تزامنت عودة ياسين بزاز مع تحقيق فريقه “تروا” الفوز الثالث له على التوالي في بطولة الرابطة الثانية الفرنسية، حيث عاد بثلاث نقاط مهمة للغاية من تنقله الى “رامس” في مباراة محلية بنتيجة (1-0) من توقيع ماركوس (د39).. وشارك اللاعب السابق لأجاكسيو في تحقيق هذا الفوز بمشاركته في آخر 24 دقيقة، ( أقحم في د65 مكان سيسوكو عبد اللاي) في عودة تاريخية تحمل أكثر من معنى بالنسبة للاعب الذي لم يصدق أنه عاد الى أجواء المنافسة بعد غياب عن المنافسة منذ إصابته أمام مالي في المباراة الثانية من كأس إفريقيا يوم 14 جانفي، (إصابته كانت خطيرة الى درجة أنها أبعدته عن الملاعب 223 يوما). تكفّل بتنفيذ المخالفات وإحداها كادت تأتي بالجديد وقد بدا واضحا أن بزاز يحظى بثقة زملائه والطاقم الفني لنادي “تروا”، فبمجرد دخوله أرضية الميدان حتى تولى تنفيذ المخالفات التي كانت في جهته، كما كادت إحدى مخالفاته (د80) أن تحمل هدفا بعد خطأ ارتكب على زميله جوليان فوسيان، حيث نفذ بزاز الكرة في القائم الأول، قبل تدخل أحد مدافعي “رامس” في آخر لحظة لإبعاد الخطر. كما لعب بزاز بعد ذلك بثلاث دقائق دور المدافع وأنقذ فريقه بإبعاده إحدى الركنيات برأسية قبل وصول الكرة الى أحد مهاجمي الفريق المنافس. ساهم في الحفاظ على مكسب “رامس” بتحوّله إلى مدافع ومن أجل المحافظة على مكسبه، عاد فريق “تروا” إلى الدفاع في اللحظات الأخيرة حيث تحمّل عبء اللعب وهو ما جعل بزاز يقوم بدور دفاعي على الجهة اليمنى، مكتفيا بالهجمات المعاكسة من أجل مباغتة المنافس، ولو أن ضغط المحليين لم يكلل بأي نتيجة، على العكس من ذلك فقد كانت أخطر الفرص من جانب “تروا” فلولا الحظ والتسرع لانتهت المباراة بهدفين نظيفين. منح بوفو (د 90+ 3) كرة قتل المباراة، لكنه ضيّعها ولا يوجد دليل على التسرع أكثر مما حصل (د90+3)، حيث قام بزاز بعمل ممتاز على الجهة اليمنى، راوغ وتوغل وقدم فتحة جميلة الى نقطة الجزاء أمام لاعبين من “تروا” وأخذ المبادرة زميله كلوديو بوفو لكن تسديدته كانت خارج الإطار. وبعد دقيقتين من ذلك أعلن حكم المباراة نهاية اللقاء بفرحة عارمة للاعبي “تروا”، خاصة من جانب بزاز الذي عاد الى المنافسة وكان من المساهمين في فوز آخر لفريقه الذي ارتقى الى المرتبة الرابعة رغم بدايته المتعثرة. 24 دقيقة في أول إستدعاء تأكيد على الثقة الكبيرة الموضوعة فيه والأكيد أن مسؤولي “تروا” يثقون كثيرا في بزاز بدليل أنهم استقدموه وهو مصاب، وهي الثقة التي يضعها فيه مدربه، ففي أول استدعاء مكنه من المشاركة مدة 24 دقيقة وفي ظروف صعبة عندما كان فريقه فائزا وبحاجة الى قوة أكثر من اللاعبين للحفاظ على مكسبهم، وهو ما يعني أن عودته بهذه الطريقة تبشر بموسم جيد للاعب المتخلق، خاصة أنه يملك الرغبة في النجاح بعد أن تخطى كل الصعاب. بزاز لن ينسى خير من ساندوه خلال فترة غيابه وعاش بزاز بالتأكيد مرحلة صعبة من مشواره لا يشعر بها إلا من تعرض الى إصابة خطيرة مثل إصابته على مستوى الأربطة المعاكسة للركبة، حيث أكد ل “الهدّاف” أنه ممتن الى عائلته وأصدقائه الذين واسوه في محنته، بالإضافة الى كل من زرابي وصايفي اللذين وقفا إلى جانبه كثيرا وتمنيا له عودة سريعة، وحتى حليش قال إنه كان يسأل عليه، مشيرا إلى أنه من أجل هؤلاء سيعود بقوة مع فريقه وسيضرب موعدا قريبا مع المنتخب الوطني. --------- بزاز يشكر كل من سانده خلال فترة غيابه عن الميادين، ويُؤكد ل “الهدّاف”: “شعور خاص إنتباني قبل دخولي الميدان وموعدي قريب مع المنتخب الوطني” في