يعكف الطاقم الفني لشباب بلوزداد إلى تحضير تشكيلته بطريقة جيّدة تسمح له بالظهور بوجه مشرف وتحقيق الآمال المعلقة عليه في منافسة كأس “الكاف” والتي ستجمعه أمام نظيره المالي “أف. سي. جوليبا” سهرة السبت القادم.. حيث ظهر على التدريبات الأخيرة التي سطرها المدرب الأرجنتيني “ڤاموندي” الحزم والتركيز على الجانب الفني وتحسين طريقة لعب الفريق، ومنح المدرب تعليمات إلى كل اللاعبين مشدّدا على الإنضباط والتطبيق الصارم لنصائحه ليكشف الوجه الحقيقي للشباب في كأس “الكاف”. المعطيات ليست في صالح ڤاموندي ورأى ڤاموندي أن المعطيات المتوفرة لديه ليست في صالحه، بل تشبه كثيرا ما عاشه حينما تولى قيادة العارضة الفنية، حيث جاء يوم 10 جويلية وأشرف على خمس حصص تدريبية وتنقل مع النادي إلى باماكو ب15 لاعبا، وهذه المرة، وبعد رحيل يونس والحارس فلاح وإصابة مكحوت ولحمر، وجد ڤاموندي نفسه في الظروف نفسها للقاء الذهاب والحظ الوحيد المتبقي للمدرب الأرجنتيني هو في عودة الثلاثي عواد، بوسحابة وبوركبة إلى التشكيلة. الجدية مطلوبة والجميع واع بما ينتظره ورغم الصعوبات التي تتواجه ڤاموندي والتشكيلة البلوزدادية، إلا أن ما لاحظناه على سير تدريبات الفريق هو أن الجدية صارت كبيرة وسط اللاعبين، والكل مركز على تشريف الثقة وألوان الفريق، والأهم هو تأكيد نتيجة لقاء الذهاب وتحقيق التأهل إلى دور المجموعات، ما جعل ڤاموندي يلمس جدية لدى لاعبيه وطلب منهم مواصلة العمل بها. مكحوت المشكل الوحيد وقد يعود يبقى أكبر مشكل يُقلق الطاقمين الفني والمسير للشباب هي الإصابة التي يعاني منها وسط الميدان أحمد مكحوت والذي كشف الطاقم الطبي أنه يجتهد أكثر ويُركز على علاجه لإستعادته قبل مباراة السبت القادم، ولو أن هذه الإمكانية واردة إلا أن ڤاموندي يبقى قلقا طالما أنه لم يستعد خدمات لاعبه مكحوت رسميا ولم يتمكن من اختبار جاهزيته في التمارين. نصر قريب وتأهل تاريخي في زمن قرباج أكيد وتعلق الإدارة البلوزدادية آمالا كبيرة على إنجاح دخولها الإحتراف بتأهل تاريخي في كأس “الكاف”، لأن تحقيق الفوز والتأهل إلى دور المجموعات يعني أمورا كثيرة ستحدث في المستقبل القريب في الطاقم المسيّر، أبرزها الدعم الكبير الذي سيلقاه محفوظ قرباج وتعزيز مكانته وقوته أمام معارضيه والذين يبحثون عن “التخلاط” في بلوزداد، وعليه فلا مخرج للرئيس قرباج وتشكيلته سوى تحقيق نصر قريب على “جوليبا”، والذي سيدخل قرباج التاريخ ويقوي شوكته أمام معارضيه ومنتقدي سياسة تسييره للنادي. ---------- جوليبا ستلتحق هذا الخميس ذكرت الإدارة البلوزدادية أنها تلقت فاكسا من نظيرتها من نادي “جوليبا” باماكو المالي، تعلمهم فيه عن تاريخ وصول وفدها إلى الجزائر، حيث كشفت أنها ستصل إلى مطار هواري بومدين الدولي هذا الخميس في رحلة مباشرة من مالي إلى الجزائر، ما جعل إدارة قرباج