بدأت نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا والكل كان متخوّفا من الأخطاء التحكيمية، رغم أن “الفيفا” تسهر على أن يكون الحكام الذين اختارتهم في المستوى المطلوب لتسيير مباريات كأس العالم دون ارتكاب أخطاء فادحة يمكن أن تغيّر نتائج المباريات وتساهم في تأهل منتخب على حساب الآخر. لهذا ترصد “الفيفا” أموالا طائلة لتوفير كل الإمكانات اللازمة التي تسمح برفع مستوى الحكام من بينها السماعات التي يستعملها ثلاثي التحكيم داخل الملعب لزيادة التنسيق وتفادي ارتكاب الأخطاء القاتلة وتسمح للحكم الرئيسي بمعرفة كل ما يجري داخل المستطيل الأخضر بمساعدة حكمي التماس، كما قامت “الفيفا” قبل انطلاق كأس العالم في جنوب إفريقيا بتوفير مقر إقامة بعيد عن الضغط ويضم أحسن المنشآت التي تسمح بإراحة الحكام وتوفر لهم التركيز اللازم وتبعدهم عن كاميرات المصورين وعن أسئلة الصحفيين . ... وتربصات دورية لرفع مستواهم الأموال الضخمة التي ترصدها “الفيفا” لم تقم باستغلالها في توفير الإمكانات اللوجستية فقط وإنما من أجل القيام بدورات تكوينية للحكام حتى ترفع مستوى التحكيم، وهي دورات تنظمها الاتحاديات القارية التابعة ل “الفيفا” بشكل منتظم وتسمح لها بتكوين أكبر عدد من الحكام من مختلف أنحاء العالم، وتشرف على هذه الدورات أسماء كبيرة برزت في عالم التحكيم في نهائيات كأس العالم، وسمحت هذه الدورات باكتشاف عدد كبير من الحكام. دورة جنوب افريقيا تشهد العديد من الأخطاء القاتلة ورغم كل ما توفره “الفيفا” من أموال وإمكانات ضخمة إلا أن نهائيات كأس العالم المنظمة حاليا في جنوب إفريقيا شهدت العديد من الأخطاء التحكيمية التي غيّرت نتائج المباريات التي لعبت في الدور الأول وبعض مباريات الدور ثمن النهائي، ونذكر أن قائد المنتخب الوطني عنتر يحيى تلقى طردا من طرف الحكم البلجيكي “فرانك دي بليكير” الذي عوض أن يمنح الإنذار الثاني ل يبدة منحه ل عنتر يحيى، كما قام الحكام بإلغاء أهداف حاسمة في مباريات الدور الأول مثل الهدف الثالث الذي سجله منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية أمام سلوفينيا عندما كانت النتيجة متعادلة (2-2)، واحتسبوا أيضا أهدافا غير شرعية مثل هدف “كارلوس تيفيز” الأول في مباراة منتخب بلاده الأرجنتين أمام المكسيك وهو الهدف الذي جاء من وضعية تسلل، وليس هذا فقط فقد أخرجت العديد من البطاقات الصفراء والحمراء بدون سبب. ألم يحن الوقت أن تعتمد “الفيفا” على الحكم الخامس بعد كل هذه الأخطاء المرتكبة التي غيّرت نتائج مباريات في أكبر تظاهرة كروية في العالم أصبح العديد من المختصين والمتتبعين يطالبون “الفيفا” بالاعتماد على حكم خامس بإمكانه أن يرصد حركة اللاعبين داخل منطقة العمليات التي ترتكب فيها الكثير من الأخطاء التي يمكن أن تغيّر نتائج المباريات، و قد أعلن مؤخرا المتحدث باسم “الفيفا” “نيكولا مانڤو” أن الاتحادية الدولية يمكنها أن تعتمد على الحكم الخامس في نهائيات كأس العالم في البرازيل سنة 2014، وهذا بعد الخطأ الفادح الذي ارتكبه الحكم الأورغواياني “جورج لاريوندا” في مباراة ألمانيا أمام إنجلترا عندما لم يحتسب هدفا صحيحا سجله فرانك لامبارد، وكذا الخطأ الذي ارتكبه الحكم الإيطالي “روبرت روزيتي” في مباراة المكسيك أمام الأرجنتين عندما احتسب هدفا لمنتخب “التانڤو” من وضعية تسلل واضحة. “الفيفا” ترفض رفضا قاطعا الاحتكام إلى الفيديو وشدّدت “الفيفا” على تطبيق فكرة اللجوء إلى الحكم الخامس من أجل تقليص أخطاء الحكام عوض استخدام لقطات الفيديو، ورفضت “الفيفا” رفضا مطلقا الاحتكام إلى لقطات الفيديو وبرّرت قراراها بأنها تريد أن تُبقي على رياضة كرة القدم صفة العفوية والإنسانية لأن الاحتكام إلى لقطات الفيديو سيحرم محبي الرياضة من التمتع برياضة كرة القدم بحلوها ومرها، ونسيت “الفيفا” أن صفة الإنسانية التي تريد أن تصف بها رياضة كرة القدم تسببت في إقصاء منتخبات ولاعبين دون وجه حق وأن الاعتماد على لقطات الفيديو من شأنه أن ينصف فرقا كثيرة وسيزيد مصداقية نتائج مباريات كرة القدم وهو أصلا ما تبحث عنه “الفيفا”.