بدأت الصحافة الأمريكية تطلق حملات التحفيز والتشجيع للاعبيها بعد العرض الجيد الذي قدموه في المباراتين السابقتين أمام إنجلترا ثم سلوفينيا. وقد بدأت تعد العدة من أجل شحذ هممهم تحسبا للمباراة المصيرية هذا الأربعاء أمام المنتخب الوطني الجزائري، وتعقيبا لها على ما ارتأته من ظلم تحكيمي تعرض له فريقها في لقاء المنتخب السلوفيني من جانب الحكم المالي كومان كوليبالي، بعد أن ألغى هدفا لأمريكا في الدقيقة 86، بحجة أن مسجل الهدف ارتكب خطأ على مدافع سلوفينيا داخل منطقة الجزاء. فهي ترى أن انتقام زملاء الحارس هووارد أمام “الخضر” هو أحسن لرد الاعتبار. أجمعت على أن حظوظ الجزائر في التأهل ضئيلة جدا وقد أجمعت الصحف الأمريكية الصادرة صباح أمس على أن فرصة المنتخب الجزائري في التأهل إلى الدور الثاني في نهائيات كأس العالم 2010 تبدو ضئيلة جدا، بسبب اعتماد المدرب رابح سعدان على نفس العناصر المعروفة التي خاضت تصفيات المونديال وفازت على المنتخب المصري في لقاء فاصل بالسودان، وعدم اللجوء إلى الاستعانة بعناصر جديدة. وجاء ذلك بعد أن قامت صحيفتان أمريكيتان وهي شيكاغو تريبيون ولوس أنجلس تايمز بقراءة للمجموعة الثالثة التي ستتنافس فيها كل من منتخبات الجزائر، إنجلتر، أمريكا وسلوفينيا على تأشيرتي التأهل إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم الحالية. شيكاغو تريبيون ولوس أنجلس تايمز: “أبناء كابيلو الأوفر حظا للمرور إلى الدور الثاني” كشفت الصحيفتان بأن مستقبل الفريق الوطني يبدو غامضا في نهائيات جنوب إفريقيا، ما يتيح الفرصة لأمريكا لأجل مرافقة الإنجليز إلى الدور الثاني. وقالت إن أبناء كابيلو هم الأوفر حظا في المرور إلى الدور الثاني، وصرحتا في هذا الجانب:” يبدو أن مستقبل الجزائر في مونديال جنوب إفريقيا غامض وأن فرص تأهلها إلى الدور المقبل قد تكون مستحيلة مادام أن مدربهم يعتمد على نفس الأسماء ولم يضخ دماء جديدة، وعليه فإن أبناء كابيلو هم الأوفر حظا للمرور إلى الدور الثاني رفقة الولاياتالمتحدة”. “أمريكا قادرة على تحقيق الهدف وستتأهل بسهولة” وقد ذهبت الصحيفتان إلى حد استصغار منتخبنا الوطني معتبرة مهمة الولاياتالمتحدةالأمريكية جد سهلة في الفوز على أشبال سعدان والتأهل إلى الدور الثاني رفقة المنتخب الإنجليزي، حيث قالتا: “الولاياتالمتحدةالأمريكية قادرة على تحقيق الهدف والفوز على الجزائر بالنتيجة والأداء في آخر جولة من الدور الأول، وبالتالي فإن التأهل سيكون من نصيب أبناء المدرب برادلي والذي سيتحقق بسهولة ودون أدنى شك”. الصحيفتان ليست لهما علاقة بكرة القدم من خلال ما ذكرته الصحيفتان الأمريكيتان حول حظوظ “الخضر” في التأهل وأن المدرب الوطني رابح سعدان سيفشل في الظفر بتأشيرة التأهل إلى الدور الثاني باعتباره يعتمد على العناصر القديمة التي حققت التأهل إلى المونديال بأم درمان، فإنه يمكن القول إن وسائل الإعلام الأمريكية أو الأمريكيين في حد ذاتهم ليسوا على اطلاع تام بأخبار الفريق الوطني الجزائري وليست لهم علاقة تماما بكرة القدم إن صح التعبير، فهم لم يروا أن التشكيلة الوطنية تغيرت بنسبة 50 بالمائة مقارنة بالتعداد الذي شارك أمام مصر بالسودان، فكل من مبولحي، قادير، بودبوز، ڤديورة، مصباح ولحسن لم يكونوا حاضرين في الإقصائيات المؤهلة للمونديال. فهذه عناصر جديدة سترفع التحدي وتهدي التأهل لبلاد الشهداء. التحالف الأمريكي الإنجليزي يظهر واضحا بعد قراءة التصريحات التي نشرتها الصحيفتان شيكاغو تريبيون ولوس أنجلس تايمز، يتبين أن التحالف بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والإنجليز لا ينحصر فقط في العلاقات السياسية أو في المجال العسكري- الحربي أو الاقتصادي، بل امتد كذلك إلى كرة القدم كأنهما يريدان إنشاء تحالف