حققت شبيبة القبائل فوزا مهما وكبيرا على منافسها الغامبي القوات المسلحة، أكدت به نيتها في الذهاب بعيدا في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، وقد سيطرت الشبيبة بالطول والعرض على مجريات اللقاء وكانت سفيرا جيدا للكرة الجزائرية، وذلك بفضل تفوقها بثنائية حملت توقيع حميتي وعودية، قبل أن يخادع بلكالام حارسه حجاوي ويسجل ضد مرماه عن طريق الخطأ. وبدأت الشبيبة لقاءها بقوة وركزت كثيرا على الهجوم، حيث كانت أكثر خطورة على مرمى المنافس، وأول ما شاهدناه كان في (د2) عن طريق حميتي الذي سدد كرة قوية من خارج منطقة العمليات مرت جانبية بقليل عن المرمى، لتواصل الشبيبة ضغطها وبتركيز أكثر كشفت من خلاله رغبتها في اللعب الهجومي، ففي (د24) عمل ثنائي بين مفتاح وتجار هذا الأخير يوزع وعودية برأسية لم تمر بعيدة عن إطار المرمى، وفي (د28) يحيى شريف يوزع على الجهة اليمنى نحو حميتي لكن هذا الأخير لم يصل على الكرة وضيع فرصة سانحة للتسجيل، وآخر محاولة في الشوط الأول كانت لصالح الشبيبة دائما في (د43) عن طريق يحيى شريف الذي توغل على الجهة اليمنى ورواغ مدافعين وبلقطة فنية رائعة تقدم وسدد بالقدم اليسرى لكن الحارس وبصعوبة كبيرة أنقذ مرماه. وفي الشوط الثاني واصلت الشبيبة ضغطها وسيطرتها على المباراة، وأول فرصة حولها حميتي إلى هدف رائع، فبعد استقباله الكرة بالقرب من خط 18 مترا سدد بقوة تاركا الحارس الغامبي واقفا يتفرج، وكاد المدافع كوليبالي يوقع هدفا ثانيا برأسية جميلة في (د48) بعد توزيعة من مفتاح ربيع لكن أحد المدافعين تدخل وأبعد الكرة من على خط المرمى، وفي (د55) تلقى عودية تمريرة في العمق راقبها بالصدر وسدد من خارج منطقة العمليات بقوة مضيفا الهدف الثاني، لتأتي ردة فعل أصحاب الأرض الذين كادوا يقلصون النتيجة بعد هدف عودية بخمس دقائق إثر توغل أحد مهاجمي القوات المسلحة الذي سدد لكن الحارس حجاوي ببراعة كبيرة أنقذ مرماه، وجاء بعد ذلك هدف المحليين لكنه لم يأت من أحد لاعبيهم، بل من ابن الشبيبة ومدافعها القوي، بلكالام الذي حاول في (د82) إعادة الكرة لحارسه حجاوي، لكن سوء أرضية الميدان باغتت اللاعبين لتسكن الكرة شباك الشبيبة، وفي باقي فترات اللعب لم نسجل فرصا خطيرة إلى غاية إعلان الحكم المغربي عن نهاية المباراة وتحقيق الشبيبة لانطلاقة قوية في الطبعة الجديدة لرابطة أبطال أفريقيا. ------ ڤيڤر: “الفوز كان صعبا أمام منافس إفريقي فوق ميدانه” “صحيح أننا حققنا فوزا مهما خارج القواعد، لكنه كان في غاية الصعوبة كونه جرى أمام فريق إفريقي وفوق ميدانه وتعلمون جيدا الظروف الصعبة في إفريقيا. لم نتخوف من أي شيء وقد سبق لي أن أكدت لكم من قبل أننا سنلعب ورقة الهجوم وكانت لنا الكلمة الأخيرة ولم تخنا الفعالية هذه المرة، خاصة أننا قدمنا مباراة في المستوى وأظهرنا وجها مشرفا للكرة الجزائرية التي عادت إلى الواجهة الدولية على مستوى المنتخب والآن علينا أن نعيدها إلى الواجهة على مستوى الأندية كذلك والشبيبة لديها اسمها وقيمتها إفريقيا”. دودان: “لا أجد بداية أحسن من هذه” “كان دفاع المنافس بطيئا بعض الشيء وهو ما ساعد مهاجمينا للتحرك بكل سهولة وخلق عدة فرصة سجلوا اثنتين منها على الرغم من أنهم ضيعوا الكثير. حققنا الأهم بالعودة بفوز من خارج الوطن وعلينا المواصلة على هذه الوتيرة لإعادة