إتصال هاتفي به سهرة أول أمس بعد نهاية لقاء “تروا” و”رامس”، ورغم أنه كان في الحافلة التي تقل فريقه، إلا أن بزاز فرح باتصالنا خاصة أن “الهدّاف” وقفت معه خلال فترة غيابه الطويلة وتذكرته في العديد من المناسبات بمتابعة أخباره، ياسين تحدث عن عودته الى المنافسة وشعوره فقال: “الإنسان في مناسبة سعيدة مثل هذه لا بد أن يحمد الله، خاصة أن العودة الى الميادين بعد أشهر طويلة من الغياب تعد إنجازا كبيرا... الآن عليّ فقط التركيز على عملي حتى أؤدي موسما جيدا، لأنه الهدف الذي صرت ألعب عليه الآن”. “دخولي جاء بالإضافة وفزنا بمباراة خاصة” وعن تقييمه للمستوى الذي ظهر به في المواجهة التي جمعت فريقه ب”رامس” وعرفت الفوز الثالث على التوالي، رد محدثنا: “دخولي حقق الإضافة المنشودة حيث لعبنا مقابلة محلية بحكم قرب المسافة بين تروا ورامس، والأهم من مردودي هو العودة مهما كان المستوى الذي أقدمه على أرضية الميدان، ولو أنني كما قلت لك لم أخيّب وساهمت في الحفاظ على مكسب فريقي، بل كنا قادرين على تسجيل الهدف الثاني ولو أن الفوز ب (1-0) يرضينا أيضا بما أنه سمح لنا بتحقيق الفوز الثالث على التوالي”. “منحت كرة هدف وتمنيت لو سجّلها زميلي” وعن اللقطة التي صنعها (د90+3) وكادت أن تحمل الهدف الثاني، قال بزاز: “لقد تمنيت لو دخلت الكرة، لولا تسرع زميلي أمام المرمى، حيث قمت بعمل جيد على الجهة اليمنى أين توغلت وقمت بفتحة إلى نقطة الجزاء، فاستقرت الكرة عند بوفو لكن تسديدته جاءت فوق العارضة، لكن هذا لا يهم فالإنتصار أهم من كل شيء آخر”. “شعرت بإحساس خاص وأنا على خط التماس استعد للدخول” تحدث بزاز أيضا عن إحساسه وهو على خط التماس يستعد لأخذ مكانه زميله عبد اللاي سيسوكو على أرضية الميدان، حيث كان يتأهب للعودة الفعلية بعد أكثر من 7 أشهر ونصف من الغياب عن الميادين (منذ مباراة مالي يوم 14 جانفي)، وقال: “شعور خاص انتابني وكنت سعيد جدا، وقلت في نفسي أن فريقي فائز ويجب أن أعمل كل ما في وسعي لمساعدة رفقائي للحفاظ على هذا المكسب وهو ما حصل، وأنا سعيد لأنني عدت ولأننا فزنا، وهو ما يعني أن فرحتي مزدوجة”. “العودة إلى المنتخب تمر عبر فرض نفسي في تروا” وعن هدفه الآن قال بزاز: “طموحي الأول انتزاع مكانة أساسية في فريقي بعد غياب طويل، بالإضافة إلى لعب أكبر عدد ممكن من المباريات، وليس فقط ذلك وإنما تأدية مباريات جيدة حتى يساعدني ذلك على تحقيق هدفي الثاني وهو العودة الى المنتخب الوطني، أعرف أنه ما بقاش قد اللي فات، ولكن عليّ أن أعمل بجد لأن القادم صعب جدا، والمنتخب لن تكون طريقه معبدة بالورد لأن مستوى الفريق الوطني ارتفع كثيرا منذ تأهله الى كأس العالم”. وعن الفترة التي سيضربها للجمهور الجزائري للعودة الى صفوف “الخضر”، اعتبر بزاز أن ذلك سابق لأوانه الآن لكن رد بالقول: “لم يبق الكثير وموعدي قريب بإذن الله مع المنتخب”. “أشكر كل من تضامن معي خاصة عائلتي، زرابي صايفي وحليش” وأصر بزاز بعد عودته الى المنافسة التأكيد على أنه ممتن لبعض من وقفوا معه خلال فترة غيابه، حيث قال: “أشكر كل الأشخاص الذين تضامنوا معي خاصة أصدقائي وعائلتي، كما لا أنسى زرابي وصايفي اللذان تضامنا كثيرا معي، فضلا عن حليش الذي كان لا يبخل عليّ بالسؤال. أشكر الجميع لأنني لو أسمي كل واحد بإسمه لما انتهيت، هؤلاء كانوا يتصلون بي عبر رقمي في فرنسا ويسألونني عن حالتي في كرة مرة... أقول لهم بفضل مساعدتكم عدت إلى المنافسة، وبفضلكم سأكون أقوى وأؤدي موسما جيدا وأعود إلى المنتخب”.