عقد المدرب الوطني رابح سعدان ندوة صحفية أمس في قاعات المحاضرات بملعب 5 جويلية قبل انطلاق التربص التحضيري للمنتخب الوطني تحسبا لمواجهة تنزانيا الجمعة القادم، حيث تطرّق فيها إلى بعض النقاط التي تتعلق بالهدف من التربص ومباراة تنزانيا وأخبار عن التعداد الذي سيعتمد عليه، كما تحدث كثيرا عن قضية لاعب الوفاق لموشية الذي انتقده في حوار حصري ل “الهداف“، وجملة من النقاط التي تطرق لها سعدان بصراحة وبنبرة غضب لم نتعوّد عليها في الندوات الفارطة، وأول ما تطرق إليه المدرب الوطني في تدخله هو الهدف من التربص الإعدادي لمباراة تنزانيا التي قال بشأنها: “منتخب تنزانيا فريق محترم وندرك أنه سيتسبب لنا في مشاكل لأننا أصبحنا المنتخب الذي يريد أي منتخب الإطاحة به، لكن رغم الصعوبات التي ستجرى فيها المباراة إلا أنني سألعبها برغبة في الفوز بل أقول كما يقال عندنا داخل باش ندڤدڤهم، هدفنا الفوز بطريقة ذكية فنيا، تكتيكيا وبدنيا لأننا نملك الخبرة اللازمة وتحقيق التأهل في المرتبة الأولى دون أن ندخل في حسابات صاحب أفضل مرتبة ثانية“. “تنزانيا تسبّب دائما صعوبات للفرق الكبيرة” وأكد المدرب الوطني على صعوبة اللقاء وكشف أن المهمة لن تكون سهلة كما يظن البعض، كما أثنى على منافس “الخضر“ الجمعة القادم قائلا: “هذا المنافس منتخب محترم وسيسعى كبقية الفرق من أجل الإطاحة بنا، وقد قرأت في الأنترنت أنه يريد الفوز علينا، وهو منتخب يسبّب صعوبات أمام الفرق الكبيرة بدليل أنه خسر بصعوبة أمام كوت ديفوار ويجب مواجهته بحذر حتى نضمن النقاط الثلاث ولم لا تسجيل أكبر عدد من الأهداف لأنه لا يوجد مدرب يرفض أن يسجل مهاجموه أكبر عدد من الأهداف”. “هذا هو البرنامج المسطر وسنتربص ب 18 لاعبا” واستغل سعدان الفرصة ليقدّم البرنامج الذي سطره في هذا التربص استعدادا لمباراة تنزانيا حيث قال: “لقد برمجنا خمس حصص قبل المباراة ثلاث منها في ملعب ثكنة بني مسوس وحصة غدا الاثنين في ملعب 5 جويلية وحصة يوم الثلاثاء في ملعب تشاكر، أما توقيت التدريبات فسيتغير حيث سنتدرب في الساعة 22 و45 دقيقة لنحاول بعدها ضمان حصص في توقيت المباراة أي في حدود العاشرة ونصف، حيث سيحل كل اللاعبين يوم الثلاثاء ماعدا لاعب واحد سيتأخر، وقد استدعيت في هذا الشأن 22 لاعبا لكن بغياب قادير المصاب سأعمل مع 18 لاعبا وثلاثة حراس في هذا التربص”. “مغني، لحسن وعنتر سيحضرون ضيوفا في التربص” وفي السياق ذاته كشف المدرب الوطني أنه تحدث مع بعض اللاعبين الذين سيحضرون اللقاء كضيوف شرف، حيث قال: “اتصلنا بكل من عنتر يحيى، لحسن ومغني ليحضروا كضيوف شرف من أجل تشجيع زملائهم بمناسبة مباراة تنزانيا، وسيغيب عنتر يحيى بسبب العقوبة ولحسن فرحت لتعافيه من الإصابة وعدم لجوئه لجراحة التي كانت آخر حل، أما مغني فيواصل إعادة التأهيل وسنعرف منه موعد عودته للميادين”. “لا أبحث عن المبررات لكن اللاعبين غير