هل طعنت قناة “الجزيرة الرياضية” القطرية كل العرب والمسلمين في الظهر وتعاملت سرا مع التلفزيون الإسرائيلي وباعت له حقوق بث مباريات كأس العالم؟ هذا السؤال أصبح يطرح نفسه بحدة في أوساط الفسلطينيين الذين أرغمهم التشويش الذي تتعرّض له “الجزيرة الرياضية” من حين لآخر في عملية البث على التحول لمشاهدة مباريات العرس العالمي على التلفزيون الإسرائيلي الذي يتلقط على القمر الصناعي نايل سات والقمر الخاص بالدولة الصهيونية “عاموس” بالعربية والعبرية في بعض الأحيان. لا يُمكن لأي قناة أن تبث المونديال في الخليج العربي إلاّ بموافقتها وإذا كان سخط الفسلطينيين انصب في بادئ الأمر على مسؤولي قناة “الجزيرة الرياضية” حيث لم تقنعهم تبريرات الإنقطاعات المقلقة وقالوا إنهم خسروا أموالهم لأجل بطاقات المونديال، فإن آمالهم خابت واضطروا لمتابعة مباريات المونديال على التلفزيون الإسرائيلي، ونقلت وكالة “معا” الإخبارية آراء المهتمين بشؤون البث في الأراضي المحتلة الذين تساءلوا عن سر سكوت الجزيرة على تجاوزات التلفزيون الإسرائيلي وعما يقوم به من اختراقات لقوانين حقوق البث، خاصة أن الحقوق اشترتها قناة الجزيرة القطرية وهو ما يعني أنه لا يمكن لأي قناة خاصة أو عمومية أن تبث مباريات كأس العالم في الخليج العربي أو حتى المغرب العربي إلا بعد الحصول على موافقة الجزيرة أو الجلوس معها إلى طاولة المفاوضات. أصابع الإتهام موجهة إلى “آرتي“ أيضا ومن المعروف أيضا أن حقوق بث المونديال كانت ملكية حصرية لشبكة راديو وتلفزيون العرب “أرتي” التي باعت كل الحقوق ل “الجزيرة الرياضية” بعد أن اشترتها من “الفيفا” في عهد القوة والنفوذ، ولم يستبعد بعض العارفين أن يكون الشيخ صالح كامل مالك شبكة راديو وتلفزيون العرب وراء الخيانة وأن يكون قد باع حقوق البث للإسرائيليين في رحلة جمع الأموال قبل إعلان الوداع، وإذا كان الفسلطينيون يتمتعون الآن بمشاهدة المونديال مجانا على التلفزيون الإسرائيلي فإن حرقة الخيانة أثرت فيهم كثيرا واكتشفوا أن بعض العرب الذين تجرّدوا من مبادئهم ويتاجرون سياسيا بالقضية الفلسطينية لن يتخلّوا عن عاداتهم ومستعدون للتطبيع مع إسرائيل من أجل الأموال.