حالت الغضب التي انتابت الشارع الجزائري بعد انتكاسة “الخضر” الأولى في بداية المشوار المونديالي كانت من شخصيات ثلاث... هم الناخب الوطني، فوزي شاوشي و”المطرود” عبد القادر غزال، ولكن بتفاوت في النقد والغضب بين هذا وذات، فموقف الأول جيد بالإجماع بالنسبة للتشكيلة الأساسية، أما الثاني فالبعض أرجع هفوته لكرة “جابولاني”، أما الثالث فلا عذر له كون ما قام به غير مبرر تماما، والغريب أن غزال غير مغضوب عليه فقط في الجزائر، بل الأمر امتد إلى إيطاليا وبالضبط مدينة “سيينا”. تابعوا اللقاء وانتظروا دخوله قبل يوم من مباراة إيطاليا الأولى في مونديال القارة السمراء، والتي جمعتها بباراغواي، كان لجماهير نادي سيينا موعد مع لقاء شد الأنظار وحظي بمتابعة كبيرة لا لسبب سوى لوجود ممثلهم الوحيد عبد القادر غزال، فمنتديات الفريق على شبكت الانترنت عرفت صحوة نوعية بعد سبات تلا النزول إلى الدرجة الثانية الإيطالية، وهذا بمناسبة المونديال ومشاركة “الأزوري” فيه، كما كان لمباراة “الخضر” أمام سلوفينيا حيز كبير من المتابعة والتعليقات، وقد ظهر من خلال ردود مرتادي المنتديات أن لقاء الجزائر يهمهم جدا، وحتى بعد ظهور التشكيلة الأساسية، تمنى وانتظر البعض دخول غزال في مرحلة ما من المباراة. “هل جُنّ غزال” آراء محبي نادي سيينا المتفائلة بإمكانية إقحام وتألق غزال أمام سلوفينيا ذهبت أدراج الرياح عقب دقائق معدودة من دخوله، فالبداية كانت حسبهم من خطأ فادح وغير مبرر نال منه بطاقة صفراء بشد قميص مدافع سلوفيني بالمقربة من منطقة جزاء الخصم، أما الثانية فكانت بلمس غير مبرر تماما للكرة رآه الصغير قبل الكبيرة والتالي فالطرد مستحق تماما، وقد لقي تصرف غزال انتقادات لاذعة من قبل أنصار الفريق الأبيض والأسود وبجيدة كبيرة تعكس الآمال التي علقوها على مهاجم فريقهم قبل انتقاله المرتقب إلى وجهة جديدة، علما أن الجميع خرج متسائلا بنفس العبارة تقريبا: “هل جُنّ جنون غزال بتصرفه”. أحبو “الخضر” من أجله، وفي النهاية لعب ربع ساعة وطرد قد يستغرب الكثيرون ما أعده أنصار نادي سيينا عبر منتديات الفريق وأيضا المواقع الخاصة بالأنصار، فرغم أن الساعات الأربعة والعشرون التي تلي لقاء “الخضر” ستعرف مواجهة الأزوري ل باراغواي، إلا أن صور غزال بالقميص الوطني زينة أكثر من أي شيء آخر جل المواضيع المتداولة، ما يعكس الحب الذي يكنونه للمنتخب الوطني بسبب غزال، لكن خيبتهم بمستوى لاعبهم بالدرجة الأولى ألغى كل ذلك. مسؤولو “سيينا“ في ورطة وسوق غزال قد يعرف ركودا إلى جانب غصب جماهير نادي سيينا من غزال الذي بحث حسبهم عن الطرد، دار حديث في أروقة المنتديات عن الورطة التي وقع فيها مسؤولو فريقهم الباحثين عن عرض مالي كبير قصد تحويل غزال إلى وجهة جديدة، ما يعود بالفائدة عن “البيانكونيري“ الساعي للعودة إلى الكالتشيو بسرعة، فتصرف الدولي الجزائري حسبهم سيضعف موقفه أمام الأندية الراغبة في ضمه، لأن هذه الأخيرة ستسعى لتخفيض العرض المالي إلى حدود دنيا ستُضر بمصالح الفريق. الآن لا يجب التفكير في أبعد من كاتانيا وباري وما خلص إليه الأنصار أيضا أن على غزال عدم التفكير في ناد شهير وكبير يمضي له في الموسم القادم، فتصرفه أمام سلوفينيا أصبح نقطة سوداء في سجله، والفرق الكبيرة لن تجازف بجلب مهاجم أخفق في دقائق معدودة لعبها مع منتخب بلاده في المونديال، فسقف أحلام غزال الآن لن يتجاوز الإمضاء إلى أحد الصاعدين إلى الدرجة الأولى في إيطاليا، أو ل باري أو كاتانيا المعلنان مؤخرا عن رغبتهما في ضمه (هذا إن لم يلغيا الأمر)، أما التفكير في روما فبات سرابا مستحيل الحدوث.