جاء إعلان الاتحاد الموريتاني لكرة القدم انسحاب منتخب بلاده من سباق تصفيات أمم إفريقيا 2012 بسبب مشاكل مادية لتخلط مجددا حسابات التأهل لنهائيات الغابون وغينيا الاستوائية، انسحاب موريتانيا بعد إعادة دمج منتخب الطوغو في التصفيات (بعد رفع قرار العقوبة الذي كان مسلّطا عليه بعد انسحابه من نهائيات أنغولا الأخيرة) سيجعل التأهل لنهائيات الغابون وغينيا الاستوائية يمر بالأساس عبر تصدر المجموعة ما دام التأهل عبر أحسن المراتب الثانية بات غير مضمون بالمرة، وهو ما على منتخبنا أن يدركه جيدا من الآن بتحديد هدف إنهاء التصفيات في الريادة قبل المغرب وتحقيق أكبر انتصار ممكن أمام تانزانيا قد يكون مؤثرًا في حال ما اكتفى منتخبنا بالصف الثاني. 11 مجموعة ب 11 متأهل وأصحاب الصدارة يتأهلون مباشرة وحتى نضع القراء في الصورة علينا أن نذكّر أن نتائج قرعة تصفيات أمم إفريقيا 2012 كانت قد أفرزت 11 مجموعة من أربع منتخبات يتأهل منها 11 منتخبا أصحاب الريادة بشكل مباشر، يضافون لمنتخبي البلدين المنظّمين الغابون وغينيا الاستوائية، لتبقى ثلاثة مقاعد توزع على أفضل ثلاثة منتخبات في المجموعات ال 11، لكن من تاريخ القرعة لحد الآن المعطيات تغيّرت بشكل كبير. دمج الطوغو يمنح المجموعة السادسة تأشيرتين وبعد الطعن الذي رفعته للفيفا كانت “الكاف“ قد وافقت على رفع العقوبة عن منتخب الطوغو وإعادة دمجه في المجموعة 11 التي تضم أيضًا تونس، مالاوي، التشاد وبوتسوانا ليرتفع عدد المنتخبات المشاركة إلى خمسة بدل أربعة، وحتى تمنح الكاف المنتخبات المشاركة نفس الحظوظ في التأهل قررت اللجنة الفنية للكاف منح تأشيرتي التأهل مباشرة لهذه المجموعة ليصعد الأول والثاني مباشرة، الأمر الذي أدى لتقلص عدد تأشيرات التأهل للنهائيات كأفضل صاحب مرتبة ثانية من ثلاث تأشيرات الى تأشيرتين فقط. “الكاف“ تقرّر اعتماد نتائج المنتخبات الثلاثة الأولى فقط من كل مجموعة وجاء انسحاب موريتانيا الأخير واستحالة تعويضها بالطوغو العائدة بسبب انطلاق التصفيات في المجموعة ال 11 التي دمجت فيها، وتقلص عدد منتخبات المجموعة السادسة التي كانت موريتانيا تنتمي إليها، ليُخلط حسابات اللجنة الفنية للكاف التي قررت اعتماد نظام جديد لأجل تحديد أصحاب التأشيرتين المتبقيتين عن أصحاب أفضل مرتبة ثانية من المجموعات ال 11. النظام يقتضي اعتماد نتائج المنتخبات الثلاثة الأولى فقط عن كل مجموعة من دون الأخد بعين الاعتبار نتائجها مع صاحب المرتبة الرابعة والأخيرة. لهذا صار الفوز على تانزانيا بنتيجة عريضة ضروريًا وهامًا جدًا وحتى يفهم القراء ما نعنيه جيدا، نقول إن اقتصار المجموعة السادسة على ثلاث منتخبات فقط بعد انسحاب موريتانيا يجعل مهمة تحديد صاحب أفضل منتخبين يحتلان المرتبة الثانية للتأهل مستحيلا ما دام أن بقية المجموعات تضم أربعة منتخبات، وعليه ستعتمد الكاف على نتائج المنتخبات الثلاثة الأولى لتحديدها، مما يعني أنه في حال ما احتلت الجزائر المرتبة الثانية وراء المغرب فإن صعودها للأدوار النهائية كأفضل ثاني في الترتيب يكون باحتساب نتائجها أمام المغرب وتنزانيا فقط دون احتساب النتائج مع إفريقيا الوسطى (المنطق والعقل يقول أن إفريقيا الوسطى أضعف منتخبات المجموعة وحتما ستنهي التصفيات في الصف الأخير)، ولكي نصعد في هذه الحالة يجب أن نحقق فارق أهداف معتبر أمام المنتخب التانزاني وهو ما يجعل من مباراة 3 سبتمبر المقبل هامة وهامة جدا، وتحقيق فوز عريض فيها بات ضرورة. التركيز على الصدارة هو أفضل خيار ولتفادي حسابات كالتي عشناها خلال التصفيات المونديالية بسبب هدف أبو تريكة في مرمى ڤاواوي في آخر لحظات مباراة الذهاب أمام المنتخب المصري الذي قادنا للمباراة الفاصلة، بات من الأفضل لمنتخبنا أن يرفع درجة طموحاته بالتركيز على تحقيق الصدارة في هذه المجموعة الثالثة على حساب منتخب المغرب القوي، لأن الحسابات قد لا ترحم منتخبنا إن هو تصور أن المرتبة الثانية قد تؤهّله لنهائيات الغابون، لاسيما أن التصفيات هذه تضم بعض المنتخبات المتواضعة في نفس المجموعة كما هو الحال في المجموعة العاشرة، تجاوز المغرب والتغلب عليه بات أفضل خيار للمنتخب الجزائري قصد التأهل لكن قبل هذا عليه أن يفوز بأفضل نتيجة أمام تانزانيا.
