وهذا تعبيرا عن شكرهم له، شأنهم شأن جميع أنصار المنتخب الوطني، على ما قدمه شاوشي ل “الخضر” والمجهودات الكبيرة التي بذلها من أجل أن تبقى الراية الجزائرية دائما عاليا. فبمجرد أن وصل إلى منزله، وجده مكتظا عن آخره وعمّت الفرحة بين أفراد العائلة الذين كانوا أكثر شوقا إلى رؤيته، حيث طلب الجميع أن يأخذ صور تذكارية معه ولم يرفض طلب أي مناصر رغم التعب الذي نال منه بسبب مشقة السفر من أنغولا إلى الجزائر. السطايفية وصلوا صبيحة أمس إلى منزله ولم يقتصر إستقبال الحارس شاوشي على أبناء مدينة برج منايل، وإنما تعدى الحدود هذه المرة، باعتبار أن حتى أنصار وفاق سطيف الذي يلعب له الحارس إلتحقوا ببرج منايل، حيث وصلوا صبيحة أمس إلى منزله من أجل مساندته وشكره على ما قدمه ل “الخضر”، وهو الأمر الذي فاجأه وأدهش عائلته لأن لا أحد كان ينتظر من أنصار وفاق سطيف أن يلتحقوا ببرج منايل وهم يعلمون أن شاوشي قادم إلى سطيف بالضرورة، وهذا ما جعل فوزي يتأكد من أنه كسب ثقة جميع الأنصار وليس في مسقط رأسه فحسب، وجعله يعقد العزم على العمل على تشريف الألوان الوطنية في كل مكان. الجميع وقفوا إلى جانبه وطلبوا منه عدم التوتّر في اللقاءات القادمة ورغم أن العديد من المنتقدين اتهموا شاوشي وحمّلوه جزءا من المسؤولية في الهزيمة أمام المنتخب المصري في دور نصف النهائي بعد التصرف الذي قام به تجاه الحكم البينيني كوفي كوجيا، إلا أن أنصار برج منايل وقفوا إلى جانبه وأكدوا له أنهم في صفه مهما كان الأمر، لكنهم قدموا له بعض النصائح التي ستخدمه وتخدم مشواره الرياضي بالدرجة الأولى وطلبوا منه أن يتفادى القلق والتوتر في اللقاءات القادمة وأن يعرف كيف يتحكم في أعصابه جيدا. شاوشي: “إستقبالي في برج منايل يُشرّفني ويُحفّزني على بذل مجهود إضافي لإدخال الفرحة في قلوب كل أنصار الخضر” وكالعادة، فإن “الهدّاف” كانت في قلب الحدث وأخذنا انطباع الحارس شاوشي بخصوص حفاوة الإستقبال الذي حظي به من طرف أبناء مدينته وعن رأيه في التصرف الذي قام به في المباراة تجاه الحكم كوجيا، وصرح فوزي في هذا الشأن قائلا: “لا أخفي أني في غاية السعادة بهذا الإستقبال الذي حظيت به والذي بكل صراحة لم أكن أنتظره... فعلا إن هذا يُشجعني ويحفزني على بذل مجهودي حتى أساهم في إدخال الفرحة في قلوب كل أنصار المنتخب الوطني، وأنا أتشرف بها الإستقبال وأفتخر بأني إبن برج منايل التي لن أنسى جميلها أبدا”. “كنت متوتّرا، ندمت كثيرا على تصرّفي ولن أكرّره في المستقبل” أما بخصوص التصرف الذي قام به الحارس مع الحكم البينيني الذي أدار مباراة مصر الجزائر، فقد أكد شاوشي أنه لم يكن ينوي حتى التحدث معه، لكن كل ما قام به كان فوق طاقته لأنه لم يكن يتحمّل الظلم و”الحڤرة” التي تعرض لها المنتخب الوطني في تلك المواجهة أمام أنظار العالم وليس إفريقيا فحسب، كما كشف أنه ندم كثيرا على هذا التصرّف موضحا ذلك في