الشبيبة إلى الواجهة سواء في البطولة الوطنية التي لن نفرط في لقبها أو كأس الجمهورية التي اشتقنا كثيرا للتتويج بها أو كأس رابطة أبطال إفريقيا... لا أجد بداية أحسن من هذه ونتمنى المواصلة هكذا”. مازاري، الشرڤي، سعيدي وبلعباس خارج ال 18 أعلن المدرب ڤيڤر عن قائمة ال 18 المعنية بالمواجهة ساعات قبل اللقاء، وهي القائمة التي كان من الطبيعي أن تكون 4 عناصر خارجها باعتبار أن الفريق سافر بتعداد 22 لاعبا، وقد جلس كل من الشرڤي، سعيدي، بالإضافة إلى بلعباس والحارس الثالث مازاري في المدرجات رفقة الأنصار بعد أن فضل الطاقم الفني الاستغناء عن خدماتهم. الأرضية تحسنت مقارنة بآخر حصة تدريبية مقارنة بالحالة التي كانت عليها أرضية الميدان في آخر حصة تدريبية أجرتها الشبيبة، فإنه يمكن القول إنها تحسنت كثيرا يوم المقابلة بعد أن خضعت إلى الكثير من الترميمات، كما تم قص الجزء الزائد من العشب بشكل جعل الأرضية تظهر في حلة جيدة يوم المقابلة ولا تكون عبئا على الفريقين اللذين قدما فيها كل ما عليهما. الشبيبة التحقت بالملعب ساعة قبل اللقاء فضلت الشبيبة أن لا تلتحق بالملعب باكرا، تجنبا لأي ممارسات إفريقية معروفة، وفضلت أن تدخل ملعب الاستقلال ساعة قبل بداية اللقاء، وكان وصول اللاعبين في هذا الموعد أي ساعة قبل الانطلاقة، كافيا للتحول إلى غرف الملابس وتغيير البدلات وتسخين العضلات لدخول المواجهة بعيدا عن كل ما يمكن أن يحدث من مفاجآت غير سارة. الشبيبة دخلت ببدلة صفراء والقوات المسلحة بالخضراء كنا قد أشرنا في عدد أمس إلى الإشكال الذي وقع في الاجتماع الفني حين جلب الفريقان بدلة خضراء أرادا اللعب بها، وبما أن القوانين في صالح الفريق الغامبي فقد غيرت الشبيبة اللباس ودخلت ببدلة صفراء كاملة، في الوقت الذي دخل المنافس ببدلة خضراء كاملة، الأمر الذي جعل لوني الشبيبة على أرضية الميدان حاضرين. جار مفتاح حضر المواجهة يوجد هذه الأيام في غامبيا لأغراض شخصية مواطن جزائري يدعى رشيد وأكثر من ذلك فهو صديق حميم للاعب الشبيبة مفتاح و هو جاره كذلك، ولم يتردد رشيد في حضور المقابلة وتشجيع الشبيبة، رفقة المواطن الجزائري الآخر يونسي الذي حضر مع عائلته، فضلا عن الهولندي الذي يقيم مع بعثة “الهدّاف” في نزل واحد وكان في مؤازرة زملاء يحي شريف. حناشي ضحك بعد هدف بلكالام ضد مرماه لم يكن رئيس شبيبة القبائل قلقا على نتيجة لقاء فريقه في غامبيا خاصة بعد تسجيل رفقاء عودية لهدفين بدليل أن حناشي ضحك بعد أن سُجل هدف ضد مرمى الشبيبة عن طريق بلكالام، حيث اعتبر الرئيس أن الخطأ الذي ارتكبه مدافع الشبيبة بلكالام مسجلا هدفا ضد مرماه لا يعد هاما خاصة أن الشبيبة سجلت هذفين. أزوكا لعب بالرقم واحد مرة أخرى يخرج المهاجم أزوكا عن العادة ويشارك في مباراة فريقه أمام النادي الغامبي بالرقم 1، وهو الأمر الذي اعتبر هنا في غامبيا مثيرا للتهكم، خاصة أن أزوكا كان بديلا ودخوله كاحتياطي مكان حميتي جعل الجميع يحتار لدخول اللاعب بالرقم واحد، ويذكر أنه سبق للاعب طراوري أن حمل هذا الرقم عندما كان يلعب في صفوف الشبيبة. ڤيڤر أعجب كثيرًا بالفلكلور الإفريقي كان مدرب الشبيبة ڤيڤر معجباً جداً بالأغاني الفلكلورية التي كان يسمعها من المدرجات بمجرد دخوله لأرضية الملعب، حيث أعجب بالأجواء الإفريقية وظل يشاهد تلك الرقصات الخاصة من الجمهور الحاضر