بعد أن رفض القيام بأي تصريحات منذ نهاية دورة كأس إفريقيا بأنغولا والمشاكل التي حدثث له مع نادي الخور القطري، يفتح رفيق صايفي قلبه ل “الهدّاف“ ويكشف كلّ ما جرى له في المدة الأخيرة وكذا عودته إلى الميادين مع نادي “إيستر“، “سعدان تحدّث معي وأقنعني بضرورة التركيز على العودة القويّة في فريقي“ “جبور إبن الدار ولحسن سيندمج بسرعة لأن اللاعبين سيُسهّلون له المهمّة مثل يبدة، مغني وعبدون“ “لم أندم عى الإحتراف في قطر ومتأكد أن إيستر سيتفادى السقوط“ “أشكر روراوة كثيرا على مساعدته لي لأتحصل على ورقة الخروج“ كما يتحدّث مسجّل هدف الفوز أمام زامبيا ذهابا وإيابا في تصفيات كأس العالم عن المستقبل ونهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا، إضافة إلى قرعة “الكان“ التي أوقعت الجزائر مع المنتخب المغربي، والكثير من الأمور التي تكتشفونها في هذا الحوار. بداية، كيف هي أحوال صايفي وما سرّ عدم قيامه بالتصريح لأيّ وسيلة إعلامية منذ نهاية كأس إفريقيا؟ ماذا تريدني أن أقول أظن أنني تعرّضت لحملة من بعض الذين أرادوا تحطيمي، ولذا فضّلت عدم القيام بأيّ حوارات منذ مدة، خاصة أنني تعرّضت لإصابة خلال كأس إفريقيا وبعدها وجدت نفسي في مشكل يخصّ إنتقالي لنادي “إيستر“، لذا فضلت أن أبتعد عن الأضواء إلى غاية عودتي للميادين. والآن أفضّل أن أقول للذين ظلموني “نوكل عليكم ربي“.. وسأبرهن في القريب العاجل أنني لم أنته وكل ما قيل عني من أكاذيب ستكشفه الأيام. قبل الحديث عن عودتك للميادين، هل لنا أن نعود قليلا للوراء ونتحدّث عن الذي حدث في كأس إفريقيا؟ أظن أنّ المنتخب الوطني قدّم مردودا في المستوى خلال النهائيات هذه، بدليل أننا وصلنا للدور نصف النهائي الذي لم نصل له منذ 20 سنة، ثم أننا قدّمنا مباريات في المستوى خاصة أننا انطلقنا بهزيمة لم تكن منتظرة والجميع دفننا بعد خسارتنا أمام مالاوي، لنعود بعد ذلك ونفوز على منتخب مالي ثم نتأهل للدور ربع النهائي ونحقق فوزا كبيرا أمام أحسن فريق في الدورة المنتخب الإيفواري. لنصل لمباراة مصر التي حدثت فيها أشياء غريبة والجميع شاهد أننا لم يكن باستطاعتنا الفوز في ذلك اللقاء حتى لو لعبنا سنتين. ماذا عن مردودك الشخصي خاصة أن الإصابة لاحقتك خلال هذه الدورة؟ أظن أن المكتوب أراد أن الأمور لا تمشي جيدا بالنسبة لي في هذه الدورة، وأنا إنسان مؤمن والقضاء والقدر جعلاني لا أبرز كما أردت في دورة أنغولا، وهذا راجع لأمور عديدة أهمها معاناتي من الإصابة حتى قبل انطلاق الدورة. لكن هذا لم يمنعك من المشاركة في المباراة الأولى أمام مالاوي؟ نعم لعبت هذا اللقاء وأنا عائد من إصابة و هذا لا يعلمه الكثير، ولذا أريد أن أوضح الأمور جيدا اليوم فأنا أتقبل الانتقادات وليس هناك أي مشكل في هذا المجال، لكن أن يتم انتقادي لأن اسمي صايفي فقط فهذا لا أقبله. قبل بداية دورة أنغولا عملت المستحيل لأشفى من الإصابة وأكون جاهزا ، ورغم معاناتي شاركت أمام مالاوي ويومها الفريق كله لم يكن في المستوى، لكن البعض لم ير إلا صايفي فقط، ورغم ذلك لم أردّ لأنني من اللاعبين القدامى ولم يكن بوسعي أن أضعف أمام اللاعبين، بل واصلت تشجيعهم بعد أن عاودتني الإصابة ووجدت نفسي عاجزا عن اللعب فيما بعد، ورغم ذلك واصلت إلى جانب زملائي مساندتهم في باقي المشوار، لأن الذي يهمّني هو أن تتأهل الجزائروليس صايفي، وحملة الانتقادات حتى في غيابي عن الفريق تواصلت. وهنا تأكدت أن هناك مؤامرة ضدي لا أعرف سببها . تبدو متأثرا كثيرا لما قيل بشأنك؟ لمّا يصل الأمر للمساس بشخصيتك ويتعدّى الأمر انتقاد طريقة لعبك أو مردودك، فهنا تطرح في نفسك العديد من التساؤلات. فالذي حزّ في نفسي أن البعض نسي بسرعة ما قدّمته للمنتخب الوطني وهذا واجب لأنني تربيت على أن الأمر عندما يتعلق بالألوان الوطنية كل شيء يجب أن ننساه، ولا نفكر إلا في الوطن، لقد سبق لي أن تركت فريقي في فرنسا وسافرت مع المنتخب الوطني إلى إفريقيا في بلدان كانت في عزّ الحرب الأهلية، وعندما كانت تأتيني الدعوة من المنتخب الوطني كنت لا أنتظر حتى تذكرة السفر لأنه بفضل المنتخب الوطني عرفت الرجال، وأقول هذا الكلام ليس لأكون معفيا من الانتقادات، بالعكس أنا أقول مرحبا بالانتقادات التي تساعدني على تصحيح أخطائي حتى وأنا في نهاية مشواري الكروي، لكن أن يصبح الأمر تصفية للحسابات فهذا ما أثر في كثيرا. لكنني أعطي موعدا للذين نسوا بسرعة ما قدّمته للمنتخب الوطني في المستقبل القريب، لأن صايفي لم ينته وأفضّل أن تكون إجابتي فوق الميدان. خلال دورة أنغولا الجميع اعتبر أن مردود الهجوم لم يكن في المستوى، ألا ترى أن غزال عانى كثيرا من غيابك في المباريات التي لعبها “الخضر“ بدونك؟ ربما، فلقد وجد غزال نفسه يلعب لوحده في الهجوم كما أنني في حال تواجدي لوحدي ربما سأجد نفسي في الحالة نفسها، وقد أجد صعوبات كبيرة مثلما وجدها غزال. ففي كرة القدم أظن أن الأمور أحيانا لا تمشي دون أن تجد الأسباب لذلك، ثم إن غزال حتى وإن لم يسجل فلا بدّ ألا ننسى العمل الذي كان يقوم به، لأنه في كرة القدم الحديثة أول مدافع هو قلب الهجوم. ثم أنني في بعض الأحيان عندما أقرأ تصريحات البعض أتساءل إن كنت أنا ضمن قائمة اللاعبين الذين شاركوا في نهائيات كأس إفريقيا أم لا، فلقد تعمّد البعض ربما نسياني وهذا لم أجد له تبريرا، رغم أنني كنت أريد مساعدة الفريق حتى وأنا مصاب، لكن ذلك كان مستحيلا وعدت في آخر دورة لكنني لم أكن في كامل إمكاناتي. عقب ذلك حدث لك مشكل تحويلك من الخور إلى نادي “إيستر” الفرنسي؟ نعم كان هناك مشكل ورقة الخروج، وهنا أريد أن أشكر رئيس الاتحادية محمد روراوة الذي كان إلى جانبي في الأسابيع الأخيرة وظلّ يسأل عن الجديد ليساهم بتدخله في حصولي على ورقة الخروج وتأهيلي في نادي “إيستر” الفرنسي، الذي أريد من خلاله استرجاع كامل طاقتي تحسبا لنهائيات كأس العالم. ألم تندم على التنقل لنادي الخور أشهرا قليلة قبل “المونديال“؟ لا بالعكس، أظن أنه في هذه الدنيا والإنسان لا يجب أن يندم على القرارات التي يتخذها، فالأمور كان بالإمكان أن تسير جيدا مع نادي الخور، لكن بما أنني كنت في كل مرّة مع المنتخب الوطني فهذا لم يساعدهم، وأنا أيضا تحسبا للمونديال اخترت اللعب في فرنسا خاصة أنه من الناحية البدنية التحضير الجيد يكون في القسم الثاني أحسن، بدليل أنني وجدت نفسي مع المحضر البدني الذي قام بتحضيري في الأسبوعين الماضيين والحمد لله وجدت نفسي بسرعة وتمكنت من الدخول أساسيا في آخر مباراة مع “إيستر“. على ذكر هذه المباراة أمام “لوهافر“، أكدت وسائل الإعلام الفرنسية أنك قدّمت مردودا في المستوى، هل هذا يشجعك على البروز أكثر خاصة أن مدرب النادي صرّح بأنه يعوّل عليك كثيرا؟ الحمد لله لقد ضحيت كثيرا بعد دورة أنغولا ووضع لي المحضّر البدني برنامجا خاصا لأعود بسرعة لمستواي بعد شفائي من الإصابة، وحتى غذائيا كان لي برنامج خاصّ جدا حتى أكون جاهزا بدنيا بسرعة وهو ما حدث، حيث وجدت نفسي في المباراة الأخيرة في المستوى ولولا الحكم الذي منح الفوز ل “لوهافر“ في الوقت الضائع لعدنا بالتعادل من هذا التنقل الصعب. لكننا بالنظر للمردود الذي قدمناه أنا متأكد أن نادي “إيستر“ بإمكانه أن يتفادى السقوط . سيكون الضغط عليك شديدا خاصة أن الجميع يبقى ينتظر منك الكثير في “إيستر”؟ صدقني أنني أحبّ مثل هذه التحدّيات، فأنا لاعب أكره الخسارة حتى في لقاءات “الحومة“، لذا سأعطي كل ما عندي لأكون في المستوى المطلوب وأساهم في تفادي نادي “إيستر“ السقوط، كما أنني أفتخر بالاحترام الكبير الذي أحظى به هنا في هذا الفريق. ففي المباراة الأخيرة أعطيت لي الكلمة للحديث مع الجميع في غرف تغيير الملابس قبل مباراة “لوهافر“، والنصائح التي أعطيتها كان الجميع يستمع إليها لأنهم يحترمونني كثيرا كلاعب نشط لأكثر من عشر سنوات في البطولة الفرنسية، وأتمنى أن أوفق في هذا النادي خاصة أنني أهدف لتحضير نفسي جيدا تحسبا لكأس العالم. المنتخب الوطني سيخوض مباراة ودية أمام صربيا والكثير تفاجأ لعدم تواجدك في القائمة، ما تعليقك؟ من هذه الناحية ليس هناك أي مشكل، فلقد تحدّث معي المدرب الوطني رابح سعدان وفضّل تركي تحت تصرّف النادي خاصة أنني عائد من إصابة وتم حلّ مشكلة ورقة خروجي مؤخرا، لذا سألعب مع فريقي “إيستر“، وبعودتي لمستواي بمرور المباريات سيكون ذلك في صالحي تحسبا ل “المونديال“، ثم أن المدرب الوطني تركني رفقة مغني وبوعزة تحت تصرّف أنديتنا لأننا عائدون من إصابة، واحترامي الكبير ل “الشيخ“ سعدان يجعلني آخذ بنصيحته بأن ألعب مع فريقي وبعد ذلك سأستعيد لياقتي، وهو ما شعرت به من أول مباراة أجريتها مع “إيستر“. المستوى الذي أظهره المنتخب الوطني في كأس إفريقيا خاصة أمام كوت ديفوار جعل المنتخبات المنافسة ل “الخضر“ في كأس العالم كإنجلترا وأمريكا يقرؤون ألف حساب الآن للجزائر، هل هذا يقلقكم لأنكم كنتم تفضلون أن يستصغركم هؤلاء المنافسون؟ أعتقد أن أي منتخب يتأهل لكأس العالم لديه مستوى كبير ولم يتأهل صدفة، لذا حتى لو لم نؤدّ دورة جيدة في كأس إفريقيا، فإن المنتخبات المنافسة لنا سوف لن تستصغرنا، والآن بعد المباريات التي لعبناها أظن أن الجميع سيحضر كما ينبغي لمواجهة الجزائر، وهذا لا يخيفنا لأن المشاركة في منافسة بحجم كأس العالم تستوجب أن ننتظر أن نواجه منتخبات كبيرة، والمستوى العالي يفرض علينا أن نكون جاهزين في هذه الدورة ماذا تهدف شخصيا في هذا “المونديال”؟ لاعبون كبار لم يلعبوا كأس العالم وعندما تتاح لك فرصة المشاركة في هذه المنافسة فالأكيد أننا سنهدف للذهاب إلى أبعد حدّ ممكن وسنعمل المستحيل لتشريف الألوان الوطنية ولم لا تجاوز الدور الأول. وعلى كل لدينا الإمكانات لنحقق نتائج إيجابية رغم أن الكثير ربما يعتبرنا غير مرشّحين للمرور من الدور الأول، وحتى في نهائيات كأس إفريقيا كان الكثير يؤكد أننا لن نمرّ حتى من الدور الأول، لكننا وصلنا إلى الدور نصف نهائي وأدينا لقاءات في