في الوقت الذي بدأت أحلام أنصار شبيبة بجاية تكبر برؤية فريقهم يتحوّل إلى شركة ذات أسهم الموسم القادم ، وأيضا إلى أحد الأطراف المهمة في معادلة اللقب، خرج المدرب جمال مناد عن صمته سهرة أول أمس الإثنين وصرح ل “الهدّاف“ أنه غير متفائل كثيرا برؤية فريقه يصعد إلى منصة تتويج البطولة، لأن أمر هذا اللقب محسوم بكل بساطة على حد قوله لفريقين أو ثلاثة فرق الأكثر شعبية في الجزائر، والتي يُحاول الكل إرضاءها بطريقته. وأضاف مناد في هذا السياق: “صحيح أن هيكلة الشبيبة وثراء تعدادها جعل الجميع يراهن عليها لتكون الحصان الأسود في البطولة، لكن يجب أن لا نكذب على أنفسنا وعلى جمهورنا فالشبيبة لا تفوز بالألقاب لأنها ببساطة تلعب كرة نظيفة، جمهورها رياضي ولم نسمع في حياتنا أن مسيري هذا الفريق قدموا رشوة للحكام”. “ضيّعنا الثالثة الموسم الفارطبسبب بعض الحكام“ وفتح جمال مناد النار على بعض الحكام الجزائريين، الذين أداروا مباريات فريقه برسم بطولة الموسم المنقضي، وأكد لنا أنهم كانوا السبب في تضييع ناديه المرتبة الثالثة. وأضاف المسؤول الأول على الجهاز الفني للشبيبة قائلا: “صحيح أن الكل يعتقد أننا أهدرنا المرتبة الثالثة بعد أن فرض علينا الوفاق التعادل فوق ملعبنا في آخر جولة، لكننا كنا في غنى عن حسابات الجولة الأخيرة لو لم يأكل بعض الحكام حقنا في بعض المباريات حتى فوق ميداننا. تصوروا أن حكما يرفض لنا هدفا شرعيا في مباراة الشلف وبعدها بدقيقة واحدة يحتسب هدف غير صحيح للمنافس، أتساءل هنا إذا كان لأي حكم الشجاعة ليتصرف كما يحلو له لو تعلق الأمر بأحد الفرق الكبيرة التي تعوّدت على رفض أو فرض حكم معين، ولها يد طويلة في الرابطة”. “لو تلعب كل الأندية كرة نظيفة مثلنا ستتطوّر كرتنا” وبخصوص الضغط غير المسبوق الذي يعيشه فريقه هذا الموسم، بعد الإنتدابات النوعية التي قام الرئيس طياب بالتشاور مع الجهاز الفني، ومطالبة الجماهير البجاوية بلقب البطولة الذي لم يسبق أن زار مدينة الحماديين، قال مناد: “الذهنيات تغيرت تماما في بجاية منذ أن توّج الفريق بكأس الجمهورية، إذ أصبحت الشبيبة تلعب الأدوار الأولى في كل موسم وتحتل المرتبة الخامسة في أسوء الحالات. مشكلة الشبيبة الوحيدة هي أنها فريق يلعب كرة نظيفة وليس لديه يد طويلة في الكولسة ورشوة الحكام، وأؤكد لكم أنه لو كانت كل الأندية تلعب مثلنا لتطورت الكرة الجزائرية من زمان، ولكانت بطولتنا خزانا كبيرا لمختلف المنتخبات الوطنية، ولا نعتمد إلاّ على ما كوّنته لنا المدارس الفرنسية والأوروبية الأخرى”. “جمهورنا رياضي ويجد كل منافسينا راحتهم في بجاية” كما عرج مناد بعدها إلى الحديث عن خصوصية الجمهور البجاوي الذي يتميّز بهدوئه وترحيبه بكل الفرق المنافسة، حيث صرح في هذا السياق: “لا أحد ينكر أن جمهور شبيبة بجاية يستحق جائزة الروح الرياضية في كل موسم، لأنه رياضي فعلا ولا يتعدى حدود اللعبة. جمهورنا يستقبل كل الفرق الأخرى بحفاوة ولا يتعرض منافسنا لأي أذى، بالتالي تجد كل الفرق تأتى إلى بجاية بنية الفوز لأنها تجد راحتها وتلعب بعيدا عن كل الضغوط. لكن للأسف هذه المعطيات ليست نفسها في كل الملاعب الجزائرية، إذ تجد أنصار فرق أخرى تمارس عليك ضغوطا وتفوز حتى قبل انطلاق المباراة بالترهيب وهذا أمر مؤسف حقا“. ----------------- بعض