تحضر نفسها لاستقبال ضيوفها. الإدارة حجزت لهم في فندق “المنار” بسيدي فرج أول ما قامت به إدارة الرئيس محفوظ قرباج بعد تلقيها فاكسا من إدارة جوليبا أنها حجزت للوفد المالي بفندق “المنار” بسيدي فرج، حتى تضعها في ظروف جيدة وتسمح لها بالتركيز والتحضير بعيدا عن الضغط، وترد لها جميل حسن الضيافة الذي حظي به حينما نزل وفد بلوزداد ضيفا على “جوليبا” في لقاء الذهاب. جوليبا فازت بالمباراة المتأخرة وتعتلي صدارة الترتيب علمت الإدارة البلوزدادية أن نادي جوليبا حقق نتيجة إيجابية في البطولة المالية، حيث فاز في اللقاء المتأخر، ما سمح له باعتلاء صدارة الترتيب وبفارق نقطتين عن ملاحقه المباشر “الملعب المالي”. فوز “جوليبا” يعني أنه تحرّر من الناحية النفسية وارتفعت معنوياته، ما يجعله يتنقل إلى الجزائر برغبة قوية في التدارك. ---------------- ڤاموندي : “الترفيه والفرجة سيكونان مضمونين أمام جوليبا” لم يخف المدرب الأرجنتيني “ڤاموندي” إرتياحه للعمل الذي يقوم به على رأس العارضة الفنية للشباب والتفاهم الكبير الذي لقيه من اللاعبين نتيجة تطبيقهم الصارم للتعليمات التي يقدّمها، حيث قال : “في الوقت الراهن أنا راض عن ردة فعل اللاعبين وتطبيقهم الصارم للتعليمات التي أقدمها لهم، وهذا ما كشف لي بأن الجميع يصر على رفع التحدي، مثلما شاهدته ووقفت عليه في مباراة الذهاب أمام “جوليبا باماكو“ المالي، ونحن اليوم نستعد لموعد العودة الذي سيجمعنا يوم السبت وسنحاول التركيز والعمل بشكل جيد لنكون في أحسن حال يوم المباراة لنحصد ورقة التأهل والفوز. فأنا كمدرب أريد ذلك وأتمناه، ومثلما أتمنى أنا الفوز أكيد فأنصارنا يريدون ذلك، ولكن بنوع من الفرجة والترفيه، وعليّ أن أشتغل جيدا بدوري ليقدم اللاعبون عروضا كروية جميلة يتمتع بها كل من يحضر المباراة، لأنه عندما يدفع ذلك المناصر التذكرة لدخول الملعب فوقتها يكون لهم الحق في حضور عروض كروية جميلة، والأمر متروك لنا كمدربين ولاعبين لأجل تقديم هذه الفرجة والترفيه في اللعب،بالتالي أقول أننا سنوفرهما وسيكونان مضمونين لأنصارنا”. “التشكيلة تحسّنت كثيرًا مقارنة بلقاء الذهاب” رغم ضيق الوقت الذي اشتكى منه “ڤاموندي” لحظة التحاقه بالعارضة الفنية للشباب والتحدي الكبير الذي كان ينتظره أمام “جوليبا” في لقاء الذهاب، خاصة أنه مضى على التحاقه قبل المباراة خمسة أيام فقط، إلا أنه بالمقارنة بين ما وجده حينها في الفريق وما يراه اليوم، صرّح قائلا : “أعتقد أن الفريق في تحسّن وهذا أمر منطقي في نظري، لأننا وصلنا إلى برمجة عدد كبير من الحصص التدريبية وخضنا مباراة ودية بعد عودتنا من “باماكو”، وهذا ما جعلني أقول أن الأداء تحسن والنقطة التي عاد بها الفريق من “جوليبا” تعد إيجابية لأنها سمحت للاعبين بالتحرر”. “تركيزنا منصبّ على الجانب البدني وتنظيم اللعب” حاليا وبعد إلتحاق