قوله: “أدرك جيّدا أني قمت بتصرّف غير لائق مع الحكم كوفي كوجيا، لكن كل ما حدث كان فوق طاقتي، حيث لم أتمكن من السيطرة على أعصابي في تلك اللحظة بالذات، كنت متوترا للغاية وللأسف كل شيء إنقلب ضدي، وأنا نادم على ما فعلته لأنه لم يكن من الضروري أن أقوم بهذا التصرف ومن يقول العكس فقد كذب... لقد أخطأت وأقرّ بذلك وأعد الجميع بأني لن أعيد ما فعلته في المستقبل”. لا أحد بإمكانه الصبر والتحكّم في أعصابه في تلك الحالة” وأضاف الحارس شاوشي في السياق نفسه قائلا: “صحيح أني أخطأت التقدير وقمت بتصرّف غير لائق مع الحكم، لكن في الواقع أظن أن لا أحد بإمكانه أن يصبر ويستطيع التحكم في أعصابه في تلك الحالة، لقد رأينا الظلم بعينه ولا أحد أوقفه، أضف إلى ذلك أن المباراة كانت لديها أهمية كبرى لأنها المؤهلة إلى النهائي وهو ما يعني أن الضغط يكون أشد بكثير من مباريات الدور الأول، أتحدى أي لاعب يقول إنه قادر على التحكم في كل أعصابه، لسوء الحظ أن رد فعلي كان زائدا عن اللّزوم وفي الأخير تلقيت البطاقة الحمراء والأمر الذي جعلني أندم كثيرا هو أني تركت بقية زملائي لوحدهم في تلك المحنة”. “إذا كرّرت هذا التصرف ما تطّفر غير فيّ“ من جهة أخرى أكد شاوشي أنه لن يقدم على تكرار هذا التصرف مستقبلا، حيث صرح: “من الواضح أن تصرفا مماثلا لن يخدمني بالدرجة الأولى، أنا واع بهذا الأمر جيدا. صحيح أني لم أختر الوقت المناسب للقيام بذلك، لكن أؤكد أني لن أقوم بتصرف مماثل، سأحاول أن أتحكّم أكثر في أعصابي ولن أتحدث أصلا مع الحكام من الآن فصاعدا لأني أعلم أني إذا تعرضت إلى عقوبة قاسية فلا أحد سينظر إليّ مجددا و”ما تطفر غير فيّ“... قررت أن ألعب مواجهاتي بشكل عادي ولن أحتج مجدّدا على قرارات الحكام”. “لا أزال شابا وقادرا على تغيير طباعي” وأضاف شاوشي: “أعرف نفسي جيدا وأعلم بأني في بعض الأحيان أقوم بتصرفات غير لائقة نظرا لتوتري الدائم ورغبتي الشديدة في الفوز، لكني لا أزال في مقتبل العمر، كل ما حدث معي يعتبر تجربة اكتسبتها في كأس إفريقيا، كما أني أؤكد أني قادر على تغيير طباعي في الأيام القادمة ثم أنه من الضروري أن أفعل لأني مقبل على المشاركة في المنافسة العالمية هذه المرة”. “أطلب من الشعب الجزائري أن يُسامحنا على عدم العودة بالكأس” وفي الأخير، عبّر الحارس شاوشي عن أسفه الشديد على عدم تمكّن المنتخب الوطني من تحقيق التأهل إلى الدور النهائي والعودة إلى الديار بكأس إفريقيا، حيث صرح في هذا الشأن قائلا: “إلى حد الآن لا أزال متأسفا على عدم تمكّننا من التأهل إلى النهائي، خاصة عندما أعلم بأن مصر لم تفز علينا بنزاهة، كما أننا نحن اللاعبين أردنا أن نعود إلى الديار بالكأس لنهديها إلى الشعب الجزائري الذي وقف إلى جانبنا حتى آخر دقيقة بدليل قطعه كل هذه المسافة الطويلة والتحاقه بنا في أنغولا، أطلب من الشعب الجزائري أن يسامحنا على عدم تحقيق اللقب القاري”.