فرحة كبيرة غمرت جابو ونحن نزف له خبر استدعائه لصفوف المنتخب الوطني الأول تحسبا للمباراة المقبلة أمام منتخب إفريقيا الوسطى.. كيف لا وهي الدعوة الأولى له للمنتخب بعدما تألق مع المنتخب المحلي وفريقه السابق اتحاد الحراش والحالي وفاق سطيف، ويرى جابو أن هذه الدعوة ما هي سوى ثمرة المجهودات التي بذلها، غير أنه يؤكد أيضا أنه مطالب بوضع رجليه على الأرض لأن عملا كبيرا لا زال في انتظاره. هل سمعت بالخبر؟ والله لم أسمع بأي خبر لأني أتأهب في الوقت الحالي للتنقل مع رفاقي إلى الملعب بغية مواجهة “مازامبي” الكونغولي (الحوار أجري منتصف نهار أمس مباشرة بعد صدور قائمة بن شيخة، وقبيل مباراة وفاق سطيف أمام مازامبي الكونغولي). الخبر السعيد يتمثل في استدعائك إلى المنتخب الأول للمشاركة في مباراة إفريقيا الوسطى، فهل لنا أن نعرف ما هو شعورك الآن؟ والله أنت أول من يعلمني بهذا الخبر السعيد للغاية بالنسبة لي، لأني انتظرت هذه الدعوة كثيرا من جهة، ولأن اللعب في صفوف المنتخب الوطني يبقى حلم أي لاعب في العالم، أنا من بين هؤلاء اللاعبين الذي حلموا منذ الصغر بتقمص ألوان بلدي والدفاع عنها في المحافل الدولية، وها أنا أحقق حلمي هذا وأحظى بتلك الثقة من المشرفين على المنتخب وهذا أمر يشرفني للغاية ويدفعني للمضي قدما نحو الأمام بغية تشريف الدعوة التي تلقيتها. صراحة، هل كنت تتوقعها في هذا الوقت بالذات؟ انتظرتها منذ فترة، وكنت في كل مرة أتطلع إلى معرفة أسماء القائمة بمجرد اقتراب موعد أي تربص أو أيّ مباراة، لكني كنت صبورا للغاية، ولم أفقد الأمل يوما في اللعب للمنتخب عندما لم أكن أستدعى، وهذه المرة أكون صريحا معك لم أكن أتوقعها، وها هي المفاجأة السارة بالنسبة لي. هل تشعر بحجم المسؤولية؟ بطبيعة الحال أشعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقي ما إن أعلمتني بأن اسمي يتواجد ضمن القائمة، حيث بدأت أشعر بثقل المهمة التي تنتظرني، الكرة الآن في مرماي لكي أثبت أني جدير بهذه الدعوة، ولكي أكون عند حسن ظن مدربي والمسؤولين والجمهور الجزائري الذي ينتظر منا الكثير، وأضيف شيئا آخر... تفضل. سواء لعبت في المنتخب الأول أو المحلي، فأنا مطالب بتقديم أفضل ما لدي لأني بصدد الدفاع في كلتا الحالتين عن ألوان بلدي، ولذلك أسعى إلى تقديم ما قدمته مع المنتخب المحلي وإلى تطويره أيضا لأن تحديات أصعب ستكون في انتظارنا. ألا ترى أن الفرج أتاك من طرف المدرب بن شيخة الذي يعرفك حق المعرفة؟ “الشيخ” بن شيخة مشكور جدا جدا، لأنه فكر فيّ ووجه لي هذه الدعوة التي سأشرفها حتى لا أخذله وما “نحشموش”، هو يعرفني حق المعرفة بحكم إشرافه على تدريبي مع المنتخب المحلي، فارتأى أن أكون ضمن تعداد المنتخب الأول، وسأكون عند حسن ظنه بحول الله حيث سأضاعف العمل مستقبلا حتى أحافظ على مكانتي هذه. إصابة زياني هي التي عجلت بانضمامك هذه المرة. أستغل الفرصة لكي أتمنى الشفاء العاجل لزياني لأنه قطعة أساسية في المنتخب، وتواجده ضمنه ضروري للغاية بالنظر إلى الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها، أتمنى له العودة السريعة للميادين حتى يعود إلى تأدية مهامه، ثق أني لست من اللاعبين الذين يتمنون الإصابة لرفاقهم حتى يلعبوا، بل لاعب يتمنى الخير لكل جزائري قادر على تقديم الإضافة للمنتخب حتى لو أضطر أنا لترك مكاني. هل انزعجت يوما من تجاهل الناخب السابق رابح سعدان لك؟ لا، “الشيخ” سعدان هو الآخر يعرف “بالون” ومدرب كبير قاد الجزائر إلى المونديال، والتاريخ سيحفظ له ذلك، ثق أن عدم استدعائي خلال عهدته لم يزعجني إطلاقا، بل كان يدفعني دوما لمضاعفة مجهوداتي في الميدان مع الفرق التي لعبت لها حتى أنال ودّه يوما، والحمد لله أني حققت حلمي الآن، وسأبرهن فقط على أني جدير به، وأن الدعوة لم تكن هدية أو مجاملة. ألا تتوقع مواجهة صعوبات جمة في الاندماج ضمن مجموعة تضم عددا كبيرا من المحترفين؟ لا أتوقع ذلك إطلاقا، لأني أعرف بعض اللاعبين من المحترفين في صورة بوڤرة مثلا، ولا تنس أن التعداد يضم العيفاوي الذي يلعب معي لحد الآن في الوفاق ويضم زياية الذي لعبنا سابقا سويا في سطيف أيضا، يضم زماموش الذي يعد صديقا، ثم إن هذا المشكل لن يطرح لأني وحسب ما سمعته سأنضم إلى عائلتي الثانية التي يسهل فيها على أي وافد جديد الانضمام إلى المجموعة دون أي مشكلة. وهل أنت واثق من فرض نفسك في تشكيلة ثرية كهذه؟ أنا متأكد من أني سأجد مجموعة قوية دافعت من قبل عن ألوان الجزائر بقوة وقادتها إلى المونديال وإلى تحقيق نتائج رائعة في “الكان”، ولن أقول بالضرورة إني جئت للعب أساسيا لأن هناك من هم أولى مني بذلك ومن سبقوني إلى ذلك، لكن إذا ما دخلت في أي مباراة سواء لدقيقة أو لبضع دقائق أو أساسيا فسأقدم الإضافة اللازمة وأعطي أفضل ما لدي في الهجوم، وفي النهاية فإننا جميعا سنكون يدا واحدة من أجل قيادة الجزائر إلى كأس إفريقيا المقبلة، دون أن يهم أن ألعب أنا أساسيا أو لاعبا آخر. ألا ترى أن تجربتك مع وفاق سطيف قاريا هذا الموسم ستساعدك على تقديم الإضافة في التصفيات الإفريقية الجارية؟ أجل، انضمامي إلى وفاق سطيف ومشاركتي معه في العديد من المباريات القارية ساعدني كثيرا، حيث اكتسبت تجربة جديدة لم أعرفها من قبل بالاحتكاك مع الأندية الإفريقية القوية، وباكتشاف أجواء اللعب في أدغال إفريقيا ومفاجآتها بحلوها ومرّها، وربما سيساعدني ذلك على مواجهة الأفارقة مع المنتخب دون عقدة، والفضل في ذلك لفريقي وفاق سطيف، أتمنى أن أشرف اسمي واسم فريقي في تجربتي الجديدة، دون أن أنسى فريقي السابق الذي يعود الفضل له أيضا فيما وصلت إليه اليوم. تقصد اتحاد الحراش؟ أجل، لن أنسى فضل الوفاق و”الصّفراء” ما حييت، ففي سطيف تربيت وتعلمت الكرة، وفي الحراش برزت وتألقت بعدما منحت لي الفرصة للعب أساسيا قرابة موسمين كاملين ساعدني فيهما الجمهور الحراشي كثيرا، ونلت معه شرف الانضمام للمنتخب المحلي والتأهل معه إلى نهائيات كأس إفريقيا للمحليين، وعودتي إلى سطيف عجلت بانضمامي للمنتخب الأول لأن مشاركتي الدائمة معها في رابطة الأبطال الإفريقية جعلتني أطور إمكاناتي أكثر فأكثر، ولذلك لن أنكر فضل الفريقين علي في طرق أبواب المنتخب الأول ما حييت. في الأخير، هل من كلمة تضيفها؟ لن أغترّ بهذه الدعوة كثيرا، أنا مطالب بوضع قدميّ على الأٍرض، فما زال عمل كبير في انتظاري وعليّ أن أواصل بكل جدية وتفان وإخلاص في الميدان، حتى أثبت أني جدير بالدفاع عن ألوان بلد كبير بحجم الجزائر، آمل فقط أن أكون عند حسن ظن بن شيخة والمسؤولين الذين منحوني هذه الفرصة التي سأستغلها أحسن استغلال. في لقاء إفريقيا الوسطى مثلا؟ لم لا؟ لو تتح لي الفرصة فسأدشن دخولي الأول بقوة إن شاء الله.