كنا ننتظر أن يستغل الناخب الوطني رابح سعدان المباراة الودية التي سيخوضها منتخبنا الوطني في 11 أوت القادم أمام المنتخب الغابوني.. كي يحدث ثورة على التعداد المستدعى، لاسيما في الهجوم بتجريب مهاجمين محليين تمنينا أن يكونوا محليينلعل يجد الحلول من خلال تجريبهم بما أن اللقاء ودي ونتيجته لا تسمن ولا تغني من جوع، العصافير النادرة التي تحدث عنها في آخر ندوة صحفية عقدها بجنوب إفريقيا عقب الإقصاء أمام المنتخب الأمريكي (يومها قال: “لم نسجل أي هدف وعلينا أن نبحث الآن عن العصافير النادرة)، لكن لا شيء من تلك الوعود تجسد على أرض الواقع، لأن التشكيلة التي استدعاها سعدان في الهجوم لم تعرف سوى تغيير وحيد، وهو إنهاء مهمة صايفي الذي أعلنها من قبل بأن محطة جنوب إفريقيا ستكون الأخيرة له مع “الخضر”، واستبدله برأس الحربة الحالي ل”إتحاد جدة” السعودي عبد المالك زياية، في وقت حافظ على العناصر التي شكلت الهجوم في صورة غزال وجبور اللذين لم يعرفا طريقهما إلى المرمى منذ آخر مباراة تصفوية لعبها “الخضر”، قبل اقتطاعهم تأشيرة الوصول إلى أنغولا وجنوب إفريقيا. يعوّل على غزال وجبور لهز مرمى الضعفاء وفي قراءة بسيطة لقرار سعدان وكنا نتوقع أن يخرج لاعب مثل غزال من حساباته، بسبب صيامه المتواصل عن التهديف وما قام به في بلد “نيلسون مانديلا”، تأكدنا أن مدرب المنتخب الوطني لا زال يعوّل على هذا اللاعب وعلى زميله جبور رغم أن غزال لم يعرف طريقه للمرمى منذ اللقاء الرسمي أمام رواندا في سبتمبر 2009، ورغم أن الثاني (جبور) لم يعرف التسجيل في مباراة رسمية منذ أكثر من سنة وتحديدا منذ السادس من جوان 2009 أمام المنتخب المصري بالبليدة، ويعود السبب الذي جعله يحافظ على هذا الثنائي حسب مصادر مقربة من الناخب الوطني، إلى يقينه أنّ المهام السهلة التي تنتظر منتخبنا بداية من سبتمبر القادم في إقصائيات كأس أمم إفريقيا 2012، جعلته يجدد الثقة فيهما لتأكد سعدان أنهما قادران على تسجيل أمام منتخبات ضعيفة المستوى مقارنة بالمنتخبات التي واجهها المنتخب في “المونديال”، فالمدرب سعدان وحسب المصدر ذاته يرى أن غزال قادر على فك العقدة التي لازمته طيلة 14 مباراة بداية من اللقاء المقبل أمام الغابون الودي مرورا بلقاءي تانزانيا وإفريقيا الوسطى، والأمر نفسه بالنسبة للاعب جبور الذي ستكون فرصة مواتية له لكي يستعرض عضلاته ويفك العقم الذي لازمه هو الآخر. غزال...كن أو لا تكون أمام الضعفاء ومهما يكن فإن الثقة التي وضعها سعدان في غزال ولم يضعها مثلا في شاوشي الذي دفع ثمن أخطائه غاليا بسقوط اسمه من قائمة التعداد المعني بلقاء الغابون، تعتبر سلاحا ذا حدين حيث من شأنها أن تكون الحافز الذي يجعله (غزال) يشمر على ذراعيه بداية من لقاء الغابون الودي لهز مرمى المنافسين بأهداف من رأس حربة مثله تحصل على عدد قياسي من الفرص دون أن يستغلها، كما أنها فرص ستجعله أمام الأمر الواقع ما دام الفشل في التسجيل أمام تانزانيا وإفريقيا الوسطى سيعجل بسقوط اسمه من حسابات سعدان إلى