كان الموعد أمسية أول أمس مع حصة “ساعة المونديال“ التي تبث في قناة “ميدي 1 سات“ الفضائية المغربية التي خصصها مقدمها جلال بوزرارة لمباراة منتخبنا الوطني أمام نظيره السلوفيني في أول مواجهة ل “الخضر“ في المونديال الحالي، واستضافت الحصة المدرب الوطني السابق محي الدين خالف بالإضافة إلى بعض المحللين المغاربة على غرار خالد ياسين، سمير عجام وفؤاد الحناوي، وكانت البداية ل خالف الذي تحدّث مطولا عن أسباب الخسارة أمام سلوفينيا وقال: “أنا حزين بسبب انهزام منتخبنا الوطني بهذه الطريقة وفي أول مواجهة في المونديال، فعلى العموم من الصعب تقبّل هذه الهزيمة نظرا لمجريات اللقاء، وإذا لم يفز المنتخب الوطني على سلوفينيا فمتى يمكنه أن يفوز في كأس العالم؟ الأمور ستكون صعبة جدا أمام إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية”. “المنتخب غير جاهز للدخول في كأس العالم” وعرّج خالف في سياق حديثه على عدة أمور كان قد سبق له الحديث عنها قبل انطلاق المونديال وفي مقدمتها أن “الخضر“ غير جاهزين بأتم معنى الكلمة للدخول في هذا المحفل الكروي العالمي، وأضاف: “صحيح أن المنتخب الوطني حضّر في أكبر المراكز العالمية بسويسرا وألمانيا لكنه على العموم غير جاهز والمدرب سعدان لم يتمكن من تحضير كل شيء على الرغم من الوقت الذي كان أمامه، ورغم أنه كان يصرح في عديد المناسبات بأن الأمور ستختلف مقارنة بالمواجهات الودية إلا أن ذلك لم يحدث إطلاقا ولم نشهد منتخبا قويا قادرا على بناء اللعب والسيطرة على مجريات اللقاء وهو ما كلّفه الهزيمة في نهاية المطاف”. “اللاعبون لديهم مشاكل مع أنديتهم و الإصابات” وتطرق خالف إلى لاعبي المنتخب الوطني الذين عانوا كثيرا هذا الموسم خاصة بعد اقتطاعهم تأشيرة التأهل إلى المونديال والمشاركة في كأس إفريقيا الأخيرة وقال عنهم: “يجب أن لا ننسى أن اللاعبين لديهم مشاكل عديدة مع أنديتهم فهناك من كان لا يلعب بدون سبب على غرار زياني، عنتر يحيى وحتى حليش، وهناك من عانى كثيرا من ويلات الإصابات على غرار بلحاج، بوڤرة ويبدة وهم من اللاعبين الركائز ولم يستأنفوا المنافسة إلا في الأيام القليلة الماضية ولا يزال ينقصهم الكثير، وأنا متأكد أنه لو كان لاعبونا في أحسن أحوالهم مثلما كان عليه الحال في التصفيات لفازوا بكل سهولة على المنتخب السلوفيني”. “ضيعنا الفوز أمام سلوفينيا أو على الأقل التعادل” وعاد المدرب الوطني الأسبق بعد ذلك للحديث عن لقاء سلوفينيا وكان رأيه مطابقا تقريبا لآراء كل من تابع اللقاء، حيث اعتبر أن الأداء كان متوسطا إلى أبعد الحدود خاصة في الشق الهجومي ولاعبونا لم يحسنوا استغلال أخطاء الفريق المنافس، وأضاف: “بكل بساطة لقد ضيعنا فوزا كان في متناولنا أمام سلوفينيا، فبعد مرحلة جس النبض اتضح أننا قادرون على اللعب بكل راحة وفرض طريقة لعبنا وتسجيل الأهداف، لكن كل هذا لم يحدث وبقينا ننتظر لاعبي المنتخب السلوفيني وكأنهم نجوم العالم، فحتى لو أننا لم نتمكن من التسجيل فكنا نستحق على الأقل نقطة التعادل التي كانت ستكون منطقية إلى أبعد الحدود لأن حتى السلوفينيين لا يستحقون الفوز في هذه المباراة لأنهم لم يقوموا إلا بلقطتين”. “سلوفينيا فاجأتنا بمستواها المتواضع في أول مباراة” وعبرّ خالف أثناء تحليله للقاء المنتخب الوطني أمام نظيره السلوفيني في قناة “ميدي 1 سات“ عن تفاجئه الشديد بالوجه الذي ظهر به المنتخب السلوفيني وقال: “سمعنا الكثير عن المنتخب