اللاعبين زاروا العاصمة تونسوا”لكارفور” والبعض الآخر فضل الفندق تخلّص لاعبو شبيبة بجاية من العزلة التي كانوا فيها هنا في فندق “الزهرة“ في تونس عشية أول أمس، بعدما منحهم الطاقم الفني نصف يوم راحة وصفها بعض اللاعبين بيوم الإستقلال، كيف لا وهم الذين انتظروا هذه الساعات كثيرا ليُغيّروا الجو قليلا ويتمتعوا بزيارة بعض المناطق الجميلة هنا في العاصمة التونسية. وقد فضّل كل لاعب بمن في ذلك الجهاز الفني أن يقضي عطلته بالطريقة التي توافقت مع معنوياته وإمكاناته، فهناك من فضّل التجول في بعض شوارع تونس والأسواق الشعبية، وهناك من فضل أن يقضي وقته في النوم من أجل الإسترجاع، خاصة الذين كانوا في قمة الإرهاق، ووجدوا أنفسهم عاجزين حتى عن المشي. الطاقم الفني فضّل التوجه إلى “الكارفور” ويبدو أن الانضباط الشديد الذي يفرضه المدرب جمال مناد داخل المعسكر التحضيري، لم يتضايق منه اللاعبون فحسب بل حتى هو وأعضاء طاقمه تضايقوا، بدليل أنهم استغلوا فرصة الراحة وتنقل كل من المحضر البدني دحمان سايح والمساعدين حسان حموش وسامي بوسكين إلى الكارفور الكبير هنا في قلب العاصمة تونس، من أجل التجوال وشراء هدايا تذكارية للأهل والأقارب، خاصة أنهم لا يدركون إذا كانت ستتاح لهم فرصة مواتية خلال الأيام المتبقية من هذا التربص. وحسب ما قيل لنا فإن المحضر البدني سايح هو الذي اقتنى أكبر عدد من الهدايا، لأنه تحصل على تمييز من الرئيس طياب الذي منحه 100 أورو تحت الطاولة، على حد تعليق بعض اللاعبين. بعض اللاعبين كذلك ولم يكن الجهاز الفني لشبيبة بجاية بقيادة المدرب جمال مناد الوحيد الذي شد الرحال إلى الكارفور، لأن بعض اللاعبين الذين كانت وجهتهم المباشرة هذا المكان الجميل، الذي يحتوي على مختلف السلع المحلية (التونسية) والأجنبية وبأسعار مخفضة. لكن وحسب ما لاحظناه فإن اللاعبين الذين زاروا الكارفور لم يقتنوا أشياء كثيرة، وفضلوا الإطلاع على ما هو موجود، على أن يعودوا في الراحة المقبلة التي سيستفيدون منها، خاصة أن تكاليف المهمة بدأت تنفذ والكل ينتظر وصول الرئيس بوعلام طياب ليمنحهم مصروفا إضافيا. زافور، مڤاتلي والشبان تجوّلوا في الشوارع وإذا كان بعض اللاعبين فضلوا زيارة الكارفور، فإن البعض الآخر كانت له طريقة خاصة لقضاء نصف يوم من الراحة الذي تحصلوا عليه، حيث غادر أمين مڤاتلي، إبراهيم زافور وبعض الشبان مثل أوراس، ميباراكو وبوقماشة الفندق في حدود الساعة الخامسة مساء بعدما ناموا جيدا، وكانت وجهتهم قلب العاصمة تونس التي تبعد عن فندق “الزهرة“ ب 15 كلم فقط. حيث زاروا بعض المحلات التجارية لشراء ما يلزمهم، وتنقل معهم اللاعبون المغتربون الذين لا يعرفون الكثير عن تونس، على غرار لعراف وبودراجي اللذين لم يسبق لهما زيارة تونس. حملاوي، سيدريك، مروسي، معيزة وڤاسمي بقوا في الفندق كان بعض لاعبي الشبيبة في قمة الإرهاق، وهو ما جعلهم يفضلون البقاء في الفندق ويقضون فترة الراحة بين النوم، الإنترنت ومشاهدة بعض الأفلام والقنوات الموجودة في غرفهم، على غرار مفتاح، مروسي، سيدريك، حملاوي وڤاسمي الذين أكدوا لنا أن طاقتهم نفذت، وليس لديهم القدرة على التنقل إلى تونس العاصمة والتجول هناك. وقد شاهدنا حملاوي، سيدريك، مروسي وڤاسمي يزورون “كارفور الزهرة” الصغير لاقتناء ما يحتاجونه، وهو