تقريبا كامل التعداد بالفريق، صارت مهمة “ڤاموندي” لتطبيق برنامج عمله في بلوزداد جاهزة هي الأخرى للانطلاق فيها ورفع التحدي لمختلف المنافسات التي تنتظر الفريق في الأفق، والتي ستكون بدايتها بمنافسة كأس “الكاف” التي ستجرى يوم السبت القادم، “لابد من معرفة أننا في قلب الاستعدادات للموسم الجديد وما ينتظرنا من تحديات، ولتحقيق الوثبة اللازمة سواء على المستوى الفني أو البدني فإنه يلزمنا الرفع من وتيرة العمل والتركيز على نقاط هامة ومركزة ودقيقة من أجل تحسينها، ولهذا أقول أن كل ما نفكّر فيه إلى حد الآن هو تطوير وتحسين الجانب البدني وتنظيم طريقة لعبنا”. “لا بد من التعامل مع الغيابات مثلما حدث في لقاء الذهاب” رغم مباشرة كل من بوسحابة، بوركبة وعواد أجواء التدريبات التي جعلت “ڤاموندي” يتفاءل بخصوصها، إلا أن هذا التفاؤل سرعان ما عاد إلى حالته السابقة، نعني قبل رحيل الوفد البلوزدادي إلى “باماكو”، حيث تتشابه الأحداث هذه المرة، خاصة بعد رحيل يونس إلى شبيبة القبائل والحارس فلاح إلى مولودية وهران، مع إصابة لحمر وإمكانية عدم مشاركة أحمد مكحوت، إلا أن المدرب الأرجنتيني بقي منطقيا في تصريحاته، حيث قال “يجب علينا التعامل مع الغيابات التي نعيشها بشكل حازم وجدي، فمثلما حدث معنا في لقاء الذهاب أين وجدنا أنفسنا ب15 لاعبا فقط في باماكو، فإننا هذه المرة سنجد أنفسنا مرة ثانية مع سلسلة من الغيابات، ففي الأسبوع الماضي وجدنا عددا من الغيابات مثل لحمر ومكحوت، وأيضا مع مغادرة يونس وفلاح، وعلى هذا الأساس فأنا أحاول تحضير الفريق كما يجب لمباراة العودة أمام جوليبا”. “يونس كان أفضل لاعب في لقاء “جوليبا“ لكن الأهم بالنسبة لي هي المجموعة” وفيما يتعلق برحيل يونس إلى شبيبة القبائل وإمكانية اعتماد المدرب الأرجنتيني على بوسحابة، قال “يونس هو واحد من أفضل اللاعبين الذين برزوا في مباراة الذهاب أمام “جوليبا”. خاصة في الشوط الثاني، ولكنه اختار لنفسه الرحيل على عدم البقاء مع الفريق حسب ما أكده لي الرئيس، وأنا أقول إن الأهم بالنسبة لي هو الفريق ونحن لا نستطيع الاعتماد على لاعب أو نبقى نتحدث عنه وكأننا فقدنا رغبتنا في التأهل والفوز على قواعدنا”. “سنُحضّر لاعب رواق يخلف أوسرير في حال أي طارئ” بعد رحيل الحارس الثاني للشباب، فلاح، إلى مولودية وهران، وجد المدرب “ڤاموندي” نفسه للمرة الثانية أمام حسابات ضيّقة، خاصة أنه سيدخل لقاء جوليبا بحارس واحد وهو نسيم أوسرير، وهنا قال محدثنا: “من الصعب جدا أن نجد أنفسنا للمرة الثانية على التوالي نواجه منافسا كبيرا وقويا وفي منافسة بحجم كأس الكاف بحارس واحد، وهنا يجب علينا أن نجد حلا أمام هذا الإشكال وبسرعة، وعليه فقد فكّرنا في تحضير لاعب رواق لأجل تدعيم حراسة المرمى في حال حدوث أي طارئ. أتمنى من كل قلبي أن يكمل أوسرير كامل المباراة، وإذا ما