في الملعب لتكون سعادته أكبر بنهاية المباراة بفوز للشبيبة يضمن لها بنسبة كبيرة التأهل للدور القادم. التلفزيون الغامبي لم ينقل المباراة على المباشر لم يتمكن الجمهور الغامبي الذي لم يكن في مدرجات الملعب من مشاهدة المباراة بين نادي القوات المسلحة الغامبية وفريق شبيبة القبائل على الشاشة الصغيرة لكون اللقاء لم ينقل على المباشر، وسيتم بثه اليوم أو غدا مسجلا، وهو ما يؤكد أن إمكانات التلفزيون الغامبي ضعيفة ولا يمكنه حتى نقل اللقاء على المباشر. عودية أهدى هدفه لكعروف لأنه تنبأ له بالتسجيل بعد الهدف الثاني في المباراة الذي سجّله عودية في الدقيقة ال55 توجه اللاعب مباشرة للمدرب مراد كعروف مهديا له الهدف، كون هذا الأخير تنبأ لعودية بالتسجيل في هذه المباراة، وهو الأمر الذي حدث فعلا وجعل المهاجم يتوجه مباشرة لمدربه لتحيته وإهدائه الهدف الثاني القاتل. مدرب القوات المسلحة ولاعبوه رفضوا التصريح رفض كل من مدرب القوات المسلحة الغامبية ولاعبوه الإدلاء بأي تصريح عقب نهاية المباراة، في تعبير واضح عن تأثرهم الشديد بالخسارة أمام الشبيبة، وحتى محاولات “الهداف” المتكررة في أخذ تصريح من المدرب أو لاعبيه باءت بالفشل، حيث أبعدنا بطريقة تؤكد رفض الغامبيين للخسارة. ^ حناشي: “قدمنا مباراة كبيرة ونستحق الفوز” “كانت المباراة صعبة ولكننا حققنا المهم بفوز ثمين مستحق. ضيعنا فرصة سانحة لتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف بحكم أن المنافس لم يكن في المستوى الذي كنا ننتظره منه، المهم في نهاية المطاف أن الشبيبة أكدت قوتها في المنافسات الإفريقية ونتمنى أن نذهب بعيدا هذه المرة ولا نخيب الآمال مثلما حدث في السنوات الفارطة”. “منافسنا خانته الخبرة ولم نفوتّ الفرصة” “منافسنا ليس مخيفا كثيرا عكس ما توقعناه من قبل وقد خانته الخبرة في مثل هذه المنافسات القارية، من جهتنا عرفنا كيف نستخلص دروسنا السابقة ولم نضيع فرصة مباغتة هذا الفريق الذي ضيع الأهم فوق ميدانه. علينا أن نكون حذرين في مباراة العودة حيث سيأتي الفريق الغامبي من دون عقدة ليرمي بكل ما لديه وعلينا بذلك أن نحضر كما ينبغي لهذه المواجهة”. “المهم أننا أفرحنا كل أنصارنا الأوفياء” “حققنا فوزا مهما من الناحية المعنوية، سيسمح لنا بالتحضير براحة للقاء العودة الذي نتمنى أن يكون فيه أنصارنا في الموعد لأننا قمنا بكل هذه التضحيات لصالحهم ونهديهم هذا الانتصار لأنهم يستحقون كل شيء رائع بحكم محبتهم الشديدة لهذا الفريق العريق. أطلب منهم فقط أن يقفوا وراء ناديهم ويقدموا الدعم المنتظر منهم ويحضروا بكل قوة في المدرجات في مختلف المنافسات التي تنتظرنا”. قبائلي يقيم في غامبيا تابع اللقاء رفقة عائلته استغل مواطن جزائري يدعى حميد يونسي فرصة إقامته في غامبيا لحضور هذه المقابلة، خاصة أنه قبائلي الأصل، ولم يكن المعني في مدرجات ملعب “اندبندنت ستاديوم” (ملعب الاستقلال) وحيدا بل كان مرفوقا بعائلته الصغيرة التي كانت سعيدة للغاية وهي تشاهد الشبيبة القبائلية التي فرقتها عنها آلاف الكيلومترات بحكم إقامتها في غامبيا، تلعب أمامها وغير بعيد عن المكان الذي تقيم فيه. ..