المكان الذي يبعد عن الفندق ببضعة أمتار فقط. اللاعبون تنفّسوا قليلا واعترف لنا جل لاعبي شبيبة بجاية، أن المدرب جمال مناد لم يخطئ لما قرر أن يمنحهم نصف يوم راحة، رغم أنهم لم يعمروا هنا في تونس أكثر من ثلاثة أيام فقط. لأن المدرب كما يقولون يدرك جيدا أنهم يتعبون كثيرا في التدريبات، بسبب التمارين الشاقة التي يبرمجها المحضر البدني دحمان سايح، وحتى الهدوء التام الذي يميز منطقة الزهرة وخاصة الفندق جعلهم يشعرون بنوع من الملل، خاصة في ظل عدم وجود وسائل الترفيه. كل هذه العوامل جعلت اللاعبين يتنفسون قليلا بعد هذه الراحة القصيرة، ويلتقون مجددا على طاولة العشاء في حدود الساعة الثامنة على أمل يوم راحة آخر بعدم عمل شاق ومتعب، كانت بدايته أمس بحصة ثقيلة في قاعة تقوية العضلات. أول حصة تقوية العضلات صباح أمس كانت قاعة “محمود المهيجري” لتقوية العضلات صبيحة أمس مسرحا لأول حصة تقوية عضلات للفريق البجاوي منذ إنطلاق التربص الجمعة الفارط، وهي الحصة التي بقي خلالها المحضر البدني دحمان سايح وفيا لتقاليده ولم يرحم اللاعبين الذي اشتكوا كثيرا من كثافة البرنامج، لكنهم بالمقابل واثقين أن “الخدمة الصحيحة” ستكون نعمة عليهم في المستقبل، واللاعب الذي سيجد ويجتهد الآن سيدخل غمار الموسم الكروي بقوة وينهيه مثلما بدأه. وكان البجاوية قد حجزوا القاعة لفائدتهم فقط، وقدم المدرب جمال مناد تعليمات صارمة بعدم السماح لأي أجبني بالدخول. مناد قسّم المجموعة إلى فوجين ونظرا لعدد اللاعبين الذين يضمهم وفد الشبيبة هنا في التربص والذي يصل إلى 29 لاعبا، واستحالة إجرائهم جميعا الحصة في الموعد ذاته، لضيق القاعة من جهة ومحدودية عدد الآلات من جهة أخرى، فقد قرر المدرب جمال مناد أن يقسم المجموعة إلى فوجين، حتى يقوم المحضر البدني دحمان سايح بعمله في أفضل الظروف. وقد ضم الفوج الأول زافور، سيدريك، زرداب، شويح، بورابة، بلخضر، خياري، معيزة، حملاوي، زرداب، بودار، بوقماشة، لعراف، أوراس، كراوش. أما الفوج الثاني فضم مفتاح، مڤاتلي، مروسي، بولعنصر، بن عسو، ميباراكو، بودراجي، آيت وعراب، نجونغ، تواتي، قاسمي وحوحامو الذي مازال قيد التجربة ولم يتحدد مصيره بعد. الفوج الثاني انتظر الحافلة طويلا وكان الفوج الأول قد غادر الفندق في حوالي الساعة السابعة والنصف صباحا، حتى يتسنى لسائق الحافلة عبد المالك العودة إلى الفندق ونقل المجموعة الثانية، لكن ونظرا لوجود بعض الازدحام فقد كانت عودة السائق لنقل الفوج الثاني في حدود الساعة العاشرة. وهو ما جعل أعضاء المجموعة الثانية ينتظرون طويلا في قاعة الاستقبال، ولم يجدوا أي متنفس لتمضية الوقت سوى مطالعة صفحات يومية “الهداف“ مع مبعوثها عبر الإنترنت. لعبة القط والفأر بين سايح واللاعبين متواصلة وأهم نقطة تحدث عنها الجميع في حصة أمس، هي الحيوية الكبيرة التي ميزت الحصة التدريبية والأجواء الرائعة التي تخيم على بيت الشبيبة منذ بداية التربص، الذي يسير دون أي مشاكل. وكذلك تواصل لعبة القط والفأر بين المحضر البدني دحمان سايح واللاعبين، فالأول يصر على تطبيق برنامجه دون رأفة باللاعبين الذين يحاولون تهديده كلما ينال منهم التعب برفع شكوى ضده للرئيس زهير طياب، الذي ينتظر وصوله إلى تونس بحر الأسبوع القادم. ويبقى الفائز الأكبر من هذه الأجواء