عاشت الجزائر العاصمة أجواء لم يسبق لها مثيل مباشرة بعد إعلان الحكم الجنوب الإفريقي عن صافرة نهاية المباراة بفوز ساحق للخضر الذين لقنوا المصريين درسا لا نسى في كرة القدم وكأننا نعيش مرة ثانية يوم 5 جويلية 1962 يوم الاستقلال. حيث خرج ألاف العاصمون الذين تابعوا اللقاء على المباشر إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم بهذا الفوز التاريخي، حيث كانت منبهات السيارات والمفرقعات والألعاب النارية والأغاني والأهازيج في الموعد ،وهذا في جو من الفرحة والبهجة بالانتصار الكبير والنتيجة العريضة التي سجلها محاربو الصحراء ،حيث لم تمر إلا دقائق حتى اكتظت الشوارع بالمواطنين والمناصرين صغارا وكبارا الذين أبوا إلا أن يعبروا بطريقتهم الخاصة على هذا الفوز، الشباب العاصمي الذي حمل معه البوق والدربوكة جنبا إلى جنب مع الراية الوطنية التي رفرفت عاليا بالإضافة إلى زغاريد النساء فوق الشرفات والتي أضفت جوا بهيجا حيث،غنوا طوال الليل ورقصوا على أنغام الفريق الوطني في جو لا ينسى أبدا يذكرنا بأيام الاستقلال، وهذا في كل مناطق العاصمة أين عبر المواطنون عن سعادتهم وشكرهم للاعبين الذين كانوا رجالا فوق الميدان واثبتوا أننا نملك فريقا .حيث عرفت شوارع بن عكنون والأبيار وساحة البريد المركزي اكتظاظا لم يعرف له مثيل ما جعل حركة المرور تتوقف لساعات متأخرة من الليل ،كما قام أصحاب المحلات بالتبرع بالمشروبات والمأكولات للمناصرين بصفة مجانية وهذا ما يوحي بأنه عندما يتعلق الأمر بالوطن كل شيء يصبح ممكنا خاصة لما يتعلق الأمر بهزم الفراعنة حيث تعرضت الجالية المصرية إلى مضيقات من قبل الجمهور الجزائري وأكدوا لهم بان المنتخب الجزائري سيبقى الشبح الأسود للمصريين إلى الأبد . كما عرفت شوارع العقيبة نفس الأجواء وتفنن الأنصار في الهتافات بحياة اللاعبين مع ذكر أسمائهم مثل " الشبكة يا غزال ، وعاودها يا جبور، ألي ألي زياني " كما تغنى الجمهور كثيرا بحياة شيخ المدربين سعدان بعبارة "شحاتة مكاين والوا سعدان حشهالوا "تعبيرا منهم على كفاءة سعدان في هذا اللقاء بالإضافة إلى العبارة المشهورة وان تو ثري فيف لا لجيري كلها عبارات رددها الجمهور العاصمي في ليلة جميلة سيبقى يتذكرها كل الجزائريين الذين يحلمون برؤية الخصر في المونديال .الذي يبقى طموح مشروع في ظل التشكيلة التي يملكها المنتخب والإمكانيات التي وضعت لأجله، حيث عبر أغلبية المواطنين بان هذا الفوز تاريخي و ادخل إلى قلوبهم الفرحة والسرور كما انه سيجعل تلاميذ البكالوريا يحضرون في أحسن الظروف. شكرا يا سعدان وكل اللاعبين من جهة أخرى هنئ الأنصار المدرب سعدان والفرحة تغمرهم حيث أكدوا أن ما حدث في البليدة شيء رائع وان ما قدمه اللاعبون سيبقى راسخا ومحفورا في الأذهان إلى الأبد المناصرون الذين كانوا داخل السيارات والدرجات النارية أعطوا صورة زاهية ومهرجانات موسيقية رائعة من خلال ارتدائهم لأقمصة لاعبي الخضر الأعلام الوطنية على ظهورهم مع تقديمهم كل التشكرات للمدرب واللاعبين الذين كانوا بمثابة المحاربين فوق الميدان ،وهذا ما يعني بان الشعب الجزائري دائما حاضر في المواعيد الكبرى.