سيكون المنتخب الوطني على موعد مع الوصول إلى مدينة “كاب تاون” مساء اليوم الخميس، قادما إليها من مدينة “سان لامير”، في رحلة جوية مباشرة من مطار مارغايت، وهذا من أجل إجراء ثاني المباريات له في إطار المجموعة الثالثة... وإذا كانت المسافة التي سيقطعها الفريق الوطني هذه المرة طويلة، فإن الإجراءات الأمنية التي ستُصاحب مباراة سهرة الغد ستكون هي الأكبر في كل المواجهات، لأن السلطات الأمنية بجنوب إفريقيا تعتبر مقابلة الجزائر - إنجلترا مباراة الحساسية.وصل الموفد المسبق ل “الفاف”، جهيد زفزاف، إلى مدينة “كاب تاون” سهرة الإثنين من أجل القيام بضبط الإجراءات على مستوى فندق “ساوثرن سان” كالعادة، لكن لما طلب المعني أن يقوم بمعاينة الغرف، رفضت عناصر الشرطة أن يقوم بذلك قبل أن تقوم بتفتيشها هي أولا، وهي عملية التفتيش التي تمت باستعمال الكلاب المدربة التي تم تمريرها على كل الغرف التي ستكون مقرا لإيواء الوفد الجزائري، في إجراء يكشف صرامة وارتفاع درجة التأهب الأمني. الطوابق الثلاثة السفلى في “ساوثرن سان” ل “الخضر“ كما تم الإتفاق بين مبعوث الإتحادية الجزائرية وإدارة فندق “ساوثرن سان” ومسؤولي “الفيفا”، على أن يتم تخصيص الطوابق الثلاثة الأولى (الأول، الثاني والثالث) لأعضاء الوفد الجزائري دون أن يكون الحق للبقية في الإقامة فيها، وهذا باعتبار أن الفندق كبير ولا يُمكن أن يُخصص بالكامل للوفد الجزائري كما جرت عليه العادة في أنغولا أو في “سان لامير”، أو حتى في فنادق التربصات. مصعدان، الأول لا يتجاوز الطابق الثالث... والثاني لا يتوقف في الطوابق الثلاثة ومن أجل عزل الوفد الجزائري عن بقية رواد الفندق، فقد تم الاتفاق بين إدارته والوفد الجزائري بأن يتم تخصيص مصعد منفرد للوفد الجزائري، بحيث أن هذا المصعد لا يتجاوز آليا الطابق الثالث عند الصعود، ويتوقف فقط في أرقام 1، 2 و3، في حين أن المصعد الآخر والمخصص لبقية زوار الفندق فتم تغيير نظام عمله بعدم توقفه في الطوابق الثلاثة السفلية، حتى لا يكون مصدر إزعاج للعناصر الجزائرية. الفندق بعيد ربع ساعة عن المطار و20 دقيقة عن الملعب ويبقى فندق ساوثرن سان الذي ستقيم فيه العناصر الوطنية غير بعيد عن مطار كاب تاون، إذ لا تتعدى المسافة من أجل الوصول إلى الفندق من المطار ربع ساعة، في حين أن المسافة من الفندق إلى ملعب كاب تاون ستاديوم الذي سيحتضن مباراة الغد فهي 20 دقيقة.ورغم أننا لم نتمكن من الدخول إلى الفندق بسبب الإجراءات الأمنية المكثفة حوله، فإن فندق “ساوثرن سان” الذي سيكون مقرا لإقامة العناصر الوطنية من فئة 5 نجوم، وهو أفضل بكثير من الفندق الذي كانت التشكيلة الجزائرية قد أقامت به في بولوكوان ولم يلق الإعجاب من طرف اللاعبين . ملعب “كاب تاون ستاديوم” يسع 70 ألف متفرج أما ملعب المباراة وهو ملعب كاب تاون ستاديوم، فإنه ثاني أكبر الملاعب التي تحتضن المونديال بعد ملعب جوهانسبورغ، ويسع الملعب 70 ألف مناصر (كرسي)، وسيكون أكبر ملعب يلعب فيه الفريق الوطني مباراة في الدور الأول من بين الملاعب الثلاثة.ويحتضن ملعب كاب تاون ستاديوم ثالث مباراة في هذا المونديال بعد أن كان في اليوم الأول مسرحا لمباراة فرنسا - الأوروغواي، وسهرة الاثنين الأخير للمباراة بين إيطاليا - والباراغواي، على أن يكون اللقاء الثالث سهرة الغد بين الجزائروإنجلترا، وسيحتضن 5 مباريات أخرى إلى غاية المربع الذهبي. إحتضن كأس العالم 1995 ل الريغبي وأُعيد تجديده وعكس كل الملاعب تقريبا التي أنشئت خصيصا من أجل كأس العالم الحالية، فإن هذا الملعب احتضن كأس العالم للريغبي سنة 1995، وتم تجديده في الثلاث سنوات الأخيرة حتى يكون مطابقا لشروط الاتحادية الدولية لكرة القدم. ويبقى الشيء المميز في منظر الملعب أنه رغم وقوع مدينة كاب تاون على شاطئ المحيط الأطلسي، إلا أنها محيطة بجبل شاهق القمة يلامس السحاب، وهو الجبل الذي يحيط بالملعب وقريب جدا منه. الغطاء الخارجي للملعب مدرج معكوس بلاستيكي والأكيد أن الصورة الخارجية للملعب تكون في شكل بناء هندي لمدرج، لكن بالشكل المقلوب، وهو الأمر الذي اكتشفناه عند اقترابنا من الملعب وأنه