هي الشبيبة التي بدأت تحضيراتها مبكرة، وتحضر جيدا للموسم القادم الذي يريد كل البجاوية أن يكون إستثنائيا على مستوى النتائج. حصة تقوية العضلات غدا وحسب ما اتفق عليه صاحب قاعة تقوية عضلات المهيجري مع المحضر البدني دحمان سايح، فإن البجاوية سيعودون إلى هذه القاعة صبيحة غد لإجراء الحصة الثانية قبل إسدال الستار عن الأسبوع الأول من التربص. وقد أكد لنا سايح أنه مصر على بلوغ لاعبيه 40 بالمائة من الجاهزية من الجانب البدني، حتى يشرع في تطبيق برنامجه الخاص بالأسبوع الثاني دون أي تعديلات أو إضافة حصص أخرى ترهق اللاعبين أكثر. ومن المنتظر أن يبرمج الطاقم الفني حصتين أخريين؟؟؟ في نفس القاعة الأسبوع القادم، إذا لم يحصل هناك أي تعديل في آخر لحظة. مناصر “حمام الأنف”يسأل عن قاسي سعيد تفاجأنا لما كنا نهم بدخول فندق “الزهرة“ سهرة أول أمس، بمواطن تونسي اقترب منا بعد أن تعرف عن هويتنا، وبعد دردشة خفيفة معه اتضح لنا أنه من الأنصار الأوفياء لفريق حمام الأنف، أو كما يُمسّى هنا في تونس “الهاما، الهاما”. وجاء المناصر خصيصا ليسأل عن أخبار اللاعب الدولي السابق كمال قاسي سعيد، الذي كان على علاقة به لما تقمص ألوان حمام الأنف في سنوات التسعينات، وفرح كثيرا لما أكدنا له أن قاسي سعيد كان مدربا للمنتخب العسكري وتحول الآن إلى محلل في قناة الجزيرة الرياضية. وقد أكد لنا هذا المناصر أن قاسي سعيد من خيرة اللاعبين الأجانب، الذين مروا على فريقه المفضل وطلب منا أن نبلغه تحياته. مڤاتلي تذكّر لارڤوط في دردشة خفيفة للاعب أمين مڤاتلي مع زملائه صبيحة أمس، ولما كانوا يتحدثون عن سوق التحويلات في الجزائر وجديده، تذكر الظهير الأيمن للشبيبة اللاعب السابق لمولودية الجزائر وأهلي البرج عمار لارڤوط، الذي لم يظهر له أثر منذ مدة سنوات. وأكد مڤاتلي أن زميله الحالي بلخضر هو الذي قضى على المشوار الكروي لإبن الأغواط بعدما كان وراء الإصابة الخطيرة التي تعرض لها في مباراة الشبيبة أمام البرج بملعب الوحدة المغاربية، رغم أن لارڤوط دخل يومها إحتياطيا. بولعنصر تدرب أمس بحذر مثلما أكده لنا طبيب الشبيبة خالد إسطمبولي، استأنف المهاجم رفيق بولعنصر تدريباته صبيحة أمس وشارك مع زملائه في حصة تقوية العضلات، لكن هذا الاستئناف كان حذرا جدا بحكم أن اللاعب لم يستعمل خلال التمارين قدميه خوفا من حدوث أي مضاعفات. ومن المنتظر أن يتأكد شفاء بولعنصر من عدمه في حصة المساء التي تخصص لتمارين الكرة، والتي يحتمل أن يتدرب خلالها بمفرده أو رفقة ڤاسمي الذي يفضل تمديد فترة الراحة أكثر. المنافسة بينهما ستبلغ ذروتها هذا الموسم... مفتاح ومڤاتلي ... عين على التشكيلة الأساسية وأخرى على منتخب المحليين فجّر الرجل الأول في بيت شبيبة بجاية مفاجأة مدوية في سوق التحويلات بعدما نجح في خطف أحسن ظهير أيمن في الجزائر، ربيع مفتاح الذي غادر شبيبة القبائل بعد خلافه مع الرئيس محند شريف حناشي بخصوص مستحقاته المالية، هذه الصفقة وبقدر ما أسعدت البجاوية بقدر ما طرحت العديد من التساؤلات لدى أنصار الشبيبة وكل المتتبعين الذين يدركون جيدا أن الفريق يضم في تعداده ظهيرا أيمن آخر يتألق من موسم إلى آخر ويسطع اسمه في سماء الكرة البجاوية، هو أمين مقاتلي.. هذه المعطيات كلها توحي بأن التنافس سيكون على أشده بين هذين