جاء قرار الإتحاد الإفريقي بحرمان منتخب الطوغو من المشاركة في البطولتين المقبلتين من كأس أمم إفريقيا ليلقي بظلاله على ختام فعاليات البطولة. وأسدل الستار يوم أول أمس على فعاليات البطولة بالمباراة النهائية بين منتخبي مصر وغانا. ومثلما كان المنتخب الطوغولي هو الغائب الحاضر في بداية فعاليات البطولة، أصبح كذلك أيضا مع ختامها، إذ اتجهت جميع الأنظار مجدّدا إلى منتخب “الصقور“ الذي إضطر إلى الإنسحاب قبل يومين من بداية البطولة، وها هو يتعرض إلى قرار مثير وصفه كثيرون بأنه مجحف وغير عقلاني من قبل “الكاف“. الجميع ساند منتخب الطوغو بعد الإنسحاب إضطر المنتخب الطوغولي إلى الإنسحاب من فعاليات البطولة بعد الإعتداء المسلح الذي تعرضت له حافلة نقل المنتخب لدى وصولها إلى مقاطعة “كابيندا“، ما أسفر عن مقتل المدرب المساعد والمسؤول الإعلامي، بالإضافة إلى سائق الحافلة، كما أصيب عدد من اللاعبين. وكادت هذه الإصابات تودي بحياة حارس المرمى البديل “كودجيوفي أوبيلالي“، لكنه تعافى بعدما تلقى العلاج في أحد مستشفيات جنوب إفريقيا... وقد تفهّم الجميع قرار إنسحاب منتخب الطوغو لأن رفقاء “أديبايور” كانوا في حالة معنوية لا تسمح لهم تماما باللعب. “الكاف” أكدت أن العقوبة جاءت بسبب تدخل الحكومة في المنتخب لكن “الكاف“ لم تأخذ بعين الإعتبار حالة الذعر التي أصابت المنتخب الطوغولي والخسائر التي تكبّدها، فقررت لجنته التنفيذية في اجتماعها حرمان المنتخب الطوغولي من المشاركة في البطولتين المقبلتين في عامي 2012 في غينيا الإستوائية والغابون و2013 في ليبيا. وبرّر الإتحاد الإفريقي ورئيسه الكامروني عيسى حياتو هذا القرار بأن الإنسحاب من قِبل المنتخب الطوغولي إعتمد على التدخل الحكومي في شؤون اللعبة، بالتالي كان لا بد من إيقاف المنتخب الطوغولي مثلما حدث مع نظيره النيجيري في عام 1996 عندما حرم من المشاركة في بطولتي 1996 و1998 لأسباب سياسية. لكن “الكاف“ أغفلت أن قرار الإنسحاب من قِبل الحكومة الطوغولية لم يكن إلاّ لحماية اللاعبين وبقية أعضاء البعثة، خاصة أن ما تعرض له الوفد الطوغولي من اعتداء إرهابي كان من الممكن أن يتكرّر خلال فعاليات البطولة. وسائل الإعلام تصف قرار “الكاف” بوصمة عار في جبين حياتو وكان من الطبيعي أن تصف بعض وسائل الإعلام ومواقع الإنترنيت قرار “الكاف” بأنه وصمة في جبين الرئيس حياتو ومسيّرته الرياضية، وكذلك سيظل هذا القرار سببا في إثارة العديد من التساؤلات وعلامات الإستفهام حول “الكاف“ وقراراته المجحفة. “بي.بي.سي“: “معاقبة الطوغو أكثر القرارات المثيرة للدهشة” ووصفت هيئة الإذاعة الإنجليزية “بي.بي.سي“ قرار “الكاف“ بحرمان الطوغو من المشاركة في البطولتين المقبلتين بأنه يفتقد إلى العقلانية، وذكرت أنه أكثر القرارات المثيرة للدهشة منذ تأخّر القصر الملكي في إنجلترا في التعقيب على حادث وفاة الأميرة “ديانا” في عام 1997 وأوضحت أن قرار “الكاف“ أصاب المتابعين لكرة القدم الإفريقية بالصدمة والذهول، خاصة أن لوائح الإتحاد الإفريقي تتضمن أيضا بندا يتيح للمنتخبات الإنسحاب من البطولة في أي توقيت في حالة الظروف القاهرة بشرط إعتراف “الكاف“ بهذه الظروف، لكنه رفض الإعتراف بأنها ظروف قاهرة وفرض العقوبة على المنتخب الطوغولي. موقع الراعي الرسمي للبطولة: “الكاف تهتم بالأموال أكثر من المنتخبات المشاركة” وأشار موقع “أم.تي.أن” على الأنترنيت والخاص بالشركة الراعية للبطولات السابقة لكأس الأمم الإفريقية، إلى أن “الكاف“ إتخذت القرار بحجة الحفاظ على هيبة واستقامة كرة القدم الإفريقية، لكنها اتخذت القرار لأن اهتمامها الأول كان مظهر البطولة والأموال التي يحصل عليها من الرعاة أكثر من إهتمامه بخسائر الطوغو والمنتخبات المشاركة. وأوضح الموقع أن الجانب الطوغولي إتخذ قرار الإنسحاب الذي كان من الضروري أن يصدر من “الكاف“ نفسه لإتاحة الفرصة أمام طوغو لدفن ضحاياها وتضميد الجراح... ووصف الموقع دوافع الإتحاد الإفريقي بأنها دليل على الطمع والإستخفاف بحياة البشر، والعوامل النفسية لدى اللاعبين. الصحف الطوغولية تصف القرار بالفضيحة من جهتها، بقيت وسائل الإعلام الطوغولية مذهولة من قرار الإتحاد الإفريقي بمعاقبة منتخب بلادها في دورتين كاملتين... وقالت إن عيسى حياتو كان وعد على المباشر وأمام العديد من الأشخاص بأن الإتحاد الإفريقي يتفهّم قرار الطوغو بالإنسحاب من المنافسة، قبل أن ينقلب على كلامه. وأضافت الصحف الطوغولية على غرار صحيفة “ أكواليت” التي أكدت: “إنها الفضيحة بعينها، الآن يتأكد أن الإتحاد الإفريقي يسير حسب الأهواء ويصدر القرارات متى يشاء”. وذكرت الصحف الطوغولية أن إتحاد كرة القدم في هذا البلد قدم إحتجاجا رسميا إلى “الكاف” من أجل التراجع عن قرار العقوبة. أديبايور: “قرار الكاف فضيحة وعلى حياتو الإستقالة“ دعا “إيمانويل أديبايور“، قائد منتخب الطوغو لكرة القدم، عيسى حياتو إلى اإإستقالة من منصبه بعد قرار حرمان منتخب بلاده من المشاركة في بطولة كأس الأمم الإفريقية في النسختين المقبلتين بعد إنسحابه من البطولة الحالية في أنغولا. وقال أديبايور -حسب ما ذكرته شبكة تلفزيون (إن. بي. سي) الأمريكية أمس- “إن حياتو الكامروني الجنسية قدم الكثير لإفريقيا، لكنه يجب أن يستقيل لأنه أصدر قرارا يعتبر فضيحة أغضب به كل الأفارقة“. ووصف قرار اللجنة التنفيذية ل”الكاف“ بمنع بلاده من المشاركة في نسختي بطولة الأمم المقبلتين فضلا عن تغريمها 50 ألف دولار بأنه “شديد البشاعة“.