رياضي يخدم مصالح البلدين فقط. وهو ما فهمناه من خلال ما نشرته وسائل الإعلام الأمريكية عبر مختلف الصحف بعدما راحت تؤكد أن أبناء كابيلو سيحسمون التأهل إلى الدور الثاني رفقة الولايات، وكأنهم (الأمريكان) حسموا التأهل لصالحهم وأن مباراة الجزائر ما هي إلا شكلية بالنسبة لهم دون إدراكهم بأن “الخضر” كسروا أنياب الأسود الثلاثة بشهادة العالم بأسره. نيويورك تايمز: “لكي ننتقم يجب الفوز على الجزائر” ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ذائعة الصيت أن أحسن طريقة يرد بها منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية الاعتبار لبلادهم هو الانتقام أمام الجزائر وهزمها شر هزيمة في اللقاء الثالث والأخير بينهما عشية هذا الأربعاء. وذلك ردا على الظلم الذي تعرضوا له من قبل الحكم المالي في المباراة الماضية أمام سلوفينيا. واستطردت قائلة: “على لاعبي المنتخب الأمريكي أن يردوا الاعتبار لبلادهم أمريكا وذلك بالانتقام أمام الفريق الجزائري الذي ستلاقونه عشية هذا الأربعاء برسم الجولة الأخيرة من الدور الأول، ومن ثم تحقيق التأهل إلى الدور المقبل، ليكون أحسن رد على الظلم الذي تعرضنا له من قبل الحكم المالي أمام سلوفينيا”. تيم هووارد: “إما الفوز بكل شيء أو لا شيء” وتمضي الصحيفة لتنقل في هذا السياق عن تيم هووارد حارس مرمى المنتخب الأمريكي الذي قال إن أمريكا لديها ثقافة معروفة وهي الفوز بكل شيء أو لا شيء، مادام أن الأمل يراود المشجع الأمريكي ببطء بعدما اكتسب ثقافة كروية، وصرح في هذا: “نحن أمة لديها ثقافة رياضية إما بالفوز بكل شيء أو لا شيء، فإن لم تفز، فهذا لا يهم في حقيقة الأمر، فالأمل يراودك ببطء لكن بثبات، وقد باتت هناك ثقافة كروية لدى المشجع الأمريكي بشكل متزايد”. إدو موريس: “يجب أن نقاتل للخروج من المأزق ودخول قلوب الأمريكيين” بينما نقلت نفس الصحيفة عن إدو موريس لاعب خط وسط المنتخب الأمريكي أنه يتفهم أن فريقهم مطالب بالقتال أمام المنتخب الوطني الجزائري وكأنه يدعو لحرب من أجل إرضاء الملايين من الأمريكيين وكسب ودهم، وأردف قائلا: “أتفهم أن الفريق الأمريكي مطالب بأن يُقاتل للخروج من المأزق ودخول قلوب وعقول الأمريكيين“. ميرسيد صن ستار: “على المنتخب الأمريكي أن يعوّض ما فاته” وذكر تقرير نشرته صحيفة “ميرسيد صن ستار” المحلية إن فريق الولاياتالمتحدة بات مطالبا أكثر من أي وقت مضى للمرور إلى الدور الثاني من منافسة كأس العالم، والفرصة مواتية أمامه ليعوض ما فاته في لقاء سلوفينيا التي فرضت عليه التعادل الإيجابي(2-2) وهذا بالفوز على المنتخب الوطني الجزائري. وأردفت قائلة: “سيسعى الفريق الأمريكي لتعويض ما فاته في لقاء سلوفينيا خلال مباراة الجزائر إذا أراد التأهل إلى الدور الثاني من بطولة كأس العالم في جنوب إفريقيا”. ميجور ليغ سوكر توك: “ممثل العرب ينظر إلى المباراة بشكل مختلف وهو في معنويات عالية” وأكد تقرير نُشِر على موقع “ميجور ليغ سوكر توك“ الإلكتروني الخاص بالدوري الأمريكي على أن الجزائر هي الممثل العربي الوحيد الذي ينظر إلى المباراة بشكل مغاير تماما، وهو ما قد يصعب المهمة لمنتخب الولاياتالمتحدة، وعليه فإن الفريق الأمريكي مطالب ببذل مزيد من الجهد عند مواجهة نظيره الجزائري، وذكر في هذا الصدد: “الجزائر هي ممثل العرب الوحيد الذي ينظر إلى تلك المباراة بشكل مختلف، خاصة في ظل الحالة التي يعيشها بعد التعادل مع المنتخب الإنجليزي، وبالتالي فعلى أشبال برادلي أن يربطوا أحزمة أمنهم ويبذلوا المزيد من الجهد”. ويبدو أن هذا الموقع كان أكثر واقعية وموضوعية من وسائل الإعلام الأمريكية الرسمية بعدما اعترف بأن اللقاء الذي سيجمعنا بالولاياتالمتحدة سيكون في غاية الصعوبة عكس الصحف الأخرى التي راحت تستصغر منتخبنا الجزائري.