جاهزين” وفي سياق حديثه عن ظروف إجراء المباراة أمام تنزانيا أصر المدرب الوطني على عدم جاهزية لاعبي “الخضر“ حيث قال: “لست بصدد إيجاد المبررات أو البكاء لكني أعترف بأن اللاعبين غير جاهزين لأننا نملك لاعبين بطالين أو غير معنيين باللعب في أنديتهم ولهم مشاكل في التحويل بسبب الأزمة المالية، وقد برمجنا تربص مواجهة الغابون بغرض تقييم حالة اللاعبين حيث هناك لاعبون شاركوا بعد أسبوع فقط من التحضير، ورغم ذلك نحن بصدد تسيير هذه الفترة الحساسة ونملك الخبرة اللازمة لتجاوز مثل هذه الصعوبات”. “هناك إمكانية لتدعيم الخضر في أية فترة” وأكد سعدان أن أبواب المنتخب ما تزال مفتوحة أمام أي لاعب وقال في هذا الشأن: “إنه موسم جديد ونحن في فترة حساسة لكل المنتخبات خاصة التي لعبت المونديال، وأبواب المنتخب تبقى مفتوحة مستقبلا في حال تسجيل الإصابات أو تراجع مستوى بعض اللاعبين وسندعم الخضر بلاعبين من المحليين أو المحترفين حسب المناصب التي نحتاجها، لكن في وسط الموسم أو في نهايته كما كان الحال قبل المونديال”. “عيني ميزاني في اختيار اللاعبين ودرس الغابون مفيد” وواصل سعدان الحديث عن الحلول التي سيعتمد عليها لتجاوز عقبة تنزانيا حيث قال: “هناك في بعض الأحيان لاعب يكون ناقصا بدنيا لكنه مفيد من الجانب الفني والتكتيكي ويمكنني الاعتماد عليه في بعض فترات المباراة، وقد كان الهدف من تربص الغابون تقييم اللاعبين وحتى الخسارة فهي مفيدة لأنها ستضع أرجل اللاعبين على الأرض وتجعلهم لا يستصغرون أي منافس، وفي ظل نقص جاهزية اللاعبين أمام تنزانيا سأعاين كل لاعب في التربص و”عيني ميزاني” في اختيار الأفضل ولدي ثلاث خطط لمباراة الجمعة التي سنحاول فيها تحقيق الإنسجام الجماعي واللعب بنزعة هجومية للفوز بالمباراة”. “على الجمهور تجنّب الفيميجان واحترام نشيد المنافسين“ واستغل المدرب الوطني فرصة الندوة الصحفية ليوجه نداء لأنصار “الخضر“ بمناسبة مواجهة تنزانيا حيث قال: “نملك جمهورا ذهبيا ورائعا يساند فريقه بقوة، لكن يجب أن يحافظ على مصداقية المنتخب والجزائر في مثل هذه المواجهات من خلال احترام الأناشيد الوطنية لكل المنتخبات بما في ذلك المنتخب التنزاني وتجنّب الألعاب النارية والتحلي بالانضباط لإعطاء صورة جيدة عن الجزائر التي توصف بالتعصب وبالإرهاب، عندنا جمهور يحفز اللاعبين وشارك في تأهلنا إلى المونديال ويساند اللاعبين في الوقت الصعب بدليل عودتنا بقوة في مبارتي رواندا وقبلها أمام السنغال حيث تمكنا من تسجيل ثلاثية بعدما سجل المنافس هدفا، وهي الصور التي نريدها في المباريات القادمة”. “أرضية تشاكر جيدة وهو خياري بالتشاور مع اللاعبين” وفي خضم حديثه عن سبب تغيير مكان الاستقبال نحو ملعب البليدة قال سعدان: “هو خيار الطاقم الفني بالتشاور مع اللاعبين، لأنه ملعب يذكرنا بإنجاز التأهل إلى المونديال وقد يحالفنا الحظ في هذا الملعب الذي توجد أرضيته