صحيح أنّ غياب بعض العناصر الأساسية على غرار زياني ومطمور عن مباراة منتخبنا الوطني أمام نظيره الغابوني، كان له تأثير سلبي على مسار المباراة ونتيجتها في نهاية المطاف، إلاّ أنّ ذلك لا يمكن أن يكون سببا يحجب النقائص التي بدت حول مردود العديد من اللاعبين الذين استنجد بهم الطاقم الفني يومها، لاسيما العناصر التي شكّلت القاطرة الأمامية ووسط الميدان الهجومي وعجزت مرة أخرى عن إيجاد الحلول للوصول إلى مرمى الخصوم.. وعجزت عن خلق الفرص بالجملة وعن التسجيل بطرق شرعية لأن إعادة الصور أثبتت أن هدف جبور كان من تسلل مثلما كانت ركلة الجزاء في لقاء الإمارات قبيل “المونديال” مشكوكا في أمرها، وهو الأمر الذي عاد ليؤرق الناخب الوطني سعدان من جديد، وهو الذي كان يعتقد أنّ مهاجميه ولاعبي الوسط الهجومي الذين عجزوا عن هز مرمى “الموندياليين” في جنوب إفريقيا، سيكون باستطاعتهم اختراق مرمى منتخبات إفريقية مغمورة من طينة الغابون بسهولة كبيرة، لكن آماله خابت سهرة الأربعاء الفارط بعدما بدا مهاجموه مشلولين وغير قادرين على مجاراة حتى مدافعي المنتخبات الإفريقية. البحث عن نَفَس جديد والشاذلي وجابو على رأس القائمة تواصل العقم الهجومي والصيام عن التهديف، والتأكد بأنّ الهجوم الحالي لا نفع ولا فائدة منه، جعل الطاقم الفني هذه المرة حسب مصادرنا يفكر في الحلول العاجلة التي من شأنها أن تفك العقدة التي تلازم هذا المنتخب منذ 8 أشهر، لطرد اللعنة التي لازمته منذ أن فاز على منتخب كوت ديفوار في جانفي من السنة الجارية، ففكّر حسب ذات المصدر في إحداث بعض التغييرات تحسبا للقاء المقبل أمام تانزانيا، بتوجيه الدعوة من جديد إلى صانع ألعاب النادي الألماني “كايزر سلاوترن” عمري الشاذلي، وللجناح الطائر السابق لإتحاد الحراش والحالي لوفاق سطيف عبد المومن جابو، في وقت يجري التفكير إن كان الاستنجاد برأس حربة الوفاق غزالي ضروريا أم لا، لأن اللاعب كان منذ فترة ضمن مخططات سعدان، غير أن تراجع مستواه بشكل رهيب منذ انضمامه إلى الوفاق أبعده بعض الشيء عن المنتخب. عمري الشاذلي بفنياته وإمكاناته قادر على المساعدة وحسب مصادرنا فإنّ الطاقم الفني تيقن من أمر هام أمام الغابون وهو عدم قدرة اللاعبين الحاليين على اختراق دفاعات المنافسين، الأمر الذي يتطلب الاستنجاد بلاعبين مهاريين يجيدون ذلك، واختياره يكون قد وقع على لاعب من طينة عمري الشاذلي المميز والمتألق باستمرار في “البوندسليغا” الألمانية، فهذا اللاعب لم ينتظر أن يخوض “مونديالا” حتى يظفر بعقد احترافي في نادٍ كبير، بل أنه من دون دعوة المنتخب الوطني للمشاركة في نهائيات كأس العالم، ظفر بعقد احترافي مع نادي “كايزر سلاوترن”، وها هو اليوم مرشّح لكي ينضم إلى صفوف المنتخب في الفترة المقبلة وبالضبط خلال التربص التحضيري للقاء تانزانيا. عبدون لن يُبعد لأنه أنعش “الخضر“ بدخوله ولن يكون انضمام عمري الشاذلي على حساب عبدون مثلما تردّد مؤخرا، لأنّ اللاعب أنعش طريقة لعب المنتخب بدخوله في لقاء الغابون، بل وساهم في بناء الهجمات من على جهته اليسرى التي لعب فيها، فضلا على أنّه لم يحتجّ على إقحامه احتياطيا في تلك المباراة مثلما تردّد، بل أنّ اللاعب اعترف في تصريحات له عبر “الهدّاف” أمس بأنّ المدرب كان محقا في عدم إدراجه أساسيا بما أنه لم يستأنف التدريبات مع ناديه الفرنسي “نانت” سوى في الفترة الأخيرة، فضلا عن نفيه تشابكه مع بلحاج. جابو بمراوغاته يمرّغ أي دفاع أمامه مهما كانت قوته ثاني المرشحين للانضمام إلى المنتخب بمناسبة لقاء تانزانيا، هو صانع ألعاب وفاق سطيف عبد المومن جابو الذي يواصل تألقه باستمرار من موسم لآخر، فبعدما صنع هذا اللاعب أفراح إتحاد الحراش في الموسمين الفارطين، ها هو هذا الموسم يصنع أفراح ناديه الأصلي وفاق سطيف في المنافسات الإقليمية والقارية في انتظار المحلية. بداية موسم جيدة لجابو لم تمرّ مرور الكرام على المسؤولين والطاقم الفني الذي يفكر بجدية في انتدابه ضمن تشكيلة المنتخب بداية من لقاء تانزانيا، وهو قرار صائب إن تم اتخاذه بصفة رسمية لأن جابو بفنياته ومراوغاته قادر على تمريغ أي خط دفاعي أمامه، فما بالك بدفاعات منتخبات من طينة تانزانيا وما يشابهها، فضلا على السرعة الفائقة التي يتمتع بها والتي تميّزه على لاعب كبودبوز الذي يتشابه هو وجابو في طريقة اللعب، غير أن ابن “الهضاب” أسرع منه بكثير. روراوة شاهده وأعجب بما قدّمه ورغم أنّ جابو كان ضمن مخطّطات الناخب الوطني منذ نهاية مشوار “الخضر” في “المونديال”، إلاّ أنّ التفكير في ضمّه تحسبا للقاء تانزانيا عاد ربما بمباركة من رئيس “الفاف” محمد روراوة الذي كان من بين أبرز الوجوه الحاضرة في نهائي “سوبر” شمال إفريقيا الذي جمع وفاق سطيف بضيفه التونسي النادي الصفاقسي، حيث أعجب يومها بما قدمه جابو من لوحات فنية أمتعت أكثر من عشرين ألف مناصر غصت بهم مدرجات ملعب 8 ماي، ويكون شخصيًا قد نصح سعدان بأن يسارع في ضمّ هذا الموهبة في أقرب وقت ممكن إلى صفوف المنتخب. تانزانيا مغمورة ولا داعي لشطب اللاعب المحلي ويبدو أنّ الطاقم الفني قد يغيّر من طريقة تعامله مع اللاعب المحلي في الفترة المقبلة، بدليل تفكيره في الوقت الحالي في ضم لاعب من طينة جابو، لاسيما أن المنافسين الذين سيواجهون الجزائر في تصفيات كأس إفريقيا 2012 باستثناء المنتخب المغربي طبعا، ليسوا من طينة المنافسين الذين واجهوها عالميا في المونديال، وبالتالي فلا مجال لشطب اللاعب المحلي القادر على أخذ فرصه كاملة أمام منتخب تانزانيا أو إفريقيا الوسطى.