لا يختلف اثنان في أن المباراة المنتظرة هذا الجمعة بمدينة “كاب تاون” بين المنتخبين الجزائري والإنجليزي لا تقبل القسمة على اثنين بما أنهما تعثرا في الجولة الأولى.. وصارا في أمس الحاجة إلى النقاط الثلاث لبعث حظوظهما في الوصول إلى الدور الثاني، ما يوحي مسبقا بأنه سيسودها تنافس شرس بين اللاعبين، وقد أعلنت سلطات دولة جنوب إفريقيا حالة طوارئ قصوى، ليس بسبب المخاوف من اصطدامات بين أنصار المنتخبين الموجودين بقوة هنا، بل لرغبة “سود” مقاطعة “كوازولو ناتال” الشهيرة في التنقل إلى “كاب تاون” كي يقفوا إلى صف “الخضر” (المقاطعة كانت أثناء الحقبة الإستعمارية الأكثر قتالا ومعاداة للإستعماريين الإنجليزي والهولنديين). 20 ألف إنجليزي شدوا الرحال إلى مستعمرتهم القديمة ولعلّ ما زاد من مخاوف السلطات هنا، هو تنقل المنتخب الإنجليزي إلى جنوب إفريقيا مرفوقا بما لا يقل عن 20 ألف مناصر، أتوا من بريطانيا خصيصا من أجل تشجيع أبناء “فابيو كابيلو”، وهو عدد كبير مقارنة بعدد أنصار المنتخب الوطني الذين لا يفوقون 3500 مناصر. هذا الأمر منطقي للغاية بما أن “جنوب إفريقيا” كانت مستعمرة بريطانية ومن الطبيعي أن يرحل لها البريطانيون في مثل هذه المواعيد الكبرى، وقد زاد توافد الأنصار بكثرة إلى هنا من قلق السلطات التي تخطط لاحتواء الوضع من أجل تفادي صدامات بين الإنجليز من جهة وبين “السود” والأنصار الذين يعتزمون التنقل من مقاطعة “كوازولو ناتال” لمناصرة “الخضر” ضدّ منتخب البلد الذي أراهم الويلات خلال الحقبة الاستعمارية كاب تاون بلد البيض وعدد مناصري رفاق “جيرارد” سيزداد وفضلا على أن المنتخب الإنجليزي سيكون يوم الجمعة مسنودا بما لا يقل عن 20 ألف مناصر، فإن العدد مرشح للارتفاع أكثر بما أن مدينة “كاب تاون” التي ستحتضن اللقاء عبارة عن معقل رئيسي ل “البيض” هنا، ولا غرابة إن كانوا بعد غد في صفّ رفاق “جيرارد” بما أن جذورهم وأصولهم إنجليزية. “الزولو” يكرهون الإنجليز والسلطات متخوفة من صدامات بينهم وحسب المعلومات التي بحوزتنا فإن لجنة أنصار أنشئت خصيصا من أجل مباراة الجزائر - إنجلترا، حيث ستنظم صفوف كل من يرغبون في التنقل إلى “كاب تاون” للوقوف إلى جانب المنتخب الجزائري في مواجهته أمام رفاق “لامبارد”، ما يؤكد كره أبناء الأرض الأصليين لمنتخب البلد الذي استعمرهم، والمعروف عن مقاطعة “كوازولو ناتال” أنها أرض قبائل “الزولو” الشهيرين، وهي أكبر جماعة عرقية في جنوب إفريقية والأشدّ قتالا، وهي الأكثر خوضا للمعارك والحروب خلال الحقبة الإستعمارية الإنجليزية والهولندية، ومن الطبيعي اليوم أن يقف أبناء الأرض الأصلية التي ينتمي إليها الرئيس الحالي “جاكوب زوما” إلى جانب كل منافسي الإنجليز، لذلك فإن السلطات تصف هذه المباراة بمباراة المخاطر. أنصار “الخضر” مطالبون بتوخي الحذر وأعلنت سلطات مدينة “كاب تاون” حالة تأهب قصوى من أجل التحكم في زمام الأمور، حيث تجرى الترتيبات والتحضيرات على قدم وساق بين مختلف الجهات الأمنية لتوفير كل الظروف المواتية حتى تجرى المباراة في ظروف طبيعية. وبما أن أنصار منتخبنا سيكونون في قلب الحدث فهم مطالبون بتوخي الحذر وألا يزجوا بأنفسهم في متاهات هم في غنى عنها، وأن ينظموا صفوفهم مثلما فعلوا في مدينة “بولوكوان” خلال المباراة الأولى أمام سلوفينيا، ويكتفوا فقط بمناصرة منتخبهم وتشجيعه، على أن يعودوا بعدها في هدوء إلى مدينة “بريتوريا” مقر إقامتهم.