في أحسن حال وسيتم إغلاقه من أجل إجراء ترميمات بعد المباراة القادمة”. سعدان: “المصريون كانوا يتهموننا بالعصبية والإرهاب وأصبحوا هم كذلك“ كشف المدرب الوطني رابح سعدان عن سعادته بالروح التي بات يتحلى بها اللاعب الجزائري، حيث نوّه بالروح الرياضية العالية التي تحلى بها لاعبو شبيبة القبائل في مباراتهم أمام الأهلي المصري في تيزي وزو وعدم عصبيتهم، حيث قال: “المصريون كانوا يتهموننا بالعصبية والإرهاب في كل مرة نلتقي بهم وبأننا لا نتحكم في أنفسنا عندما ننهزم، اليوم رأيت أن الكرة باتت في مرماهم والعصبية باتت من مميزات لاعبي الأهلي خصوصا ومصر عموما، اللاعب الجزائري أصبح يملك وعيا جيدا يمكّنه من التحكم في أعصابه ومن ثم الفوز بالمباريات بدم بارد، وهذا الأمر يسعدني كثيرا لأن الرد على المصريين جاء في الملعب بالأداء والنتيجة والتحكّم في الأعصاب”. ------------------------------------------- ردّا على جلب مساعد له سعدان: “واحنا ما عمّرنالكومش العين!“ كانت الندوة الصحفية البارحة فرصة أمام الصحفيين للتطرق لموضوع تدعيم الطاقم الفني، وكان رد سعدان واضحا وعنيفا كلما تعلق الأمر بهذا الموضوع المهم حيث قال في هذا الشأن: “لقد قررنا تدعيم كل الطواقم بسبب الانسحابات التي عرفتها في بداية الموسم ونحن بصدد البحث عن الشخص المناسب لتدعيم الطاقم الفني، وماذا سيقدم هذا المدرب ماعدا مساعدتنا في مهمتنا و”علاش حنا ماعمّرنالكومش العين بعدما أهّلنا المنتخب لنصف نهائي كأس أمم إفريقيا ولم نخسر بنتائج ثقيلة في المونديال”. “قادير أُصيب بسبب نقص في التحضير” كما تطرق المدرب الوطني إلى إصابة قادير حيث قال: “علميا اللاعبون لن يكونوا جاهزين بعد استفادتهم من أربعة أسابيع راحة ويجب ثلاثة أشهر لاسترجاع كامل مستواهم، وهو ما تسبب في إصابة قادير الذي تأخر في انطلاق التحضيرات مع ناديه بسبب مشاركته في المونديال، لكن بعد مباراة الغابون هناك أسبوعان ونصف من التحضير وسيتحسّن مردود اللاعبين مع مرور الجولات”. “لهذا السبب أعفيت حليش وأشركت -يبدة 45 دقيقة” وفي السياق ذاته، برر المدرب الوطني عدم إشراك حليش في مواجهة الغابون قائلا: “لم أغامر ب حليش وأعفيته أمام الغابون بعد أسبوع من التحضير وحصة واحدة قبل المباراة خاصة أنه كان بصدد التعاقد مع فولهام، وأنا سعيد لأنه في سن 23 تمكّن من اللعب في هذا المستوى وهو خريج المدارس الجزائرية، والأمر نفسه يخص يبدة الذي أشركته لمدة 45 دقيقة وأظن أنه سيتعاقد في الساعات القليلة القادمة مع نابولي وهذا خبر مفرح”. “سنحاول مساعدة شاقوري ليتألق في ناديه” وعن دوافع استدعاء مدافع شارل لوروا محمد شاقوري رغم أنه يعاني من نقص منافسة مع ناديه قال سعدان: “لقد بدأ هذا اللاعب التدريبات في شهر جوان وشارك في المواجهات الودية قبل أن يهمش عند انطلاق البطولة، وقد استدعيناه لمعرفة وضعيته ومعرفته إنسانيا لأنه كان