الأبد حسب مصادرنا الخاصة، فاللاعب أمام فرصة العمر ومنافسوه في الفترة القادمة لن يكونوا من طينة “السلوفان” أو “الإنجليز” ولا “الأمريكان” ، بل مجرد منافسين من تانزانيا وإفريقيا الوسطى اللذين لا باع لهما في كرة القدم ولا تاريخ. جبور..... هدف وحيد في سنة والعدّاد لا بد أن يشتغل الشأن نفسه ينطبق على رأس الحربة الآخر رفيق جبور الذي حطم كل الأرقام أيضا بمرور سنة عن أول وآخر هدف سجله بألوان المنتخب الوطني، وكان ذلك بتاريخ 7 جوان 2009 أمام المنتخب المصري بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة (سجل هدفا آخر لكن في لقاء ودي أمام الأوروغواي)، إذ أن مهام لاعب “آيك أثينا” اليوناني مطالب بأن يشرف وضعيته بصفته لاعبا دوليا بالتسجيل في مرمى المنافسين، لا بالاكتفاء بالركض وقذف الكرة للعارضة وخارج الملعب، أو بالقول إن الكرات لا تصله وغيرها من العبارات التي برر بها إخفاقه في جنوب إفريقيا، وفرصته مواتية لفك العقدة التي لازمته أمام منتخبات ضعيفة المستوى مقارنة بالتي تعود على مواجهتها مع “الخضر”، سواء في إقصاءات كأسي العالم وأمم إفريقيا أو خلال المونديال الأخير، حتى لا نقول أيضا في نهائيات إفريقيا بأنغولا وهي الدورة التي لم يشارك فيها اللاعب، وحسب المصدر ذاته فإن لقاءات الغابون، تانازانيا وإفريقيا الوسطى ستكون الفرص الأخيرة التي سيحصل عليها هذا المهاجم، فوصوله إلى مرمى المنافسين سيجعله يعمر في “الخضر” فترة أخرى، وصيامه عن التهديف مجددا سيعجل بسقوط اسمه من قائمة سعدان قبيل لقاء المغرب في مارس المقبل. زياية قادر على أن يكون العصفور النادر الذي نبحث عنه ودون أن نقلل قيمة غزال وجبور، فإننا وإلى جانب الأخصائيين نعتبر استدعاء زياية قرارا صائبا لأن مهاجم إتحاد جدة الحالي والسابق لوفاق سطيف قادر على أن يكون العصفور النادر الذي نبحث عنه جميعا لطرد النحس الذي يلازم القاطرة الأمامية، فيكفي أن نعلم أنه يسجل في كل أسبوع هدفا أو هدفين مع فريقه الحالي سواء تعلق الأمر بلقاء ودي أو رسمي، ويكفي أنه كان يسجل لما كان في سطيف هدفا على الأقل في كل مباراة، حصيلة تجعل الآمال معلقة عليه أكثر من أي مهاجم آخر لقيادة “الخضر” إلى بر الأمان في الفترة المقبلة. خبرته الإقليمية والقارية مع الوفاق والإتحاد ترشحه لفك العقدة وتعتبر الخبرة عاملا آخر يرشح زياية لكي يكون القوة الضاربة لكتبية سعدان في الهجوم، حيث اكتسبها مع وفاق سطيف في فترة سابقة إقليميا من خلال العدد القياسي من المواجهات التي لعبها في المنافسات العربية، وقاريا من خلال الكؤوس الإفريقية التي أجراها وسجل خلالها عددا كبيرا من الأهداف، خبرة تضاف إليها تجربته التي وإن كانت قصيرة مع إتحاد جدة السعودي، إلا أن التحديات التي خاضها في الكأس الآسياوية الموسم المنقضي واحتكاكه بالعديد من النجوم العالمية، سيسمح له أيضا بأن يوظف كل ذلك لصالح المنتخب بداية من المباريات التصفوية التي ستنطلق في سبتمبر المقبل إن لم نقل بداية من 11 أوت المقبل أمام منتخب الغابون.