اللاعبين اللذين يضعان عينا على التشكيلة الأساسية “للجياسمبي” وعينا أخرى على المنتخب الوطني للاعبين المحليين الذي تنتظره نهائيات كأس إفريقيا بالسودان مطلع السنة القادمة. “الجياسمبي“ محظوظة لأنها تملك رواقا أيمن “من الكبار” ورغم أن المنافسة ستبلغ ذروتها وقد يضطر المدرب جمال مناد إلى إبقاء واحد من الأسماء الرنانة على مقعد الاحتياط، إلا أن العارفين بشؤون الشبيبة يؤكدون أنه لا خوف على الفريق الموسم القادم وأن فريقهم يملك اثنين من أحسن لاعبي الرواق الأيمن في الجزائر، وهما ربيع مفتاح وأمين مڤاتلي، عكس ما كان عليه الحال في المواسم الفارطة لما كان مقاتلي لوحده ويضطر كل المدربين الذين تداولوا على العارضة الفنية لسياسية الترقيع بتحويل لاعبين في مناصب أخرى إلى الرواق الأيمن كما حدث مع بوقماشة في عهد المدرب الفرنسي جون إيف شاي. مڤاتلي لا يُريد أن يُضيّع ما بناه في خمس سنوات وإذا كان البعض يعتقد أن انتداب ربيع مفتاح يعني بصفة آلية جلوس مقاتلي على مقعد البدلاء فإن هذا الأخير يرفض أن يرفع راية الاستسلام منذ البداية ولا يريد أن يضيع ما بناه في خمس سنوات كاملة وكل التضحيات التي قدمها بمجرد انتداب لاعب آخر، خاصة أن الكل هنا في الوفد البجاوي باعتراف حتى مفتاح يشهد بالإمكانات الكبيرة للاعب وأخلاقه العالية، حيث ساعد الجدد على التأقلم، ويبقى أهم شيء بالنسبة ل مڤاتلي حسب ما صرح به لنا هو أن قوة الشبيبة في الرواق الأيمن ستكون مضمونة سواء كان هو الذي يلعب أم مفتاح الذي يحترمه كثيرا كما قال. مناد قد يُحوّله إلى المحور رفقة زافور ومعيزة ومن بين الاحتمالات الموجودة والمتداولة هنا في بيت الشبيبة وسط أعضاء الوفد، هو أن جمال مناد قد يستغل خصوصية مقاتلي الذي يستطيع أن يشغل أي منصب في الوسط أو الدفاع من أجل تغطية النقائص، أو خاصة لما يلجأ إلى طريقة لعب 3 -5 -2 والتي يعتمد فيها على مقاتلي في المحور رفقة الثنائي الآخر زافور -معيزة والذي يمكن القول إنه “سمر بلاصتو” حتى قبل انطلاقة المباريات الودية خاصة أن البدائل ليست موجودة بكثرة، لكن هذا لا يعني أن مشاركة مقاتلي ومفتاح جنبا إلى جنب مضمونة، فقد يضطر الجهاز الفني للتضحية بأحدهما في حال ما إذا عاد مناد إلى طريقة اللعب التقليدية 4 -4 -2. مفتاح لم يترك القبائل ليكون إحتياطيا في بجاية وإذا كان مقاتلي قد يكون أساسيا حتى في ظل وجود مفتاح كما أشرنا إليه سابقا، فإن الأمر سيكون مختلفا تماما بالنسبة لمفتاح الذي لا يجد راحته كما أكده لنا شخصيا إلا في منصب مدافع أيمن، وبالتالي فإن مفتاح نظرا إلى وزنه وسمعته كلاعب دولي لم يترك شبيبة القبائل ويلتحق ببجاية من أجل تسخين مقعد البدلاء ولن يرضى بأقل من دخول الموسم الكروي الجديد ضمن التشكيلة الأساسية، وهو ما يعني أن مفتاح مطالب بإثبات ذاته سواء في التدريبات أو المباريات الودية من أجل البقاء لأطول وقت ممكن في الفريق الأول. خبرته وإمكاناته قد ترجحان كفته منذ البداية وإذا كانت نقطة قوة مڤاتلي هي نزعته الهجومية ومعرفته لكل كبيرة وصغيرة بخصوص البيت البجاوي، فإن نقطة قوة ربيع مفتاح هي خبرته الطويلة في مختلف المنافسات القارية والمحلية والتي تجعله يندمج داخل الفريق ويتأقلم مع طريقة اللعب بسهولة، وذلك بغض النظر عن إمكاناته الكبيرة وسرعته الفائقة