المستوى. لذا سنهدف لتمثيل الجزائر والعرب أحسن تمثيل في هذه الدورة. أما من الناحية الشخصية فأتمنى أن لا تلاحقني الإصابات، وبما أنني لم أبرز في كأس إفريقيا أتمنى أن أعوّض ذلك في كأس العالم وأكون في الموعد. خاصة بعودة رفيق جبور للمنتخب الوطني... جبور ابن الدار وعودته للمنتخب الوطني كانت منتظرة، وسبق لي أن شجعته بعد أن وجد نفسه دون فريق ولم يفشل وعاد لمستواه وهذا سيكون في صالح الجزائر، لأن كل من يستطيع تقديم الإضافة ل “الخضر“ مرحبا به، وأنا متأكد أن جبور سيعود ويقدّم الكثير للمنتخب الوطني، وإن شاء الله سنسجّل الكثير من الأهداف و هناك اللاعب عمري الشاذلي الذي يعود هو كذلك و نتمنى له عودة موفقة لأنه يستحق كل الخير. على ذكر الأسماء الجديدة نجد لحسن الذي أسال مجيئه الكثير من الحبر، كيف سيكون استقبال هذا اللاعب ضمن التشكيلة حسب رأيك؟ لحسن لاعب جزائري وسيكون استقباله مثلما استقبلنا كل من يبدة، مغني وعبدون لأن المنتخب الجزائري ليس ملكا لأحد وكل من يملك الإضافة اللازمة نطمح ليكون معنا في التشكيلة لأننا فريق بحاجة دائما لتصحيح الأخطاء و جلب لاعبين أخرين ، ثم أن حديث البعض عن رفض لحسن لا أساس له من الصحة، فأنا كلاعب أنشط في المنتخب الوطني منذ سنوات أؤكد لك أنه لا يوجد من اللاعبين من يرفض لاعبا آخر من الطراز العالي، فنحن نتمنى أن يكون معنا لاعبون في المستوى يجعلون المنتخب الوطني أقوى، خاصة في منافسة ككأس العالم، ولحسن أنا متأكد أنه سيعجب بالأجواء بعد اليوم الأول ويندمج بسرعة في الفريق. أسفرت قرعة تصفيات “الكان” 2012 على منافس تعرفه جيدا وهو المغرب، ما رأيك في المجموعة وخاصة المنتخب المغربي؟ التجربة علمتنا الآن أنه لا يوجد منتخب ضعيف في إفريقيا والدليل أننا وجدنا صعوبات أمام المنتخب الرواندي مثلا أو في السابق أمام جزر الرأس الأخضر، ولذا علينا ألا نستصغر أيّ منافس في هذه التصفيات لأن الجزائر الآن أصبحت الفريق الذي يريد الجميع الإطاحة به، ولهذا علينا أن نحضر جيدا ونلعب كل المباريات بجدية. أما عن المنتخب المغربي فهناك ثلاثة لاعبين مغاربة في نادي “إيستر“ من بينهم لاعب دولي سابق وهو أبرازي، وكلهم يتمنون أن نتأهل معا في هذه المجموعة لأن المغاربة إخوتنا ولن ننسى أبدا وقفتهم معنا في كل مرّة، ثم أنني أحترم كثيرا هذا المنتخب ولو أنني أقول إنه في الميدان شيء آخر رغم أننا نتمنى التأهل مع بعض. لا يمكن أن نختم هذا الحوار دون الحديث عن المولودية التي تحتل ريادة الترتيب وتنتظرها مباراة هامة أمام شبيبة القبائل، هل ما زلت تتابع أخبار ناديك السابق؟ بطبيعة الحال أنا أتابع كل صغيرة و كبيرة عن المولودية ويمكنني أن أقول لك حتى من سجّل هدف الفوز أمام عين مران في منافسة الكأس، كما أؤكد لك أن حلمي يبقى الاحتفال مع المولودية في نهاية الموسم بلقب البطولة خاصة أنني أحرزت هذا اللقب قبل مغادرتي الجزائر من أجل الاحتراف، وأتمنى أن يحقق “العميد“ هذا اللقب من أجل الجمهور الذهبي الذي أبقى أحتفظ معه بأحلى لحظات عمري، أضف إليها طبعا التأهل لكأس العالم مع “الخضر“ ومواجهة أم درمان في السودان و أود في الأخير أن أبلغ تحياتي للوالدين الكريمين اللذان لفضل دعاويهم نقول دائما الحمد لله كما أتمنى الشفاء العاجل لصديقي بزاز والعودة لصفوف المنتخب الوطني.