كثيرون يعرفون بوجود "حرب باردة" في المنتخب بين رئيس "الفاف" محمد روراوة ومدرب المنتخب الوطني وحيد حليلوزيتش، فالأول معروف أنه صاحب القرار الأول والأخير في كل شيء في المنتخب.. ، والثاني ليس من النوع الذي تُملى عليه القرارات، لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن روراوة يثق كثيرا في البوسني حليلوزيتش ولا يفكّر في التخلي عنه مهما حصل، بدليل أن الرجل جدّد فيه ثقته مباشرة بعد خروج المنتخب من نهائيات كأس إفريقيا خاوي الوفاض في دورها الأول، وقالها بصوت عال في اليوم الموالي لخسارة الطوغو: "حليلوزيتش ما عندو وين يروح، هو باق معنا لفترة طويلة كي يحقق الأهداف التي جاء من أجلها". وليت أن روراوة يرغب في الإبقاء على حليلوزيتش إلى غاية نهاية عقده الذي ينتهي سنة 2015، بل أن الرجل يفكر من الآن وبجدية في تمديد عقده مع المنتخب الوطني، ما يؤكد أنه مقتنع تماما بالعمل الذي يقوم به منذ توليه العارضة الفنية للمنتخب منتصف سنة 2011. روراوة يُريد أن يكون "حليلوزيتش" مدرّبا ل"الخضر" في تصفيات "كان 2015" ولم يكشف روراوة أنه يفكر في تمديد عقد حليلوزيتش الذي ينتهي سنة 2014، إلا أنه قال في التصريحات التي أدلى بها أمس لوسائل الإعلام الحاضرة بمدينة وهران أنه يرغب في إشراف البوسني على المنتخب الوطني خلال تصفيات نهائيات كأس إفريقيا لسنة 2015 التس ستقام بالمغرب، وإن كانت التصفيات ستنتهي مع نهاية سنة 2014، فإن ذلك يعني أن روراوة يسعى إلى تمديد عقد البوسني الذي سينتهي خلال صائفة تلك السنة مباشرة عقب مونديال البرازيل، لاسيما إذا ما نجح البوسني في قيادة "الخضر" إلى المونديال و"الكان" معا، وحينها من المتوقع أن تبعث المفاوضات من جديد لتمديد عقده. ثقة لم يضعها في أي مدرب سابقا والظّاهر أن روراوة صار يثق كثيرا في حليلوزيتش وبات مقتنعا أنه المدرّب الأنسب لقيادة المنتخب الوطني في الوقت الحالي، وهذه الثقة التي يضعها فيه اليوم لم يسبق وأن وضعها في أي مدرب قبله، والكل يعلم أن سعدان مثلا لم يمكث طويلا عقب خروج المنتخب خاوي الوفاض من مونديال جنوب إفريقيا سنة 2010، كما أن بن شيخة لم يعمر طويلا عقب إقصاء "الخضر" من كأس إفريقيا 2012 بعد خسارته أمام المغرب، لكن الأمور اختلفت مع حليلوزيش الذي رغم فشله الذريع في جنوب إفريقيا وخروج منتخبنا صفر اليدين في الدور الأول من المنافسة، إلا أنّه يبقى يحظى بثقة رئيسه إلى إشعار آخر قد يمتد إلى ما بعد 2015 مثلما يسطّر له روراوة. يُؤمن أنّ البوسني قادر على فعل أشياء كثيرة وفضلا عن أن روراوة استخلص دروس الماضي عندما كان منتخبنا يغير المدربين لسبب أو لآخر، وما إشراف 9 مدربين على عارضته الفنية منذ سنة 2002 لخير دليل على ذلك، فإنه اقتنع أن الإستقرار مفيد للمنتخب في الوقت الحالي، مثلما اقتنع أيضا أن حليلوزيتش قادر على فعل أشياء كثيرة مع المنتخب إن بقي لفترة أطول، لأن الأداء الذي بات منتخبنا يقدمه في المباريات التي يلعبها أوحى للجميع أن منتخبنا قادر على تحقيق نتائج أفضل مستقبلا، بشرط أن يكون الهجوم فعالا حتى لا يتكرر ما حدث في جنوب إفريقيا، ولذلك يفضل روراوة أن يبقي على حليلوزيتش لفترة أطول قد تمتد إلى ما بعد نهاية عقده سنة 2014. ...ولم يُحدّد بعد هوية المدرّب المساعد وفي سياق آخر، لم يحدّد رئيس الفاف محمد روراوة هوية مدرب المنتخب المحلي الذي سيكون مساعدا جديدا للناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، فرغم أن الإجماع وقع على عبد الكريم بيرة ليكون مساعدا جديدا للبوسني، إلاّ أنّ مصادرنا المقربة من روراوة كشفت لنا أن الرجل لم يفصل بعد في هوية مدرب المنتخب المحلي، ولن يفصل إلا بعد الإنتهاء من الجمعية العامة الإنتخابية التي سيخلف فيها نفسه رئيسا ل"الفاف" لعهدة جديدة. تجدر الإشارة إلى أن "الهداف" سألت روراوة أمس عن هوية المدرب المساعد الجديد إن كان بيرة أو مدرب آخر، إلا أنه نفى أن يكون قد اتفق مع أي مدرب في الوقت الحالي.