مرشحا ليكون معنا قبل المونديال، ولرؤيته فوق الميدان ورغم ذلك سنحاول مساعدته في ناديه ليتألق. “هيا نهدّمو واش بنيناه” وختم سعدان تدخلاته الخفيفة للإجابة على تساؤلات الصحفيين بتوجيه رسالة يطالب فيها بالكف عن ضرب استقرار “الخضر“ بسبب الانتقادات التي مست شخصه واللاعبين، حيث قال غاضبا: “لم أفهم لماذا لا تزال تثار قضية مزدوجي الجنسية وأمور تمس كرامة المنتخب، وإذا أرادوا هدم كل ما بنيناه هيا نهدم كل شيء”. -------------------------------- رقصات بلحاجي تحرم سعدان من الرّقص حتى في الأعراس رغم الضغوط الشديدة المفروضة عليه إلا أن المدرب الوطني لم يتردّد في إضحاك الصحفيين خلال الندوة الصحفية في عدّة مناسبات بسبب تعليقاته الساخرة، وكان أبرزها ما قاله بخصوص هذه الضغوطات لمّا ذكر حادثة رقص مدرب الحراس حسان بلحاجي خلال حفل “بيما“ الذي جرى في ألمانيا خلال فترة التحضير لنهائيات كأس العالم لمّا قال: “الحفل كان فرصة لنا للترويح عن النفس والتخفيف عن الضغط استعدادا للمونديال، لنتفاجأ بنشر “الفيديو“ على مواقع الأنترنت بصورة أراد البعض الإيحاء من خلالها أننا لم نكن نجتهد ونتعب في التحضيرات، بل كنا نلعب ونلهو. لقد صرنا بعدها نحشى المشاركة في مواقف مماثلة، لدرجة ولينا ما نقدروش نشطحو حتى في أعراسنا الخاصة”، كلام سعدان أضحك كلّ من كان بالقاعة. الندوة الصحفية تحت مراقبة أمنية على غرار الندوة الصحفية الأخيرة التي عقدها رئيس “الفاف“ محمد روراوة ونائبه محمد مشرارة، عرفت الندوة الصحفية للمدرب الوطني حضور لافت لرجال الشرطة بالزيّ المدني التي كانت تراقب الوضع، في مشهد لم يحدث في الفترة الأخيرة. ويبدو أن التراجع الرهيب للنتائج المنتخب الوطني وراء هذه الاحتياطات مخافة تسلل أحد المتعصّبين من الأنصار الذين لا تعجبهم سياسة “الفاف“ وسياسة سعدان بالخصوص. رايات مُساندة عبدون لا تحرّك “شعرة” من سعدان قال المدرب الوطني رابح سعدان إنه لا يبالي تماما بما يفعله الأنصار الغاضبين على خياراته الفنية، وعلى رأس هؤلاء أولئك الذين قاموا بتعليق رايات في ملعب 5 جويلية وبعدها في ملعب أول نوفمبر في تيزي وزو، تساند عبدون التي شبهته ب ماجر الجديد وتطالب منحه فرصة اللعب في المنتخب لإبراز كفاءته. وردّ سعدان على هؤلاء بقوله: “يعلّقو ولا ما يعلقوش.. هذا لا يهمني، لدي قرابة 36 لاعبا ويمكنني الاعتماد عليهم في وسط الميدان، وعليّ القيام بالخيار وأنا مقتنع بما قمت به”. اللاعبون أمام الصحافة اليوم كما جرت العادة، سيكون ملعب 5 جويلية على موعد للقاء بين اللاعبين ورجال الإعلام في المنطقة المختلطة، وهذا على هامش الحصة التدريبية التي ستجري مساء اليوم بداية من الساعة العاشرة ونصف. للإشارة، سيتدرب المنتخب الوطني اليوم في ملعب 5 جويلية ويوم الثلاثاء في ملعب “تشاكر“ في حصة وحيّدة، على أن تبرمج حصة الأربعاء والخميس في ملعب ثكنة “بني مسوس“.