عبارة عن غطاء بلاستيكي كامل من الخارج لمدرجات الملعب، وأعطت للملعب شكله الهندي كأنه مدرج مقلوب. الشرطة الجنوب إفريقية ستتولّى التنظيم داخل الميدان وستكون الأمور التنظيمية في لقاء سهرة الغد مختلفة عن بقية المباريات، حيث أن الشرطة الجنوب إفريقية لن تكتفي بالتنظيم خارج أسوار الملعب وفي المداخل، بل سيمتد الأمر إلى داخل الميدان أيضا بعد الخلاف الذي وقع بين اللجنة المنظمة وشركة التنظيم “ستاليون سيكوريتي” على مستوى 4 ملاعب منها ملعب كاب تاون. ------------------------ “كاب تاون” أول مدينة جاءها مسلمون رغم أن الحال تغيّر اليوم مقارنة بما كان عليه وأصبحت دوربان هي مدينة المسلمين في جنوب إفريقيا، إلا أن مدينة كاب تاون التي سيلعب فيها الفريق الوطني سهرة الغد كانت أول مدينة وصلها مسلمون وذلك في سنة 1600 للميلاد، وجاءوا من أندونيسيا قبل أن تبدأ هجرة المسلمين الهنود إلى دوربان سنة 1860. أنشئ بها أول مسجد في 1793 كما كان الشرف لمدينة كاب تاون أن ينشأ بها أول مسجد في تاريخ جنوب إفريقيا، وذلك في سنة 1793 ميلادي، ونفس الحال كان مع أول معهد للتعليم الإسلامي بكاب تاون دائما في 1805 للميلاد. مليون مسلم في جنوب إفريقيا و700 مسجد ومدرسة قرآنية أما بصفة عامة، فإن عدد المسلمين في جنوب إفريقيا معتبر، فمن جملة 49 مليون ساكن فإن عدد المسلمين الذين يحملون الجنسية الجنوب إفريقية هو أكثر بقليل من مليون مسلم. ويقوم المسلمون بجنوب إفريقيا بأداء شعائرهم الدينية في منتهى الراحة والهدوء والتسهيلات من السلطات الجنوب إفريقية، إذ أن عدد المساجد والمدارس القرآنية المنتشرة يبلغ بالضبط 700 مدرسة ومسجد. حملة تعريف بالإسلام في كل المطارات ولم تتخلف الجالية الإسلامية في جنوب إفريقيا عن فرصة كأس العالم من أجل التعريف بالإسلام لزوار المونديال، وهو ما تعكسه الحملة التعريفية بالدين الحنيف التي تقوم بها الجمعيات الدينية على مستوى مطارات جنوب إفريقيا هذه الأيام، وخاصة مطار دوربان، كما أنشأت موقعا على شبكة الإنترنيت للتعريف بالإسلام بمناسبة المونديال هو: www.samuslims2010.net يعتبرون الجزائر فريق المسلمين في المونديال ومن خلال الأحاديث التي تجمعنا بكل المسلمين، وخاصة من أصول هندية، فقد أكدوا أن المنتخب الجزائري هو الأقرب إلى قلوبهم خلال هذا المونديال خاصة وأنه الوحيد الذي يمثل دولة مسلمة في هذا المونديال. ------------------------ كاب تاون أنشأها الهولنديون وطردهم منها الإنجليز تبعد كاب تاون عن جوهانسبورغ ب 1452 كام بالضبط، (تُضاف لها مسافة 65 كلم التي يقطعها الأنصار من بريتوريا إلى جوهانسبورغ). والمعروف أن مدينة كاب تاون هي أول مدينة يتم إنشاؤها في جنوب إفريقيا، وذلك من طرف الهولنديين سنة 1652 بعد أن جنحت بهم سفينة إلى الشاطئ وهم في طريقهم إلى الهند عبر رأس الرجاء الصالح، ولكن الإنجليز عندما وصلوا طردوهم فأنشؤوا جوهانسبورغ، ومنذ القرن الثامن عشر والإنجليز يتحكمون في المدينة إلى اليوم. الجزائر ستواجه الإنجليز في مدينتهم يبدو أن المنتخب الوطني سيواجه الإنجليز في مدينة تعتبر مدينتهم، لأن الإنجليز يعيشون في كاب تاون أكثر من أي مدينة أخرى، والآلاف من الجالية الإنجليزية في جنوب إفريقيا موجودة بهذه المدينة. عراقي كان أول من استقبلنا خارج الملعب عند وصول موفد “الهدّاف“ صبيحة أمس إلى ملعب “كاب تاون ستاديوم“ من أجل أخذ نظرة عن الملعب الذي سيحتضن مباراة الجزائر، وجدنا أحد المتطوّعين في التنظيم وهو طالب عراقي تعرف علينا مباشرة بعد أن قرأ الاعتماد وشاهد اسم الجزائر عليه، وأكد المعني أنه موجود تحت تصرف الجزائريين من أجل القيام بالترجمة. أكد أن الجالية العربية هنا شبه منعدمة وأكد الشاب العراقي أن الجالية العربية شبه منعدمة في مدينة كاب تاون، موضحا بأن المدرجات ستكون بصفة مؤكدة في صالح الإنجليز خلال مواجهة هذا الجمعة. “7 دوخات” لإيجاد المركز الإعلامي للملعب لاحظنا أن مداخل ملعب “كاب تاون ستاديوم“ معقدة، إذ تطلب الأمر أن نقوم بالبحث والسؤال وإعادة السؤال لأكثر من 10 مرات لأجل الوصول إلى المركز الإعلامي للملعب منتصف نهار أمس.