لم يعد يفصلنا عن المباراة الودية التي سيخوضها المنتخب الوطني أمام ضيفه الغابوني سوى أسبوعا واحدا، وهي المباراة التي تدخل ضمن التحضيرات لتصفيات كأس إفريقيا 2012 التي سيكون موعد إنطلاقتها مطلع شهر سبتمبر المقبل، وإن كنا نعلم مسبقا بأن سعدان لن يعتمد خلال تلك التصفيات سوى على التشكيلة المثلى التي عودنا عليها في المونديال الأخير.. إلا أننا نتساءل إن كان سيحدث تغييرات في اللقاء الودي المقرر أن يحتضنه ملعب 5 جويلية يوم 11 أوت الحالي أمام الغابون، لاسيما أن الأمر يتعلق بمجرد لقاء ودي لا يسمن ولا يغني من جوع، فضلا عن أن الجماهير الجزائرية وإلى حد الساعة لا تعرف الإمكانات الحقيقية لبعض اللاعبين الجدد الذين تم إنتدابهم قبل مونديال جنوب إفريقيا ومنهم من لم تتح له الفرصة للعب أصلا ومنهم من تحصل على فرصته لدقائق قليلة فقط، وهو ما يجعل لقاء الغابون فرصة حقيقية لإختبار هذه العناصر عن كثب والتأكد من مدى قدرتها على تقديم الإضافة للمنتخب خلال التصفيات المقبلة. عناصر جديدة لا جدوى من إختبارها من جديد الحديث عن ضرورة منح العناصر الجديدة فرصتها في لقاء الغابون المقبل يجعلنا نستثني الحارس مبولحي الذي ليس لديه ما يظهره لنا في هذا اللقاء بعد أن برز بشكل لافت للإنتباه في المونديال، ويجعلنا نستثني قادير الذي حجز لنفسه مكانة أساسية في تشكيلة سعدان بعد تألقه هو الآخر في جنوب إفريقيا، ويجعلنا نستثني أيضا بودبوز الذي حتى إن لم يلعب كثيرا ولم يحصل على فرصته بالشكل الذي ينبغي إلا أن الجميع تيقن من أنه مستقبل منتخبنا الوطني دون منازع، لكن لا عيب أن يدرجه سعدان أساسيا يوم 11 أوت لإمتاع الجماهير التي ستغص بها مدرجات ملعب 5 جويلية. الفرصة مواتية لإقحام مجاني ولا يمكن أن نستثني عناصر أخرى لم تحصل على فرصتها إطلاقا منذ إنتدابها، ونخص بالذكر مدافع نادي “أجاكسيو” الفرنسي كارل مجاني الذي يعد اللاعب الوحيد من بين الجدد الذين تم ضمهم إلى صفوف “الخضر” قبل نهائيات كأس العالم ولم يحصل على فرصته في أي لقاء ودي أو رسمي، فاللاعب غاب عن جميع لقاءات المونديال مثلما غاب أيضا عن اللقاءين الوديين اللذين خاضهما “الخضر” تحضيرا لذلك الموعد أمام أيرلندا والإمارات، والآن لا نعتقد أن هناك فرصة ذهبية أخرى لتجريبه كفرصة لقاء الغابون الذي صار على الأبواب، والفرصة بعدها مواتية للحكم على إمكانات مجاني الحقيقية وإن كان يصلح للإحتفاظ به تحسبا للفترة المقبلة أم أن البحث عن مدافع محوري آخر لخلافته سيكون أمرا حتميا. دقائق المونديال لم تكف لإختبار مصباح لاعب آخر لابد أن يحصل على فرصته في لقاء الغابون والأمر يتعلق بالمدافع الأيسر لنادي “ليتشي” الإيطالي جمال مصباح، الذي حتى إن كنا قد شاهدناه في لقاء ايرلندا الودي وفي دقائق قليلة في المونديال إلا أن الفترة التي تحصل فيها على فرصته لم تكن كافية للتأكد من قدرته على خلافة الظهير الأيسر بلحاج إذا أصيب أو عوقب، وبالتالي فالفرصة