على الرواق الأيمن، خاصة في شن الهجمات المعاكسة التي ستكون إحدى أهم نقاط قوة الشبيبة هذا الموسم، ولذلك فإنه- وحسب ما علمته “الهدّاف“ من مصادرها الخاصة- فإن كل المؤشرات توحي بأن مفتاح سيبدأ الموسم أساسيا في حال عدم حدوث أي طارئ أو تعرضه لإصابة مفاجئة لا قدّر الله. المشكلة الأخرى أن كلاهما يسعى إلى الذهاب إلى السودان وتبقى النقطة الأخرى التي ستجعل لا محالة التنافس بين مقاتلي ومفتاح يبلغ ذورته، هي الرغبة الجامحة التي تحدو كلاهما للبروز والتألق مع الشبيبة هذا الموسم من أجل البقاء لأطول وقت ممكن في التشكيلة ومن ثم يستهدفان منتخب المحليين الذي تنتظره نهائيات كأس أمم إفريقيا شهر جانفي القادم بالخرطوم ولفت نظر الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة، وإذا كان مفتاح يعتبر مسألة وجوده في هذه التظاهرة القارية قضية وقت لا غير فإن مقاتلي يسعى هو الآخر جاهدا للتأكيد أنه يستحق التفاتة مدرب المحليين والذهاب إلى الخرطوم، خاصة أن كل البجاوية يؤكدون أن عدم إستدعائه في الأدوار التصفوية “حڤرة“ حقيقية. مناد: “من قال إن مفتاح جاء ليبقي مڤاتلي على مقعد البدلاء!؟“ وحتى نلم بهذا الموضوع من كل جوانبه، فضّلنا أن نأخذ رأي المدرب جمال مناد بالموضوع، وكان سؤالنا الموجه له صريحا وواضحا: “ألا يُسبب لك وجود ظهيرين من طينة مڤاتلي ومفتاح الكثير من الأرق؟ فرد مناد قائلا: “من قال إن جلب مفتاح يعني أن مڤاتلي سيكون مصيره كرسي البدلاء، كنا نعلم أن مجيء مفتاح سيشعل المنافسة لكن يجب أن تعلموا أيضا أن مقاتلي متعدد المناصب وقد أعتمد عليه في المحور، بالتالي فإن هذا الموضوع لا يقلقلني إطلاقا وعلى العكس من ذلك فإن تعدد الحلول يُسعدني أكثر عكس عندما تكون الحلول محدودة وأضطر لتغطية النقائص بطرق ملتوية”. منتخب الأشبال يُقاسم البجاوية الفندق بالإضافة إلى فريق المونستير للسباحة (فئة الأواسط) الذي يقيم في الفندق منذ يومين، فقد التحق بالبجاوية هنا في فندق الزهرة المنتخب الوطني للأشبال الذي سيجرى دورة كروية ودية تحسبا للرسميات القادمة، وقد وصل وفد “الخضر“ إلى “الزهرة“ ظهيرة أمس وتوجه اللاعبون مباشرة إلى غرفهم للنوم، وسنعود لتفاصيل هذا المنتخب ابتداء من عدد الغد. زافور يسأل عن ڤاواوي أصبح الغموض الذي يكتنف مستقبل الحارس الدولي لوناس ڤاواوي يشغل بال البجاوية الذين يسألون دوما عن جديده، خاصة القائد إبراهيم زافور الذي فرح كثيرا لما أكدنا له أن ڤاواوي ما بين مولودية وهران واتحاد البليدة، وقد أكد لنا زافور أن ڤاواوي الذي قدم الكثير للكرة الجزائرية لا يستحق ما يحدث له. مفتاح: “مڤاتلي مثل أخي، ساعدني كثيرا على التأقلم والمدرب هو الذي يُقرّر“ كيف تسير الأجواء داخل الفريق بعد مرور خمسة أيام على بداية تربصكم هنا في تونس؟. (الحوار أجرى أمس) أنتم هنا معنا من أول يوم في هذا التربص، وتشاهدون أن الأجواء رائعة جدا وحتى الجدد لم يجدوا صعوبات كبيرة في التأقلم وكأنهم في الشبيبة منذ عدة سنوات، ناهيك عن ظروف الراحة التي وجدناها هنا والهدوء الذي يخيم على المدينة والفندق، لذلك يمكن القول إن كل الظروف مواتية لإنجاح هذا التربص. الشبيبة بدأت التحضيرات مبكرا مقارنة ببقية الفرق، هل ترى أن ذلك سيكون نعمة أم نقمة عليكم، خاصة أن البطولة لن تنطلق إلا بتاريخ 