السلوفيني قبل انطلاق كأس العالم وهو الذي أقصى منتخب روسيا القوي، بالإضافة إلى تحقيقه نتائج باهرة في المباريات الودية التحضيرية مما جعل تخوفنا منه يزداد من يوم إلى آخر، لكن في الواقع وعند ساعة الحقيقة اتضح أن هذا الفريق ليس قويا أو مخيفا بل كان في المتناول وصراحة فاجأني بمستواه المتواضع في أول مباراة، وربما ستتغير الأمور معه ويظهر بوجهه الحقيقي الذي سمح له بالتأهل إلى كأس العالم على حساب روسيا التي وصلت إلى نصف نهائي كأس أوروبا 2008”. “خطأ شاوشي كلّفه غاليا وأتمنّى ألا يؤثر فيه كثيرا” وبدا المدرب خالف متأثرا كثيرا وهو يتحدث عن الخطأ الذي ارتكبه الحارس فوزي شاوشي وكلّف رفاقه تلقي الهدف الوحيد في اللقاء، حيث دافع المدرب الوطني الأسبق عن هذا الحارس الشاب وتمنى له التوفيق في المستقبل لأنه أظهر إمكانات كبيرة في أول ظهور له في هذا المستوى العالي، وقال: “شاوشي قدّم مباراة في المستوى المطلوب ولولا الهدف الذي تلقاها لاستحق العلامة الكاملة، لكنه أخطأ في تقدير الكرة وذلك الخطأ كلفه غاليا وأنا متأكد أنه لن ينساه وسيحاول تعويض ذلك في المناسبات القادمة، ومن جهتي أتمنى فقط ألا يتأثر بهذا الخطأ وأن يحضّره المدرب جيدا من الناحية النفسية قبل مواجهتي إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية”. “قادير دوره كان دفاعيا أكثر منه هجوميا“ أما عن اللاعب فؤاد قادير الذي شارك لأول مرة بألوان المنتخب الوطني في منافسة رسمية حيث كان الوحيد من اللاعبين 7 الجدد الذي شارك أساسيا فقد قال عنه خالف: “قادير لم يكن سيئا وقدم مباراة مقبولة إلى أبعد الحدود، لكن ما أزعجني فيه أن دوره كان أكثر في الشق الدفاعي على حساب الجانب الهجومي وهو المعروف باللعب في الأمام مثلما شاهدناه أمام أيرلندا والإمارات، ربما هي تعليمات المدرب لكن على اللاعب الذي يشارك في المونديال أن يقوم ببعض الأمور الخاصة به ولا يكتفي بتعليمات المدرب لأنه يلعب في مونديال ويحاول الرمي بكل ما عنده لمساعدة منتخب بلاده على تحقيق نتيجة إيجابية”. “يبدة لاعب كبير لكنه لم يكن نشيطا مثلما تعودّنا عليه“ واعتبر خالف محي الدين أن أداء المنتخب الوطني أمام نظيره السلوفيني كان متوسطا أو مقبولا لولا بعض الأخطاء التي كلفت غاليا، على الرغم من عدم جاهزية العديد من اللاعبين على رأسهم وسط الميدان حسان يبدة الذي عاد من إصابة ويعاني من نقص المنافسة ولم يظهر عليه ذلك، وقال عنه خالف: “صحيح أن يبدة لاعب كبير ومن المستوى العالمي، لكنه أمام سلوفينيا أدى مباراة متوسطة وهو أمر طبيعي بحكم الإصابة التي كان يعاني منها كما أنه لم يشارك في أي مباراة منذ أكثر من شهرين وهو ما يفسر ما شاهدناه من طرف هذا اللاعب، حيث لم يكن نشيطا مثلما تعودنا عليه في وسط الميدان لكنه حاول تقديم الإضافة وهو مشكور على كل ما قدمه في انتظار أن يتحسّن في المناسبات المقبلة”. “مطمور عانى كثيرا من الإرهاق وهذا أمر طبيعي” وأثنى المدرب الوطني الأسبق كثيرا على الجناح الأيمن كريم مطمور بعد أدائه في المواجهة أمام سلوفينيا على الرغم من أنه لم يتمكن من فعل الكثير والمهاجمين لم يصلوا إلى مرمى الفريق المنافس طيلة التسعين دقيقة، وقال عنه: “مطمور هو الآخر لم يكن جاهزا لهذا المونديال حاله حال المنتخب ككل والعديد من اللاعبين مثل يبدة، لكنه أدى ما عليه طيلة المرحلة الأولى وتحرّك في الجهة اليمنى على الرغم من أن المساحات كانت مسدودة، لكن في الشوط