مواتية لذلك يوم 11 أوت أمام المنتخب الغابوني. لقاء إيرلندا غير كاف ل بلعيد حبيب بلعيد هو الآخر واحد من اللاعبين الذين إكتفوا منذ قدومهم بتسخين كرسي البدلاء لأن إعتماد سعدان في كل مرة على التركيبة الدفاعية المثلى جعله يكتفي منذ قدومه بلعب مباراة أيرلندا الودية، قبل أن يصبح في خبر كان إلى درجة أننا لم نشعر بتواجده ضمن المنتخب في جنوب إفريقيا، وعلى غرار ما قلناه عن مجاني ومصباح فإن سعدان سيكون مجبرا على إدراج بلعيد في التشكيلة الأساسية ليختبره مرة ثانية بعدما كان ظهوره أمام أيرلندا محتشما، ومن خلال الإختبار الذي سيخضع له هذا اللاعب سنعرف إن كان قادرا على مواصلة المشوار بثبات مع المنتخب أم أن الضرورة ستقتضي أن يُعوَّض بمن هو أجدر منه بحمل الألوان الوطنية. حتى الدقائق التي لعبها ڤديورة غير كافية وستكون فرصة ڤديورة للمشاركة في هذا اللقاء الودي أكبر لأنه حتى إن شارك في لقاء أيرلندا كظهير أيمن ولقاء الإمارات الودي لبضع دقائق وفي لقاءات المونديال كاحتياطي، إلا أن الظروف حتى الآن لم تكن في صالحه ليخوض مباراة كاملة أو على الأقل ليدخل منذ البداية في منصبه الأصلي كوسط ميدان دفاعي، وها هي فرصته تقترب لاسيما في ظل الأخبار التي أتتنا من هناك عن إمكانية غياب اللاعب الدولي مهدي لحسن عن هذه المباراة الودية (كان قد أدلى بذلك لمبعوثنا الذي إلتقاه وحاوره)، وهو الآخر ستتاح ل سعدان فرصة التأكد من إمكاناته عن كثب في هذا اللقاء الودي. ماذا لو بقي زياية من جديد في كرسي الإحتياط؟ وبما أن زياية ليس باللاعب الجديد لأن عودته ما هي سوى عودة الابن الضال إلى بيته، فإن اللاعب بعد زوبعة خفيفة خلفها سوء التفاهم الذي حدث بينه وبين سعدان ها هو يعود من أوسع الأبواب ويتأهب للمشاركة في لقاء الغابون الودي لمساعدة القاطرة الأمامية التي تمر بأيام عجاف عجز فيها كافة المهاجمين عن الوصول إلى مرمى المنافسين، ونتمنّى مثلما يتمنى الشعب الجزائري أن يحصل اللاعب على فرصته هذه المرة منذ البداية لا أن يقحم إحتياطيا في مجرد لقاء ودي، مثلما كان يزج به في مقعد البدلاء في أنغولا خلال نهائيات كأس إفريقيا. الجمهور يريد الجديد وسئم التشكيلة المثالية ورغم أن الجمهور الجزائري سيكون سعيدا برؤية زياني، بوڤرة، حليش، بلحاج، يبدة ولحسن وآخرين وهم يخوضون مبارياتهم على أرض الوطن بعد غياب طويل، إلا أنه يتطلع لرؤية الجدد في هذه المباراة ورؤية كل من لم يحصلوا على فرصم بالشكل الذي ينبغي من قبل، لا أن يرى التشكيلة المثلى التي عوّد سعدان الجماهير عليها في كل المباريات سواء كانت المباراة رسمية (مثلما كان عليه الحال في المونديال) أو ودية (مثلما حدث أمام الإمارات مثلا)، لاسيما أن الجميع يعرفون الإمكانات التي تتمتع بها العناصر القديمة ويدركون نقاط قوة كل لاعب، لكن التطلع لمعرفة إمكانات الجدد عن كثب هو ما يرغب فيه الأنصار يوم 11 أوت لاسيما أن الفرصة مواتية بما أن الأمر يتعلق بلقاء ودي.