24 سبتمبر؟. الجهاز الفني هو الأدرى بهذا الشيء، ولا أظن أن هناك أي إشكال بما أننا بدأنا التدريبات مبكرا، فلا يجب أن تنسوا أننا على بعد أيام قليلة فقط عن شهر رمضان ويجب أن نصل إلى درجة عالية من الجاهزية فيما يخص الجانب البدني، لأنه يستحيل أن نخضع لبرنامج مكثف كما يحدث هنا في تونس ونحن تحت تأثير عامل الصيام، واللاعب لا يمكنه أن يتحمل التدرب بمعدل حصتين في اليوم في شهر أوت. اسمك كان متداولا بقوة في مولودية الجزائر فإذا بنا نجدك قد وقعت لشبيبة بجاية فما الذي حدث بالضبط؟. صحيح أنه بعد أن قررت مغادرة شبيبة القبائل نهائيا اتصل بي مسؤول مولودية الجزائر عمر غريب وعرض علي فكرة اللعب لفريقه، وبالموازاة مع ذلك كنت على اتصال أيضا مع مسيري شبيبة بجاية، وهو ما جعلني أجد صعوبة كبيرة في الاختيار بين فريقين كبيرين، فكرت جيدا واخترت في الأخير شبيبة بجاية حتى لا أبتعد كثيرا عن عائلتي، كما أن استقرار شبيبة بجاية التي تعد من أكثر الفرق احترافية جعلني أقرر الانضمام إلى هذا النادي وأظن أنني وفقت في ختياري. مسير المولودية غريب صرح لوسائل الإعلام أن والدتك هي التي رفضت أن تنضم إلى مولودية الجزائر، فهل هذا صحيح؟. حتى أنا قرأت تصريحاته في وسائل الإعلام، وتفاجأت لذلك والدتي طلبت مني أن لا أبتعد عنها كثيرا، لكنها لم تضغط عليّ لأرفض الفريق الفلاني أو أختار الفريق الفلاني، ف “الجياسمبي“ كانت رغبة شخصية خاصة أنني كنت متيقنا أن هذا الفريق قادر على لعب الأدوار الأولى بسهولة خاصة بعد الانتدابات النوعية التي قام بها. الكثيرين لم يفهموا ما هي الأسباب الحقيقية التي دفعتك لمغادرة شبيبة القبائل رغم أنك كنت من كوادر الفريق، فهل من توضيح عبر صفحات “الهداف“؟. أرجوك أن لا تعود بي إلى الوراء وتسألني لماذا غادرت الشبيبة، حكايتي مع هذا الفريق انتهت وأنا الآن مع شبيبة بجاية وأتطلع لغد أفضل، كل ما يمكنني أن أقوله أن المكتوب انتهى بيني وبين فريقي السابق، ولا غرابة إذا غيرت النادي فهذه هي سنة كرة القدم سواء بالنسبة للمدرب أو اللاعب. وما الذي تتطلع له من خلال تجربتك الجديدة مع الفريق الثاني في منطقة القبائل؟. لقد جئت إلى شبيبة بجاية لأثري رصيدي بالألقاب، صحيح أن “الجيامسبي“ ليس لها ألقاب عديدة لكنني واثق أنه سيكون لها شأن كبير في المستقبل وتكون قادرة على مزاحمة الفرق التي تسمى عندنا بالأندية الكبيرة، ففي الشبيبة كل الإمكانيات متوفرة وتملك مدربا قديرا، ناهيك عن المسيرين الذين يقفون إلى جانبنا ويوفرون للاعب كل ما يحتاجه، وأظن أن هذه هي مقاييس الاحتراف وليس أي شيء آخر. الكثيرون يتحدثون عن المنافسة التي ستشتعل بينك وبين مقاتلي، فما تعليقك؟. مقاتلي أكثر من صديقي، هو مثل أخي ويساعدني أنا وكل الجدد على التأقلم في الفريق بحكم أنه من أقدم اللاعبين في التشكيلة، نحن هنا تحت خدمة الشبيبة وكل واحد منا يحاول أن يقدم كل ما لديه في التدريبات حتى يقنع الجهاز الفني، أنا متأكد أن الأحسن هو الذي يلعب والكلمة الأخيرة ستكون للمدرب جمال مناد. مقاتلي يستطيع أن يلعب في عدة مناصب دفاعية، فهل تملك نفس الخصوصية أنت الآخر؟. أنا معروف منذ عدة سنوات أنني مدافع أيمن، وأجد راحتي فقط في هذا الرواق ولا يمكنني أن أغير المنصب، لكن إذا احتاجني المدرب في فترة من الفترات فلن