وهولندي ناصر الشبيبة مع أفراد عائلته أيضا ولم تكن العائلة الجزائرية هذه وحدها في مناصرة الشبيبة في ملعب الاستقلال ولكن الأمر كان نفسه مع مواطن هولندي حضر رفقة زوجته وكان مناصرا منذ الدقيقة الأولى للشبيبة القبائلية، ولم يكن تنقله دون دوافع، بل لأنه تعرف على مبعوثي “الهداف” في الفندق الذي يقيمون به معا وهو “باراديس” ووعد أن يكون حاضرا في الملعب، وهو ما تجسد وكان متواجدا رفقة كل أفراد عائلته الصغيرة. ----------- حميتي: “الفوز فرحة لكل القبائل ولن نفرّط في تقاليد الكناري” ما تعليقك على الفوز؟ لم يكن من السهل علينا أن نحقق فوزا بالأداء والنتيجة أمام منافس يلعب على ميدانه وأمام جمهوره، ولكن الإرادة التي كانت لنا قبل المباراة أكدناها في اللقاء، والحمد لله كان لنا التوفيق بتسجيلنا ثنائية. هل ترى أن الفوز كان سهلا؟ بالعكس، فإن الظروف المناخية في الأول أقلقتنا كثيرا، وكنا نخشى الرطوبة العالية، خاصة أن الاختلاف واضح بين الطقس في الجزائر وهنا في غامبيا، ولكن الحمد لله كان الجو مناسبا والمناخ أحسن، ولم نجد صعوبة سوى في أرضية الميدان التي لم تخدمنا كثيرا، ولكن هذا لم نضعه حجة، بل تحديناه كما قلت لك، وتحدينا فوق هذا المنافس أيضا، والحمد لله لم نخيّب في الأخير. الفوز في أول مباراة وخارج الديار يعد إنجازا كبيرا، ما تعليقك؟ هو في الحقيقة فوز مستحق، لأننا لعبنا أفضل وكنا مركزين وأحسن توزيعا وسيطرة على الكرة، والشيء الإيجابي اليوم هو أن هجومنا كان أكثر فعالية وقوة أمام المرمى، بحيث لعبنا بطريقة جيدة ومن دون أي خوف أو قلق من المنافس، بل رغبتنا الملحة والجامحة للفوز هي التي سمحت لنا بتسيير اللقاء بذكاء وبرزانة كبيرة. ألا ترى أن أول فرصة أتيحت لك هي التي جعلت المنافس يخشى المغامرة، وحررتكم في مقابلها؟ هذا أكيد، فكما شاهدتم فإننا كنا أكثر سيطرة على الكرة وتحكمنا بطريقة جيدة في زمام المباراة، كما أن ضغطنا المتواصل على مرمى المنافس ودفاعه جعله يفقد توازنه ويفقد بشكل تدريجي ثقته ويكشف عن ضعفه، ولهذا فإننا طبّقنا تعليمات المدرب ولعبنا بشكل جيد سمح كما قلت بترك المنافس يخشى المغامرة، لأنه كان يعرف أن الشبيبة قوية ولم نأتِ إلى غامبيا للنزهة، بل للفوز، وهذا ما حققناه والحمد لله. الشوط الأول انتهى بالتعادل السلبي، ولكن الفعالية كانت في الشوط الثاني، هذا يعني أن المدرب قدّم توجيهات وجاءت بثمارها، هل يمكنك أن تقول لنا ما تحدث عنه “غيغر” ما بين الشوطين ؟ لقد ركز في حديثه لنا بقوله أن المنافس في متناولنا وعرف أن دفاعه ثقيل، لذا طلب منا نحن المهاجمين الضغط أكثر ومحاولة التسديد من بعيد، وهذا ما طبقناه مباشرة بعد دخولنا اللقاء، حيث بعد أن تلقيت أول كرة صوبتها بقوة نحو المرمى، وقد كنت موفقا وأحرزت هدف التقدم، وبكل صراحة لو لعبنا بشراسة أكبر لما كنا قد تركنا المباراة تنتهي بنتيجة 2-1 بل لكانت تنتهي بأربعة أو خمسة أهداف بشكل عادٍ جدا. وما تعليقك على الهدف الذي سجلته؟ هو أول هدف أسجله في منافسة إفريقية، وأنا أتشرف أن يكون بألوان شبيبة القبائل، وهي فرصة أخرى أكدت بها أن حميتي في الشبيبة لا يرحم سواء في البطولة أو الكأس أو في المنافسات القارية، كما كانت فرحتي كبيرة وأنا أسجل وأنزع العقدة التي لاحقتنا في الشوط الأول، ولا تنس أنني فتحت شهية رفقائي للتسجيل. الفوز خارج الديار يعني أنكم ستلعبون لقاء العودة بأكثر راحة؟ ليس هذا كل ما نطمح إليه من خلال فوزنا في غامبيا، بل المهم بالنسبة لنا هو أن يفرح أنصارنا ويدركوا جيدا أن الشبيبة لن تفرط في تقاليدها الإفريقية، كما سنسعى في لقاء العودة الى تأكيد هذه النتيجة التي حققناها هنا، ونسجل أهدافا أكثر إن شاء الله. هل من كلمة أخيرة؟ أهدي الفوز والهدف الذي سجلته لكل أنصار شبيبة القبائل وكل من يغار على ألوان “الكناري” وأقول أن الشبيبة ستبقى وفية لتقاليدها الإفريقية. الشبيبة احتجّت على ركلة جزاء حرم الحكم المغربي التشكيلة القبائلية من ركلة جزاء في (د24) حين قام أوصالح بعمل جيد على الجهة اليمنى ووزع في العمق وأحد مدافعي الجيش الغامبي بدل أن يبعد الكرة برأسه سقط على أرضية الميدان الزلجة ولمس الكرة بيده، وهي اللقطة التي أثارت احتجاج رفقاء عودية على الحكم نتيجة رفضه احتساب ركلة جزاء لاسيما أن اللقطة كانت قريبة منه. الجو معتدل وبدّد كل المخاوف على عكس المخاوف التي أثارها الطاقم الفني للشبيبة قبل أن تجرى المقابلة بخصوص الحرارة الشديدة مثلما هو الحال بالنسبة للأجواء التي تطبع غامبيا هذه الأيام، فإن هذه المخاوف تبددت مع الجو المعتدل الذي جرت فيه مباراة أمس، حيث يمكن اعتبار 28 درجة التي لعبت فيها بمثابة جو لطيف للغاية قياسا بدرجة الحرارة الرهيبة التي تعرفها غامبيا، هذا الجو ساعد الفريقين على منح كل ما عندهما دون أن يكون للمناخ أي تأثير. ------- كشف بصراحته المعهودة العديد من الأمور... حناشي: “أبواب الشبيبة مفتوحة دائما أمام أشخاص مثل بوبريط” جمعنا حديث هامشي مع الرئيس القبائلي في بهو فندق “جارما بيتش” عدنا فيه إلى تاريخ الشبيبة ومشاركاتها القارية.. وأثناء ذلك تذكر المسؤول الأول أحد اللاعبين الذين ساهموا بشكل فعّال في تتويج سنة 2001 بهدفه الذي كان وزنه من ذهب في مباراة الإياب. وقد أبدى حناشي بصراحته المعهودة رضاه عن كل ما قدمه هذا اللاعب للشبيبة عندما صرح: “بعيدا عن الميدان، بوبريط شخص شرّف مسيرته الكروية، حيث كان منضبطا جدا بالإضافة إلى تفانيه في الدفاع عن ألوان الشبيبة، والنادي القبائلي بحاجة إلى أشخاص مثل بوبريط وأبوابه مفتوحة أمامه دائما على غرار دودان الذي وضعت فيه ثقتي والحمد لله هو في مستوى هذه الثقة والشبيبة مع أمثال الذين ذكرتهم سابقا ستبقى بخير دائما”. “علاقتي ب علي حداد مازالت جيدة” أما بالنسبة لعلي حداد الذي ظهر بقوة في فترة من الفترات واسمه تردد كثيرا في محيط النادي القبائلي قبل أن يغيب فجأة، صرح الرجل الأول في النادي القبائي: “ما عدا شقيقه الذي وضع يده في يد شخص لا يعرف حتى ما هو التسلل، فإن علاقتي بعلي حداد وكل عائلة حداد جيدة وستظل دائما جيدة وليس كرة القدم التي ستفرق بيننا، وسأخبركم بأمر فقط وهو أني كنت عل اتصال به قبل الحضور إلى غامبيا وتبادلنا أطراف الحديث، وسيكون لنا موعد نتطرق إليه إلى بعض الأمور الخاصة بالنادي”. “بفضل عبد القادر خالف الشبيبة وصلت إلى ما هي عليه الآن” وفي سياق حديثه، كشف حناشي أنه يكن كل الاحترام والتقدير لعائلة خالف التي يراها صاحبة فضل على الشبيبة، عندما قال: “يجب أن تعلموا أن خالف عبد القادر كان وضع أسس الاحتراف الصحيح في النادي القبائلي منذ فترة طوية، والجميع مدين له بما وصلت إليه الشبيبة حاليا على جميع الأصعدة. كما أني لا أنسى أن أقول إن حتى حناشي استفاد من تجربة عبد القادر خالف -رحمه الله- وهو ما يجعلني أقول إني أفتخر كثيرا بأني واحد من تلامذته”. ------ في حوار يخرج عن