وقف الجمهور الجزائري على حقيقة لا مفر منها بعد خروج المنتخبين الأمريكي والإنجليزي في الدور الثاني من “مونديال” جنوب افريقيا وهي أن “الخضر” ضيّعوا فرصة العمر لأجل تحقيق تأهل تاريخي إلى الدور الثاني في أكبر حدث كروي عالمي، حيث تبيّن أن المجموعة الثالثة التي ضمت الجزائر، إنجلترا، أمريكا وسلوفينيا كانت سهلة حتى بوجود العملاق الإنجليزي، لكن الحقيقة التي يتحدث عنها الجمهور الجزائري أن إنجلترا في هذا “المونديال” لم تكن إنجلترا المعروفة بقوتها والمستويات والحصيلة التي سجلتها أفضل دليل على ذلك. إنجلترا سقطت أمام الألمان برباعية الهزيمة الثقيلة التي تكبدها الإنجليز أمس أمام الألمان في الدور الثاني برباعية كاملة مقابل هدف واحد جاءت لتؤكد أن إنجلترا ليست في أحسن أحوالها ولم يبق منها في هذا “المونديال” إلا الاسم ما دام أن الميدان أظهر حقيقة تواضع أداء رفقاء روني، هذا بعدما فشلت في الدور الأول في الفوز على الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالجزائر لتفوز بشق الأنفس أمام سلوفينيا في المباراة الثالثة لتحقق التأهل في المركز الثاني. غانا كشفت حقيقة أمريكا قبل إنجلترا البارحة، كان الموعد أول أمس مع توديع الأمريكان “المونديال” أمام المنتخب الغاني الذي لقّنهم درسا في الشجاعة والمقاومة وحب الفوز، فكان أفضل سفير للكرة الإفريقية مثلما ثأر الغانيون ل “الخضر” الذين تجرعوا مرارة الهزيمة والإقصاء أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية التي بقي سعدان يشيد بهذا المنتخب وبقوته، لكن في حقيقة الأمر “الخضر” هم الذين سهّلوا لهم المهمة، فالأمريكان تلقوا أهدافا في كل مقابلاتهم إلا أمام الجزائر ليخرج هذا المنتخب في الدور الثاني لتتبعه أمس إنجلترا. “الخضر” كانوا في مجموعة سهلة وضيّعوا فرصة العمر وقد كثرت تعاليق المناصرين الجزائريين بعد الخسارة المهينة للإنجليز أمس أمام ألمانيا وقبله إقصاء أمريكا أمام غانا على أن التأهل كان في متناول “الخضر”، كما أجمعوا أن سعدان ولاعبيه ضخموا سلوفينيا، إنجلترا وأمريكا أكثر مما تستحق لأن حقيقة الميدان أظهرت أمرّا آخر... والغريب أننا بقينا نتباهى بالأداء في وقت كان التأهل في متناولنا بدليل أن فرق المجموعة الثالثة لم تتجاوز الدور الثاني، حيث فضحت غانا وألمانيا الفريقين المتأهلين من مجموعة الجزائر وبالتالي لا يحق لنا أن نفتخر بإقصائنا في الدور الأول لأن كل شيء ظاهر.
