أثارت تصريحات المحلّل المصري المعروف خالد بيومي الكثير من الغضب وسط الجزائريين قبل كأس العالم لما قال أن المنتخب الجزائري سيخرج ب 0 نقطة. “الهدّاف” حاولت مرارا وتمكنت من الاتصال به حتى يعطي رأيه في “الخضر” ويرد على ما كان قد قاله بلسانه.. “سعدان كان أحد أسباب الهزيمة أمام سلوفينيا، لكنه تفوّق على كابيلو في قراءة المباراة“ “يحسب للمنتخب الجزائري أنه أدى مقابلة رائعة جدًا أمام فريق لا زلت أرشّحه للتتويج بكأس العالم” “المنتخب الأمريكي قوي جدًا بدنيًا، له مشكلة في لاعبي المحور، وتواجد بودبوز أساسيًا ضروري“ “أعجبني جدًا مبولحي، يبدة وثلاثي الدفاع المحوري وبلحاج خيّب ظني” “أتمنى أن تفوزوا على أمريكا وتشرّفوا العرب ردّا على من لا يريد أن يحدث ذلك“ “لا تسجلون لأنكم لا تملكون عناصر هجومية قوية وزياية كان قادرًا على حل الإشكال” مساء الخير (الحوار أجري مساء أمس) خالد، معك صحفي من جريدة “الهدّاف” الجزائرية، نريد أخذ بعض من وقتك لو تسمح؟ نعم لا بأس، تفضّل. ما هي إنطباعاتك بخصوص مقابلة الجزائروإنجلترا؟ مقابلة أكثر من رائعة للمنتخب الجزائري الذي بشكل ممتاز، كنت قد تكلمت مع صحفيين وقلت قبل المباراة أن المنتخب الجزائري مطالب بعنصر المفاجأة لمباغتة منافسه، وهو ما حصل، بودبوز لعب أساسيا، ومبولحي كذلك، اعتقد في النهاية أن الفريق الجزائري قدم مقابلة تكتيكية من أروع ما يمكن والأداء كان ممتازا في الشكل والتنظيم، والنواحي الدفاعية والخططية، لقد تفوق المدرب رابح سعدان على كابيلو، كما تفوق عليه في قراءة المباراة والتعامل معها. هل انتظرت رد الفعل هذا من لاعبي المنتخب الجزائري بعد مقابلة سلوفينيا والهزيمة المفاجئة؟ ما عدا الأداء السيئ أمام سلوفينيا، توقعنا أن يؤدي الجزائريون مقابلة مشرفة أمام إنجلترا، وهو ما وقع بفضل المفاجأة التي قام بها سعدان في التشكيلة الأساسية بالدفع بعناصر قوية في خط وسط الميدان، بالإضافة الى الحارس مبولحي الذي أدى مقابلة من أروع ما يكون، أعتقد أن المنتخب الجزائري أقنعنا كلنا كعرب بأدائه العالي والتكتيكي المنضم. ألا ترى أن المنتخب الجزائري كان الأحق بالفوز بالنظر الى سيطرته على الكرة والمباراة؟ أمن الصعب القول إنه كان الأحق بالفوز، لأن المنتخب الجزائري لم يكن مندفعا بالشكل الذي يلزم الى الهجوم ولم تتح أمامه فرص خطيرة، الجزائر أدت بشكل رائع على مستوى التنظيم الدفاعي وفي وسط الميدان، واعتمدت بالمقابل في هجوماتها على الكرات الثابتة، أحق بالفوز لا اعتقد.. لكن التعادل كان نتيجة منطقية بالنظر الى أداء الجزائريين العالي والإنجليزي غير المتوقع. إذن توافق من يرون أن الجزائر حققت التعادل لأن إنجلترا كانت سيئة وليس لأنها كانت قوية؟ لا، لا نريد أن نأخذ” حق الفريق الجزائري في الأداء، ولا نريد أن نهظم حق المدرب رابح سعدان الذي دخل بتشكيل ممتاز، كما لا أريد التقليل من المجهودات التي بذلها اللاعبون لإنتزاع التعادل، الحقيقة أن المنتخب الإنجليزي هو من انتزع التعادل واعتقد أن من أدار اللقاء من البداية، واندفع نحو مرمى المنافس هو الفريق الجزائري الذي وبكل أمانة وواقعية فاجأ مردوده لاعبي المنتخب الإنجليزي. نعود الى التصريح الذي أدليت به وقلت فيه أن الفريق الجزائري سيخرج ب 0 نقطة من هذا المونديال؟ تكلّمت ووضحت عبر جريدتكم “الهدّاف” وقلت أنه إذا لم يحسن المنتخب الجزائري تقدير المنتخبات التي معه في المجموعة سيخرج خالي الوفاض، ولكن عقب مباراة سلوفينيا شاهدنا أداء أكثر من رائع أمام إنجلترا، وبعد التعادل المستحق صار للجزائر حظوظ وافرة للمرور الى الدور الثاني، أنا أعرف ما قلته واتذكر أنني أكدت أن الفريق الجزائري إذا لم يقدّر المنتخبات القوية معه في المجموعة لن يحقق شيئا في هذه الدورة. حتى الجزائريين انزعجوا أيضا من تكهنك أن يكون المنتخب السلوفيني منافسنا في المجموعة هو مفاجأة الدورة، كيف ترد على ذلك؟ المنتخب السلوفيني حقق نتيجة ممتازة أمام أمريكا، وحقق مفاجأة كبيرة قبل ذلك أمام روسيا، هذا المنتخب أنا أرى أنه من أفضل منتخبات القارة الأوروبية، وبدايته مع المنتخب الجزائري تؤكد ذلك، وعلى الرغم من أنه يشارك للمرة الثانية فقط في كأس العالم ودون خبرة كبيرة من لاعبيه إلا أنه يؤدي بشكل رائع، بما أنه حقق 4 نقاط في لقاءين والتعادل يكفيه للمرور الى الدور الثاني في اللقاء الأخير. وكيف شاهدت سلوفينيا أمام الجزائر؟ كانت مباراة سيئة جدا للفريق الجزائري الذي لم يحسن تقديم شيء كبير على أرضية الميدان، كما حصلت أخطاء كثيرة، حتى على مستوى التشكيل أين لم يكن هناك أي سبب ليدفع سعدان بكل من غزال وجبور، لم نرهما تماما، وفي اعتقادي لو دخل الفريق الجزائري أمام سلوفينيا بنفس التشكيلة التي لعبت أمام إنجلترا لكان قد حقق الفوز. توقّعت أيضا أن يتوج المنتخب الإنجليزي بلقب كأس العالم، هل لا زلت ترشحه لفعل ذلك؟ حتى الآن المنتخب الإنجليزي مرشح للتتويج بكأس العالم، إذا خرج من الورطة التي هو فيها الآن، المنتخب الجزائري يحسب له أنه أدى لقاء كبيرا أمام فريق مرشح للتتويج بكأس العالم، حتى أن اللاعبين الإنجليز فاجأهم مستوى “الخضر”، لكن بالإمكانيات، واللاعبين الذين يضمهم الفريق، وبقدرات المدرب كابيلو اعتبر إنجلترا أحد المنتخبات المرشّحة لرفع الكأس يوم 11 جويلية القادم، وعلى فكرة فإن منتخبات كثيرة مرشّحة لم تؤدّ بالشكل المطلوب، إسبانيا خسرت وهذا لا يعني أنها سيئة، ونفس الشيء بالنسبة لألمانيا، والأمور تختلف مع الأرجنتين وهولندا التي أدت في رأيي أداء رائعا وقدمت مستويات مبهرة. ما هي تصوراتك لمقابلة الجزائر وأمريكا؟ أتمنى أن يكون الأداء بنفس الشكل، والجانب البدني قد يكون العامل الفارق، لأن المنتخب الأمريكي قوي جدا من هذه الناحية، أتمنى أن يؤدي المنتخب الجزائري مباراة تكتيكية وعالية من حيث المستوى في وسط الملعب ودفاعيا أيضا، وأتمنى أن يلعب لأجل التسجيل، لأن الأهداف مطلوبة إن أراد “الخضر” الوصول الى الدور الثاني. من ترشّح من هذه المجموعة للتأهل الى الدور الثاني؟ والله حتى الآن الموضوع صعب نوعا ما، المنتخب الجزائري له فرصة كبيرة إذا فاز على أمريكا، والعكس صحيح، نفس الموضوع بالنسبة لمنتخب سلوفينيا الذي له فرصتان الفوز أو التعادل، المنتخب الجزائري مطالب بالفوز، كل الأمور متشابكة، “عشان كدة” كل فرق المجموعة ستقف الى غاية الجولة الأخيرة التي ستكون 90 دقيقة ستكون مصيرية وفاصلة، أما التكهّن الوحيد الذي يمكن أن أمنحه في المجموعة فهو فوز منتخب إنجلترا على سلوفينيا. نعود الى المنتخب الجزائري، كتقني ومحلّل لماذا لا يسجل المنتخب الجزائري بالرغم من أنه يلعب جيدا كما حصل أمام إنجلترا؟ ببساطة لأنه لا يملك عناصر هجومية قوية، لا يمتلك الحلول الأمامية، الحل متوفر فقط في الكرات الثابتة التي سيكون من الصعب التسجيل منها أمام أمريكا مع منتخب يملك تمركزا سليما، النقطة الثانية أن المهاجم عبد المالك زياية كان قادرًا على حل الإشكال الهجومي لولا أنه رفض الاستدعاء. وبالنسبة للمهاجم جبور، سيكون أساسيًا حسب آخر الأخبار أمام أمريكا، كيف تنظر للأمور؟ لم يضف أي شيء أمام سلوفينيا، لم نره تقريبا، ونفس الملاحظة بالنسبة لزميله غزال الذي فوق ذلك كان عبئا عن الفريق بالطرد الذي تحصّل عليه، أنا أرى أن مطمور ستكون له كلمة مؤثرة في لقاء أمريكا إذا لعب رأس حربة، وتواجد بودبوز ضروري جدا الى جانبه، وهناك أمر آخر لا بد أن أتكلّم عنه. ما هو؟ المنتخب الأمريكي له مشكلة كبيرة على مستوى قلبي الدفاع، لو رابح سعدان ينتبه للأمر ويلعب على هذا الثنائي سيحرز الفريق الجزائري هدفا يخلط به الأوراق. بعد لقاءين في كأس العالم من هو اللاعب الجزائري الذي لفت إنتباهك حتى الآن؟ تألق الحارس مبولحي كثير جدًا، أعجبني في منصب حراسة المرمى في ظل المستوى الضعيف لشاوشي وڤاواوي، بالإضافة الى ثلاثي الدفاع حليش، بوڤرة، وعنتر يحيى الذين أدوا بشكل رائع، كما لا أنسى يبدة، وعلى العموم أغلب لاعبي المجموعة كانوا في المستوى في اللقاءين الماضيين باستثناء المهاجمين. ومن هو اللاعب الذي خيّب ظنك؟ أعتقد أنه بلحاج، خاصة أنه موضوع تحت أنظار العديد من الفرق الأوروبية التي تريد خدماته وتنتظر منه الأفضل مثلما نأمل نحن في اللقاء القادم، خاصة أنه مهم جدا والفوز به أكثر من ضروري للفريق الجزائري. ماذا تقول للجمهور الجزائري كابتن خالد في الأخير؟ أتمنى كل التوفيق للمنتخب الجزائري وأن يؤدي مقابلة رائعة أخرى أمام أمريكا، الشيء الذي أريد أن أوضحه هو أنه أسيء فهمي، لأنني لم أقل أن الفريق الجزائري سيخرج ب 0 نقطة بل ربطت ذلك بشرط، ولكن في رأيي رابح سعدان تعلّم كثيرا التحكم في المجموعة والفريق الجزائري في الطريق الصحيح، وإن شاء الله أتمنى لكم الدور الثاني، حتى تشرّفوا العرب غصبا عمّن يقول غير ذلك، والمصريون والجزائريون يبقون قلبًا واحدًا و“حاڤة ما تفرقهم”. ------------------------- فينڤر لم يتناول ال croissant بسلام كانت الأجواء كبيرة جدا في مركز الصحافة أمس في الملعب الذي جرت به مباراة كوت ديفوار مع البرازيل، وقد لفت انتباه الصحافيين الموجودين بالقاعة حضور آرسين فينڤر المدرب الفرنسي لنادي أرسنال والذي يعمل محللا في العديد من القنوات التلفزيونية وعلى رأسها “الجزيرة الرياضية”، وفي الوقت الذي كان فينڤر يتناول هلاليته (croissant) وجد أمامه عدد من المصورين الصحافيين الذين أحرجوه بالصور وتقربنا بعد ذلك منه وسألناه هل تذوّق طعمها حقا فردّ علينا مازحا بأنه لم يتمكن من تذوق طعمها إطلاقا في ظل هذا الكم الهائل من المصورين الذين يريدون التقاط صور حصرية في هذا الحدث العالمي الكبير بجنوب إفريقيا.