المألوف... عودية: “الشبيبة فريق عريق ويستحق لقبا كل موسم” “أريد زوجة محجبة كما أمر اللّه سبحانه وتعالى” “أحب أغاني علاوة لأنها نقية وكلاه موزون” في هذا الحوار الشيّق، يخرج المهاجم القبائلي محمد أمين عودية عن المألوف، ليكشف عن وجهه الآخر، حياته الشخصية والعديد من الأسرار التي سيعرفها أنصار الشبيبة عبر “الهدّاف”. في البداية أمين، أقول إن حوارنا هذا لن يكون كلاسيكيا تحدثنا فيه عن أمور الميدان بقدر ما نريده أن يكون فرصة لاكتشاف وجهك الآخر؟ لا يوجد أي مشكل، وأنا سأجيب على أي سؤال تطرحونه عليّ دون أي مشكل. لو لم تكن لاعب كرة قدم، ماذا كنت ستكون؟ أواصل دراستي التي ندمت على أني لم أكملها، حيث توقفت المسيرة عند السنة الثالثة جامعي في كلية دالي ابراهيم تخصص تجارة دولية و”ماركيتينغ”، ولكن الحمد لله بدعاء الوالدين ورضاهما أقول إني وفقت نوعا ما في تحديد ولو هدف واحد في حياتي، ولكن أقول إن المستوى العلمي الذي وصلت إليه يجعلني راضيا عن نفسي. على العموم ندمت على عدم إكمالي الدراسة لكن لم أندم على اختياري لكرة القدم. لاحظناك تحب المطالعة كثيرا. (أرانا كيسا فيه كتب)... إنها الطريقة الوحيدة التي تجعلني أهرب بخيالي عن سلبيات الحياة اليومية، وتمنحني فرصة الإطلاع على حياة الآخرين وأستلهم كثيرا منها وأعرف العديد من الأمور الجديدة. كما أنها تساعدني معنويا على تخطي القلق والضجر الذي قد يصيبنا مثلما هو عليه الحال اليوم (في مطار داكار). صحيح أني شخصيا أهوى مطالعة كل شيء، لكن هناك كتاب واحد أفضّله ولا يمكن أن أستغني عنه ولن يؤلف أي كاتب عبر الأجيال مهما كانت صفته مثله ألا وهو القرآن الكريم. كم من صديق وفيّ لديك؟ على العموم الجميع يعرف طبيعتي منذ أن كنت صغيرا وهي أني أحب الانزواء كثيرا وهذا لأنني الابن الوحيد في المنزل، لكن هذا لا يمنعني من ربط صداقات على غرار محمد أكساس الذي عرفته منذ 5 سنوات لما كنا سويا في شباب بلوزداد، حيث لدينا ذهنية واحدة. كما أننا ننظر إلى الأمور من الزاوية نفسها، وهو في حقيقة الأمر شقيق وليس صديقا، وبالمناسبة أحييه كثيرا. من هو صديقك الوفي الآن؟ لاعبو شبيبة القبائل دون استثناء وصدقني بأني أعزّهم كثيرا، وأتفاهم معهم بالرغم من أن مظهري يوحي بأني “واعر بزاف”. هذا صحيح، فكل ملامحك تدل أنك إنسان متكبّر... هذه الملاحظة يوجهها لي الكثير (يضحك)، ولكن هذه ليست طبيعتي لأني في حقيقة الأمر إنسان متواضع وأحب الجميع (التحق بنا يحيى شريف)، ولكم أن تسألوا “عليلو” الذي لا تمر لحظة إلا وأنهال عليه بوابل من النصائح. وهل يتبع نصائحك؟ من هذا الجانب يعجبني كثيرا وكل نصيحة يرى بأن فيها مصلحتنا يطبّقها دون مشكل. وما هي آخر نصيحة قدمتها له؟ كان ذلك في الصائفة الفارطة لما بدأانا التحضيرات وقدمنا إلى الشبيبة سويا، وقلت له النصيحة الجيدة التي أقدمها لك هي أن تحسن جانبك البدني فقط لتكون في القمة، ولهذا طلبت منه تحسين لياقته ومن حسن الحظ نصيحتي لقيت آذانا صاغية ولم تذهب أدراج الرياح، و”راح يدير العجب” في المستقبل وهو أتمناه له من صميم قلبي. من أين ينحدر والداك؟ اسمعني جيدا... جدتي من سيدي عيش وجدي من الأربعاء ناث ايراتن ووالدتي من جيجل ووالدي ترعرع في العاصمة، أي أننا مزيج من مناطق عديدة من الوطن الأمر الذي يفسر تواجد عائلة عودية بقوة في كل الولايات وخاصة منطقة القبائل. أنت قبائلي إذن؟ أكيد. هل تسمع أغاني معطوب الوناس وآيت منڤلات؟ ”ما نكذبش عليك”، أحب أغاني محمد علاوة، بالإضافة إلى أنها نقية فكلامها موزون ولا أخفي عنكم أن أغلب لاعبي الشبيبة لما ينهون التدريبات يدخلون إلى غرف حفظ الملابس ويرددون أغانيه جماعيا. وما هو نوع الموسيقى الذي يسمعه يحيى شريف؟ أقسم إنه يجيد أغاني معطوب الوناس ويحفظها عن ظهر قلب. هل وجدت شريكة حياتك؟ الحمد لله، وسأعقد قراني بعد عامين على الأكثر. إن شاء الله، هل هي جزائرية أم أجنبية؟ لا يا أخي جزائرية، فهي الأدرى بشؤون مجتمعنا وتساعدك على تربية أبناءك تربية إسلامية صالحة، أما الأجنبيات “ما نخدمهومش”، ولكن الأمر الذي أنا متأكد منه هو أن رضا الوالدين مهم في اختيار شريكة الحياة، كما أني أريد الإستقرار نهائيا والتفرغ إلى مهنتي وفقط. هل هناك نصيحة قدمها لك شخص ما وما زالت راسخة في ذهنك؟ هناك الكثير وإذا بدأت في سردها لن أتوقف، لكن التي تبقى راسخة في ذهني، هي لا تنسى من أين أتيت، وأنا منذ سنوات قصيرة كانت يومياتي مثل الطلبة، ما يجعلني أعرف كل ما يشعرون به ولهذا أقول إني أشعر بما شعر به أي شخص مر بظروفي. ما هو الأمر الذي لم يتغيّر فيك؟ صدقني أني لا أجد الإجابة على هذا السؤال. ربما يحيى شريف لديه إجابة.. (يحيى شريف يجيبنا) عودية إنسان طيب ولا أعتقد أنه يوجد شخص قد يخالفني الرأي إن خالطه. أنت تمدحه كما مدحك من قبل، يعني أنك ترد له الدين. لا ليس لهذا السبب وسأقول لكم لماذا وستقتنعون، أعرف عودية منذ أكثر من ست سنوات عندما كان في اتحاد حسين داي وكنت أنا في رائد القبة ومنذ كنا الفئات الصغرى، كما أن مقر سكناي قريب من سكنه، هو في الحراش وأنا في عين النعجة، كلها أمور تدل على أن معرفتي به لم تكن وليدة الأمس. وهل تتفاهم مع عودية داخل الميدان؟ شخصيا أشعر براحة لما ألعب إلى جانبه، حيث يمنحك الفرصة من أجل أن تتحرر في الميدان خاصة عندما يلعب دون كرة، ما أتمناه هو أن يتطور هذا التفاهم أكثر ويكون لعبنا أكثر فعالية. وعندما تضيع كرة سهلة في اللقاء، كيف يكون رد فعله؟ في اللقاء لا يحتج عليّ كثيرا لأنه من اللاعبين الهادئين على أرضية الميدان، لكن في التدريبات ينتقدني كثيرا إذا قمت بأي خطأ، أرى أن هذا الأمر عادي لأن التدريب فرصة من أجل تصحيح الأخطاء. وما هو الأمر الذي يثير غضب عودية؟ عندما يحتج عليك وترد عليه، أو عندما تتحداه في أي شيء فإنه يفقد أعصابه (يضحك مطولا). وما هي أمنية عودية حاليا؟ الفوز بلقب هذا الموسم مع الشبيبة، صحيح أن بدايتي كانت صعبة بفعل الإصابات التي تعرضت لها، لكن أملي يبقى كبيرا في أنني سأظفر بلقب مع فريقي لأنه فعلا يستحق ذلك كل موسم. سنطرح عليك بعض الأسئلة وأجبنا عنها بسرعة. تفضّل. الجزائر. وطننا الذي نحبه كثيرا. الوالد والوالدة. “ربي يحفظهم ويطيل في عمرهم إن شاء الله” عملتك في الحياة. التواضع بالرغم من أن البعض يراني متكبرا (يضحك). شيء لا يمكنك الاستغناء عنه. “البورتابل“ لأنه يسمح لي بمعرفة أحوال جميع من يهمني أمرهم. نوعية لباسك. “الماركة” وفقط. أين تريد أن تعيش بعد نهاية مشوارك الكروي؟ في الجزائر. لماذا؟ لأنني لن أجد أحسن منها. ما نوع السيارة التي تملكها؟ “بولو”. أكلتك المفضّلة. العجائن وخاصة “التاڤلياتي” بالإضافة إلى كسكس الوالدة كل يوم جمعة. هل تحب الشقراوات أم السمراوات؟ لاأستطيع الرد على هذا السؤال لأنه سيسبب لي مشاكل(يضحك مطولا) تريدها محجبة أم دون حجاب؟ طبعا محجبة لأن الله سبحانه وتعالى بيّن الطريق الذي يجب أن تسلكه المرأة المسلمة ولا كلام بعد كلامه عز وجل لأنه الأدرى بمصلحة عباده، لكن “عليلو” يريدها دون حجاب (يضحك). كلمة أخيرة. أتمنى التوفيق لمنتخبنا الوطني في المونديال، كما أتمنى التتويج بأحد الألقاب مع الشبيبة التي تستحق أن تكون في القمة دائما لنكون عند حسن ظن أنصارنا. ------- الشبيبة لعبت أمس بعلامة “أديداس” بعد أن أغلقت إدارة نادي الجيش الغامبي كل قنوات الحوار مع الإدارة القبائلية بتعنتها بخصوص القميص في الاجتماع التقني أول أمس بينهم، لم يجد الرئيس حناشي إلا مقاطعة الاجتماع التقني طالبا من دودان وأمين مخزن الشبيبة أن يرافقاه إلى وسط المدينة من أجل اقتناء القميص الذي ستلعب به الشبيبة، وقد تم جلب قمصان صفراء اللون من علامة “أديداس” وهي التي لعبت بها الشبيبة أمس. حناشي سيحتفل بعيد ميلاده غدا سيحتفل الرئيس القبائلي بعيد ميلاده الستين يوم غد الإثنين المصادف ل 15 فيفري. وكان حناشي قد طلب من لاعبيه الموسم الفارط أن يهدوه أول فوز في لقاءات العودة أمام نصر حسين داي بالعاصمة في عيد ميلاده، الأمر الذي نجح فيه زملاء صانع الألعاب السابق الطيب برملة صاحب هدف الفوز. غامبيا... جوهرة على ضفاف الأطلسي لم يكن التنقل إلى غامبيا فرصة لبعض لاعبي الشبيبة الجدد من أجل اكتشاف منافسة كأس رابطة الأبطال الإفريقية فقط، بل من أجل الوقوف على سحر قارتنا السمراء التي تملك من الكنوز ما يرشحها لتستقطب العالم بأسره، ومن بين هذه الدول غامبيا التي حلت بها الشبيبة من أجل مواجهة نادي الجيش الغامبي بالعاصمة بانجول، والتي تعتبر فعلا جوهرة تزين الأطلسي بروعتها وشواطئها الممتدة على عشرات الكيلومترات. 90 بالمائة من الشعب ديانتهم الإسلام وتعتبر الديانة الإسلامية الأكثر انتشارا في بلاد الرئيس الغامبي “ياي بورم”، والإنجليزية هي اللغة الرسمية في هذا البلد، ولعل ما شد انتباهنا هو أن الشعب الغامبي شعب مسالم بكل المقاييس، ولعله الأمر الذي جعل هذا البلد يستقبل “جيوشا” من السياح الذين يقصدونه من كل أنحاء العالم وخاصة من أوروبا الغربية والبلدان الأسكندنافية. الجاليتان اللبنانية والليبية حاضرتان بقوة ولعل ما شد انتباهنا في غامبيا، هو وجود الجاليتين اللبنانية والليبية بقوة والعديد منهم يملك استثمارات في هذا البلد، كما أن الفندق الذي أقامت فيه الشبيبة هو شراكة بين هؤلاء حيث وضعوا لافتة كُتب عليها: “عمال فندق جارما بيتش من لبنانيين تونسيين وليبيين يرحبون بوفد شبيبة القبائل ويتمنون لكم التوفيق وإقامة طيبة”، الأمر الذي ساعد الشبيبة معنويا حيث وجدت كل سبل الراحة بشهادة حناشي والتي من النادر أن تجدها في باقي الدول الإفريقية -حسبه-. مباراة أم درمان على كل لسان، والجميع في صف الجزائر أما الأمر الذي لم نكن نتوقعه إطلاقا، هو أن يكون الغامبيون ملمين بكل تفاصيل المسلسل الطويل الذي كان الجزائريون والمصريون أبطاله دون منازع، حيث كانت مباراة أم درمان على كل لسان وكل من تحدثنا إليهم عبروا عن سخطهم الشديد للإعتداءات التي كان منتخبنا الوطني عرضة لها في مصر واعتبروا تأهل “الخضر” إلى المونديال أحسن رد وجهه شاوشي والآخرون لزملاء الحضري.