الثاني ظهرت عليه آثار التعب وعانى كثيرا من التدخلات القوية وهو ما أرهقه كثيرا وهذا أمر طبيعي لهذا اللاعب الذي عاد من الإصابة منذ أسبوع فقط وننتظر منه أن يجهز للمباراة المقبلة”. “غزال ارتكب خطأ بسبب تهوّره والضغط الشديد“ ولم يجد خالف محي الدين ما يدافع به عن المهاجم عبد القادر غزال الذي طُرد بعد دخوله بربع ساعة مكان جبور وتسبب على حد تعبير كثيرين في هزيمة منتخبنا الوطني أمام نظيره السلوفيني، فقال: “غزال لم يفعل أي شيء ولم يكن ليفعل لأن الأمور كانت شبه محسومة، حيث استسلم كلا الطرفين بنسبة كبيرة إلى نتيجة التعادل السلبي التي كانت ستُرضي السلوفينيين أكثر منا، لكن غزال ارتكب خطأ كلّفه الطرد المجاني مما أخلط أوراق مدربه وما هذا الخطأ إلا بسبب تهوّره والضغط الشديد الذي فُرض على اللاعب الذي كان الجدير به أن يحضّر نفسه لأنه يلعب في المستوى العالي بإيطاليا”. “لحسن وجبور كانا شبه غائبين ولم يظهرا مثلما كنا ننتظر” صحيح أن الضوء سُلّط بعد هزيمة منتخبنا الوطني أمام المنتخب السلوفيني على المهاجم غزال بالإضافة إلى الحارس شاوشي و المدرب رابح سعدان بدرجة أقل، لكن محي الدين خالف تحدث عن لحسن وجبور اللذين لم يكونا في المستوى المطلوب وقال عنهما: “فيما يخص لحسن فأنا شخصيا كنت أنتظر منه الكثير بالنظر إلى الجاهزية الكبيرة التي يوجد عليها والإمكانات التي يملكها لكنه اكتفى بالتغطية ورفض اللعب في الأمام لأنه قادر على ذلك مثلما شاهدناه في ناديه سانتاندير، وربما هي كذلك تعليمات المدرب سعدان لهذا اللاعب بتغطية بلحاج عند صعوده وعليه فقد كان شبه غائب، والأمر نفسه بالنسبة لزميله جبور الذي لم يتحرك جيدا في الهجوم ولو أننا لا يمكن أن نلومه لأنه لم يحصل على كرات حاسمة ممّا أجبر المدرب على إخراجه في منتصف المرحلة الثانية”. “الحظوظ لا زالت قائمة لكنها ضئيلة جدا أمام إنجلترا” وتطرق المدرب الدولي السابق محي الدين خالف للمباراتين المقبلتين ل “الخضر“ في هذا المونديال والبداية أمام المنتخب الإنجليزي هذا الجمعة، وقال عنها خالف: “صحيح أن الهزيمة أمام سلوفينيا قاسية للغاية نظرا لقيمة المنافس من جهة ومجريات اللقاء الذي كان في صالحنا لو أحسنا استغلاله، وفيما يخص الحظوظ فهي لا تزال قائمة على الورق لكنها تبقى ضئيلة للغاية خاصة عند مواجهة المنتخب الإنجليزي الجاهز الذي يسعى مدربه كابيلو لتحقيق أول فوز في الدورة على حسابنا، وما على لاعبينا إلا اللعب بكل حرية وسيظهرون بوجه مشرّف وأنا أتوقع أن يحققوا نتيجة إيجابية”. “سعدان المدرب الوحيد الذي يحدد القائمة قبل معاينة المنافسين ولذلك استأسد شاوشي” وفي ختام حديثه عن المستوى الذي ظهر به المنتخب الجزائري في لقاء سلوفينيا، وجه خالف سهام اللوم للمدرب الوطني رابح سعدان، مؤكدا بأن اختيارات شيخ المدربين كان لها هي الأخرى ضلع في هزيمة الأحد الماضي، وأنه لم ير في حياته مدربا يختار التشكيلة الأساسية التي سيدخل بها المباراة قبل معاينته لمنافسيه، بل ويؤكد أنه سيشرك هذا العنصر دون ذاك دون الاكتراث بمستوى وقيمة المنافس ودون التأكد مما إذا كانت العناصر التي اختارها هي التي تصلح فعلا لمجاراة المنتحب الذي سيواجهه. ما يفسر يضيف خالف استئساد بعض اللاعبين ودخولهم في دوامة من الغرور على غرار الحارس شاوشي الذي أصبح يُعرف مسبقا يقول ضيف “ميدي 1 ساث” بأنه الحارس الأساسي بصرف النظر عن الأخطاء الفادحة التي بات يرتكبها من مواجهة إلى أخرى.