حافظ سريع المحمدية على كامل حظوظه في تفادي السقوط في بطولة الدرجة الثانية المحترفة وذلك بعدما تمكنت تشكيلة "باريقو" من تحقيق أهم وأغلى ثلاث نقاط منذ إنطلاق الموسم عقب إطاحتها بالرائد أمل الأربعاء في مباراة كانت تبدو فيها مهمة أصحاب الزي البرتقالي في تحقيق الفوز صعبة وذلك بالنظر إلى عدة معطيات أبرزها غياب الجمهور والحالة المعنوية المنهارة للاعبين... لكن "الحرارة والقلب" والرغبة في رفع التحدي صنعت الفارق لصالح رفقاء القائد غاريش الذين تحدوا كل المشاكل وحققوا فوزا في مباراة وصفت بمنعرج البقاء. اللاعبون قدموا مباراة رجولية ولعبوا "قلب ورب" بعيدا عن الخطة التكتيكية والتغييرات وكل الأمور التقنية، كان لتحلي لاعبي سريع المحمدية بالروح القتالية وإظهارهم رغبة شديدة في الإبقاء على النقاط الثلاث بملعب والي محمد الدور الكبير في تحقيق السريع للانتصار خاصة أن التشكيلة افتقدت للحرارة وظهر اللاعبون "باردين" في مبارتيّ سعيدة والخروب ما حال دون تمكن الفريق من تحقيق نتيجة إيجابية في هاتين المواجهتين. الضغط كان رهيبا عليهم وأبطلوا جميع الإشاعات وكان لاعبو "الصام" طيلة الأسبوع الفارط عرضة لضغط رهيب بالنظر إلى أهمية المباراة من جهة لأن نتيجتها ستحدد مستقبل السريع، وكذا الإشاعات من جهة أخرى والتي روجها بعض الأشخاص الذين لا يحبون الخير للفريق وذلك في خطوة لضرب استقرار المجموعة قبل هذه المواجهة المصيرية. وأبى رفقاء المدافع قشايري إلا أن يردوا بطريقتهم الخاصة ويبطلوا جميع الإشاعات ويحققوا الفوز ويبرهنوا للجميع بأن السريع يمتلك لاعبين "رجالة وأولاد فاميليا وقادرين على شقاهم". "مش غير ارواح وأربح الأربعاء" قيمة الإنجاز الذي حققه لاعبو سريع المحمدية لا يكمن فقط في أنهم فازوا بالنقاط الثلاث في مباراة مصيرية، بل أن قيمة المنافس ضاعفت من قيمة هذا الإنجاز لأنه ليس من السهل الفوز على فريق بحجم وقيمة أمل الأربعاء والذي وطيلة موسم كامل لم ينهزم سوى في مبارتين وأمام فريقين يحتلان المرتبة الثانية والثالثة (عين الفكرون و"الموب") والأكثر من ذلك أن المواجهة جرت دون حضور الجمهور ومعنويات لاعبي السريع كانت محبطة مقارنة بمعنويات المنافس، وهي كلها معطيات زادت من قيمة الإنجاز الذي حققته تشكيلة المدرب الشاب برجي داود. برجي عرف كيف يعيد قطار "الصام" إلى سكته عرف المدرب الشاب برجي داود كيف يعيد قطار سريع المحمدية إلى سكته الصحيحة، وذلك بالنظر إلى الدور الكبير الذي قام به طيلة الأسبوع الفارط حيث عمل على رفع معنويات اللاعبين التي كانت منهارة جراء التعثرين الفارطين (سعيدة والخروب) وذلك من خلال العمل النفسي الذي قام به بالإضافة إلى معالجته للنقائص التي كانت تعاني منها التشكيلة. دور برجي في إعادة ترتيب البيت كان كبيرا وبشهادة جميع اللاعبين الذين أجمعوا بأن الفوز المحقق على الرائد كان بفضل المدرب الشاب برجي. تفوق تكتيكيا على بوجعران أظهر المدرب برجي تفوقا تكتيكيا على مدرب أمل الأربعاء سمير بوجعران وذلك من خلال تسييره الذكي لأطوار المباراة، خاصة خلال المرحلة الثانية وذلك بعدما سبق لبرجي أن قرأ المنافس طيلة ال 45 دقيقة الأولى وتمكن من الوقوف على نقاط القوة والضعف والتي استغلها جيدا خلال الشوط الثاني كما كانت التغييرات التي قام بها برجي موفقة وفي محلها وذلك عند الإستنجاد بالثنائي كلة - مشرفي في وسط الميدان والذي ظهر تائها مع نهاية المباراة ودخول الثنائي أعاد له التوازن ومنح الأفضلية للسريع. سجل ثاني فوز في ثاني "خرجة" له الفوز الذي حققه سريع المحمدية تحت قيادة المدرب برجي يعتبر الثاني من نوعه في ثاني "خرجة" لهذا المدرب الشاب على رأس العارضة الفنية للسريع وذلك بعدما سبق له وأن قاد التشكيلة البرتقالية في الجولة الثانية من مرحلة العودة للعودة بالزاد كاملا من قسنطينة عندما تفوق السريع آنذاك على "الموك" بثنائية دغيش وهي المواجهة التي كان برجي قد أشرف فيها لوحده على التشكيلة بعد إنسحاب المدرب بوط قبل أن يعيد الكرة ويحقق أهم وأغلى انتصار أمام رائد البطولة في مباراة دون جمهور. مطالبة الأنصار بوضع الثقة فيه كانت في محلها ويمكن القول بأن مطالبة الأنصار وبإستمرار بوضع الثقة في المدرب برجي ومنحه كامل صلاحيات المسؤول الأول عن العارضة الفنية خاصة بعد عودة التشكيلة بانتصار ثمين من قسنطينة وعدم الإستنجاد بمدرب آخر يكون مضيعة للمال والوقت، كانت في محلها خاصة أن اللاعبين تجاوبوا مع طريقة عمله، علما أن مشكل السريع لم يكن في المدرب بل كان ذهنيا ونعني مشكل المستحقات وبمجرد تحرر اللاعبين تمكن الفريق من تحقيق انتصار غاب عنه بملعب والي محمد منذ حوالي ثلاثة أشهر. ------------------------------------------- العودة إلى أجواء التدريبات أمس سجلت تشكيلة سريع المحمدية عشية أمس الأحد عودتها إلى أجواء التدريبات وذلك بعدما استفاد رفقاء المهاجم خلف الله من يوم راحة منحه لهم المدرب برجي داود مباشرة بعد نهاية مباراة الأربعاء قصد تمكينهم من الإسترجاع جراء المجهودات المبذولة في تلك المواجهة. هذا، ويكون أصحاب الزي البرتقالي قد شرعوا ومنذ أول حصة تدريبية في التحضير للمباراة المقبلة والتي سيتنقل فيها "الصام" إلى عنابة لمواجهة الإتحاد.