يشأ اللاعبون أن يتركوا الخسارة التي تكبدوها أمام منتخب سلوفينيا تحبط معنوياتهم أكثر مما حدث معهم الأحد الفارط، وقرروا في إجتماع عقدوه بينهم أن يضعوا تلك الخسارة في طي النسيان وأن يفكروا فقط في المأمورية التي تنتظرهم الجمعة القادم أمام المنتخب الإنجليزي، حيث أجمعوا على أنها ستكون عسيرة،لأن المنافس ليس ضعيفا مثل المنتخب السلوفيني وإنما قوي ومرشح فوق العادة إلى بلوغ الدور الثاني على رأس المجموعة الثالثة وبلوغ أدوارا متقدمة في “المونديال الإفريقي”. تأخر الطائرة جعلهم يتحدثون عن إنجلترا عندما قلنا إن اللاعبين إجتمعوا فيما بينهم فهذا لا يعني أن الجلسة كانت مقرّرة مسبقا، لأن الإجتماع عُقد دون سابق إنذار وكان ذلك خلال رحلة العودة من مدينة “بولوكوان” إلى مقر الإقامة ب “سان لامير”، حيث سمح تأخر إقلاع الطائرة ليلة الأحد الفارط للاعبين أن يجتمعوا ويتحدثوا عن المستقبل الذي يحمل في جعبته إحدى أصعب مباريات هذا الجيل. إذ صحيح أن الفترة السابقة حملت مباريات صعبة وحاسمة، على غرار المباريات التي جمعتنا بمنتخبي مصر وزامبيا إلا أن مباراة إنجلترا تعد بمثابة أصعب إمتحان يخضع له تلاميذ سعدان لأن التركيبة البشرية التي يملكها المدرب “كابيلو” ليست هي التركيبة التي يملكها “شحاتة” أو التي كان يملكها “هيرفي رونار” في زامبيا، وقد وقع إجماع اللاعبين على أن المهمة هذا الجمعة تبدو أكثر من صعبة، لكنهم فكّروا في إيجاد الحلول الناجعة التي تسمح لهم بتحقيق المفاجأة التي تحدّث عنها عنتر يحيى في تدخله عقب خسارة سلوفينيا. ندموا وتحسّروا على تضييع النقاط الثلاث الممكنة وتيقّن اللاعبون من خلال الأحاديث التي ظلت تجمعهم منذ الأحد الفارط إلى حدّ الساعة بأنهم أهدروا فرصة الظفر بالنقاط الثلاث التي كان من الممكن الحصول عليها بسهولة في هذه المجموعة، كما أنهم تيقّنوا فعلا من أن المنتخب السلوفيني هو الحلقة الأضعف في المجموعة التي كان من الممكن أن تكون معبر الجزائر إلى الدور الثاني بالنظر إلى المستوى الضعيف الذي ظهر به هذا المنتخب يوم الأحد الفارط، وهو ما جعل درجة الحسرة والندم على ضياع النقاط الثلاث تزداد لدى حليش ورفاقه لاسيما أنهم الآن صاروا يدركون أن ما هو قادم أصعب بكثير، بما أن المستقبل يقترح عليهم طبقين مسمومين أحدهما طبق إنجليزي بتوابل إيطالية يشرف على إعداده كبير المدربين “فابيو كابيلو” والطبق الثاني أمريكي محض. متخوّفون من إنقلاب الشعب الجزائري عليهم اللاعبون تطرقوا خلال الأحاديث التي جمعتهم إلى الحالة النفسية التي يمر بها الشعب الجزائري عقب الخسارة أمام منتخب سلوفينيا، وتيقنوا أنهم إقترفوا خطأ جسيما لما سمحوا له بالظفر بثلاث نقاط لم يكن يحلم بالحصول على نقطة وحيدة منها، وتيقنوا أيضا أنهم تسبّبوا في ضرر معنوي تجاه الجمهور الجزائري العريض سواء تلك الأعداد الغفيرة التي شدت الرحال من أرض الوطن ومن مختلف أنحاء أوروبا إلى بلد “نيلسون مانديلا” بغية تشجيعهم أو أولئك الذين يتواجدون في الجزائر. وأبدوا -حسب مصادرنا الخاصة- تخوّفات شديدة من أن ينقلب الشعب عليهم بعدما كان سندهم الأول طيلة الفترة المنقضية. يدركون أن الهزيمةأمام إنجلترا ستُفقدهم ثقة الشعب ولا يتخوّف اللاعبون من ذلك فحسب، بل يتخوّفون أيضا من أن يفقدوا كلية ثقة الشعب الجزائري بعد تلك الخسارة وتوالي الهزائم سواء في اللقاءات الودية أو الرسمية، ومخاوفهم زادت بعد أن وصلتهم أصداء من الجزائر تؤكد أن الشعب كله مستاء وممتعض من خرجتهم غير الموفقة الأولى أمام منتخب سلوفيني متواضع المستوى، بالتالي فهم الآن بين المطرقة والسندان، لاسيما أن الظهور بوجه مخز أمام أشبال كابيلو يعني الإنسداد بينهم وبين الجمهور الجزائري الذي سيفقد فيهم الثقة حينها، وهي كلها أمور يدركها اللاعبون وسيسعون إلى التحرّر منه هذا الجمعة عندما يواجهون المنتخب الإنجليزي بالقوة التي تحدث عنها زياني، مطمور، بوڤرة، يحيى عنتر وآخرون. ... ويبحثون عن حلول لأجل تفادي “التبهديلة“ ورغم إقرارهم بصعوبة المهمة أمام زملاء جيرارد إلاّ أنّ زياني ورفاقه شرعوا في البحث عن حلول لتفادي المهزلة يوم الجمعة القادم، لأنهم يدركون أن ردّ فعل المنافس سيكون قويا بعد تعثره المفاجئ هو الآخر في الجولة الأولى أمام منتخب أمريكي قوي جدّا، وهم الآن بصدد البحث عن الوصفة المناسبة لعلاج الداء الذي صار ينخر جسد المنتخب وجعله في سقوط حر من مباراة لأخرى سواء كانت تلك المباراة ودية أم رسمية، والمهم في النهاية أن لاعبينا صاروا الآن أمام الأمر الواقع وعليهم مهما كانت الصعوبات أن يرفعوا التحدي في لقاء إنجلترا حتى يعيدوا البسمة إلى الشعب الجزائري وحتى يحافظوا على ثقته فيهم.