أقول له لا وسوف أقدم كل ما لدي من أجل فريقي. ما تعليقك على إبعاد اللاعب المحلي من نهائيات كأس العالم؟. بصراحة ما حدث للاعب المحلي شيء مؤسف حقا، ولم نكن نتصور أن القائمة النهائية للناخب الوطني ستخلو من أي لاعب ميدان، بصراحة ما لم أفهمه هو أنه كيف ظهر فجأة كم هائل من اللاعبين المغتربين يدعون حبهم للجزائر ويؤكدون أحقيتهم للذهاب إلى جنوب إفريقيا بعد التأهل لكأس العالم، أين كان هؤلاء لما كان الرجال يقاسون في أدغال إفريقيا وجلبوا ورقة التأهل بصعوبة، المهم أن تاريخ اللاعب المحلي مازال منقوشا من ذهب وبلومي وماجر اللذان أبهرا العالم في 82 ذهبا إلى المونديال من البطولة المحلية. هل تفكر يوما في العودة إلى المنتخب؟. الحديث في هذا الموضوع سابق لأوانه، لأنني أطمح حاليا لأبدأ الموسم بقوة وأكون عند حسن ظن البجاويين الذين وضعوا في ثقتهم وينتظرون مني الكثير، وبعدها أسعى لأكون مع منتخب المحليين في السودان وأشارك في نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي تعبنا كثيرا لأجلها وسنحاول تشريف الألوان الوطنية هناك ونعيد الإعتبار للاعب المحلي. مڤاتلي: “مرحبا ب مفتاح... الميدان هو الذي سيحكم بيننا” كيف هي الأجواء داخل هذا التربص؟. الأجواء عادية جدا ومفعمة بالحيوية، وكل اللاعبين واعون بثقل المسؤولية على عاتقنا لذلك نحن نتدرب بجدية كبيرة وبمعدل حصتين في اليوم، وكل واحد يحاول أن يقدم ما لديه حتى يكون على أتم الجاهزية لخدمة المجموعة مع انطلاق الجديات. التشكيلة تغيرت كثيرا مقارنة بالموسم الفارط ،هل تعتقد أن ذلك سيكون نقمة أم نعمة على الفريق؟. المسيرون والجهاز الفني يدركون جيدا ما يفعلون، لما قرروا تسريح عدة لاعبين جلبوا أسماء ثقيلة ولها وزنها في البطولة الوطنية، لذلك فأنا متأكد أنهم ومع انسجامهم داخل المجموعة سيقدمون الكثير للتشكيلة ومعهم سنلعب الأدوار الأولى إن شاء اللّه. الإدارة انتدبت كذلك المدافع الأيمن لشبيبة القبائل ربيع مفتاح، ألا يقلقك ذلك؟ الإدارة تعي ما تفعله والمدرب جمال مناد أيضا، لو لم يكونوا بحاجة إليّ وجلبوا مفتاح لسرحوني منذ البداية، لكنهم جلبوا مفتاح حتي يكون الرواق الأيمن أكثر قوة وصلابة، وكل ما يمكنني قوله هو مرحبا بك مفتاح، وأنا أعمل جاهدا حتى أساعده على التأقلم داخل المجموعة أما بخصوص القرار النهائي فيعود للمدرب جمال مناد الذي يجب أن نحترم قراره، والميدان وحده سيفصل بيننا من يكون الأحسن. مناد تحدث عن إمكانية تحويلك إلى منصب أخر ،فهل ستوافق على ذلك؟. مناد يعرفني جيدا وسبق له أن وظفني الموسم الفارط في أي منصب يكون به نقص وخاصة في المحور، حيث كنت أعوض مسالي، مهية وأحيانا زافور عند الضرورة والكل تأكد أنني “نسلكها“ لذلك فلا مشكل لي إذا تكرر ذلك، وأهم شيء هو أن أكون جاهزا من الناحتين الفنية والبدنية وبعدها سيكون كل شيء في غاية السهولة. وهل أنت مستعد للبقاء على مقعد البدلاء؟. كرسي البدلاء ليس عييا، وهناك نجوم عالميون يجلسون عليه دون أي عقدة، لكن بالمقابل فلابد على اللاعب أن لا يكون “ميت القلب” ويرضى به دائما وكأنه قدره ،في الكرة لا فرق بين اللاعبين إلا بالعمل الجاد والمتواصل وفرض النفس، لذلك فلن أفرط في حظوظي حتى انطلاق البطولة، ومع احترامي لمفتاح فإن الميدان هو الذي سيفصل وحده بيننا.