نجحنا في تخطي هذا الدور وبلوغ دور المجموعات، فإننا وبشكل عادٍ لن نواجه مرة أخرى مشكل كهذا في حراسة المرمى”. “لا تهمّني الفرديات بقدر ما يهمّني اللعب الجماعي” وبالنسبة إلى التغييرات التي سيحدثها ڤاموندي في التشكيلة التي سيدخل بها لقاء العودة من كأس “الكاف”، مع عودة بعض العناصر مثل عواد وبوسحابة، قال ڤاموندي: “تعرفون جيدا أن أسماء اللاعبين لا تعني لي شيئا كبيرا، لأنني لا أهتم كثيرا بالفرديات بقدر ما يهمني اللعب الجماعي، ولهذا فأنا أحاول إشراك اللاعبين الأحسن تحضيرا لأنهم يعرفون جيدا طريقة اللعب التي نسير بها والتي أبحث عن تكريسها في الفريق، ومن جهة أخرى رغم أنني لدي فكرة عن مستوى اللاعبين مقارنة بما شاهدته في لقاء الذهاب، فأنا دائما أقول أنني في مرحلة استكشاف اللاعبين”. “لا أريد إستباق الأحداث حول القائمة النهائية حتى لا أقع في الخطأ” وبالنسبة إلى التدعيمات والعناصر التي تجرب حظها مع الشباب هذا الموسم، سواء من العناصر الشابة أو من اللاعبين الذين جاؤوا من هنا وهناك، فإن المدرب لم يشأ التسرّع أوإطلاق حكمه فيما يخص القائمة النهائية التي سيبقي عليها، حيث قال: “شيء واضح أنني سأوقف القائمة النهائية للتشكيلة عما قريب، لكنني لا أريد التسرّع أو إستباق الأحداث في الوقت الحالي لضبط القائمة النهائية، وهذا حتى لا أقع في الخطأ أو تكون لي أحكام مسبقة عن لاعبين لم أتابعهم بشكل جيد، لهذا أطلب المزيد من الوقت لأصدر قراري”. “لست بحاجة إلى لاعب لا يتدرب” المعروف عن طريقة “ڤاموندي” مع الأندية التي أشرف على تدريبها، وما بلغنا من معلومات عنه، فإنه ليس من النوع الذي يتخاذل أو يرحم اللاعبين خاصة في المساءل التأديبية، بل حتى رحمة الإدارة لا تقف أمامه، “ڤاموندي” وحينما سألناه عن اللاعبين الذين تأخروا عن الالتحاق بالتدريبات قال “لا حاجة لي إلى لاعبين لا يتدربون، بل اللاعب نفسه يعرف أنني لا أعوّل عليه في المباريات، وبالنسبة لي فإن المعيار الوحيد للنجاح هو العمل، وأنا شخصيا أحاول جاهدا تقديم أفضل ما عندي للفريق، واللاعبون بدورهم مطلوب منهم ذلك، ودعني هنا أقول أن أفضل اللاعبين في العالم هم أول من يحضر الى التدريبات“. “أنا جد متفائل بالفوز والتأهل إلى دور المجموعات” وختم “ڤاموندي” حديثه لنا ليتحدث عن حظوظ فريقه أمام “جوليبا” في كأس الكاف، وما يسطره من برنامج لبقية الموسم، قائلا “إذا ما نجحنا في بلوغ دور المجموعات من كأس الإتحاد الإفريقي سيكون أمرًا جيدًا بالنسبة للفريق، لأن هناك دائما دوافع للاعبين تسمح لهم بالاجتهاد أكثر وترفع أيضا من معنوياتهم، أما الآن فبعد مباراة “جوليبا” الأمور ستكون أكثر وضوحا بالنسبة لبقية برنامج العمل الذي أريد السير عليه، فالتأهل أرى فيه شخصيًا بأنه لن يضيع منا، بل أنا جد متفائل بالفوز والتأهل إلى دور المجموعات على حساب جوليبا”.