بدأ نصر حسين داي الموسم الجديد بقوة وتمكّن من تحقيق أول فوز له في الجولة الأولى من بطولة القسم الثاني الاحترافي أمام أمل مروانة بثنائية نظيفة. حيث بسطت النصرية سيطرتها على الفريق المحلي الذي لم يتمكن من الوقوف في وجه أبناء المدرب كردي، الذين كانوا أكثر إرادة فوق الميدان وكافحوا من أجل العودة بالنقاط الثلاثة، وهو ما تسّنى لهم في الأخير. وبتحقيقه لهذا الفوز، تكون النصرية قد كشّرت عن أنيابها في بداية الموسم وأظهرت نيّته صريحة في لعب ورقة الصعود إلى القسم الأول، وهو الهدف الذي وضعه الطاقم الفني والمسيّرون قبل بداية الموسم. ورغم أن المشوار لا زال طويلاً إلا أن الكلّ في حسين داي يبقى متفائلاً بالعودة مجدداً إلى حظيرة النخبة، خاصةً بعد البداية الموفقة التي حققّها الفريق في أول جولة من البطولة الوطنية، والتي تُنبئ بمستقبل واعد بالنسبة للفريق العاصمي. التشكيلة أظهرت تفوّقها من الناحية البدنية وقد أظهرت تشكيلة النصرية تفوقها من الناحية البدنية بشكل لافت على الفريق المحلي خاصةً في المرحلة الثانية، حيث كان رفقاء ملولي أحسن من هذه الناحية، وهو ما جعلهم يفرضون نسقهم على المباراة مقارنةً بمروانة التي تعب لاعبوها كثيراً ولم يتمكّنوا من مواكبة ذلك النسق العالي الذي فرضه لاعبو النصرية. وقد أتى هذا الأمر بثماره، حيث أن الفريق نجح في تسجيل هدفين في المرحلة الثانية، بعد أن استغّل أبناء المدرب كردي تعب منافسهم ليبسطوا سيطرتهم. وكان بإمكان النصرية أن تحقق نتيجة أثقل لولا أن المهاجمين ضيّعوا العديد من الفرص السانحة للتسجيل. الكلّ كافح وناتاش والفار الأحسن ويمكن القول أن الكل كافح في هذه المباراة من الحارس إلى المهاجمين، مروراً بلاعبي الدفاع والوسط، ولكن بشهادة العديد ممّن تابعوا المباراة، فإن الحارس ناتاش والمهاجم الفار كانا الأفضل. فالأول وقف سّداً منيعاً أمام حملات لاعبي مروانة، الذين لم يتمكنوا من اختراقه رغم حملاتهم العديدة، في حين أن الثاني أتعب كثيراً دفاع الفريق المحلي، ليفسح المجال أمام زملائه لتسجيل الهدفين عن طريق مونجي ودرارجة. ورغم ذلك إلا أن كل واحد من هؤلاء اللاعبين الذين وضعهم المدرب كردي في التشكيلة الأساسية لعبوا باستماتة كبيرة، خاصةً أن اللقاء عرف اندفاعا بدنيا قويا، ورغم ذلك إلا أن الجميع قاوم إلى آخر لحظة، ليعود الفر يق في الأخير بالنقاط الثلاثة المستحقة. بعض الأنصار تنقلوا والمسيّرون بقوة وقد عرف اللقاء تنقل عدد من أنصار النصرية لاكتشاف الوجه الجديد لفريقهم هذا الموسم، وقد أعجبوا كثيراً بما قدّمه خلال هذه المواجهة، حيث أنهم سعدوا كثيراً بالفوز المحقق الذي يسمح لفريقهم ببدء الموسم بقوة في انتظار تحقيق نتائج أفضل في المباريات المقبلة. وقد شهدت المواجهة أيضاً تنقل المسيّرين بقوة، حيث حضر الرئيس مانع قنفود والمسيّرين بوضرواية، لعقاب وسعودي، الذي عاد بعد غياب طويل، وقد ساهم ذلك في إعطاء دفع معنوي أكبر للاعبين، الذين أرادوا أن يظهروا بوجه طيب أمام كل هؤلاء وإثبات أنهم أهل للثقة. العودة إلى التدريبات اليوم منح المدرب كردي يوم راحة لأشباله البارحة، بعد تعب المباراة والسفر. ومن المقرّر أن يعود اللاعبون إلى التدريبات اليوم الأحد، لتحضير المباراة المقبلة برسم الجولة الثانية أمام مولودية قسنطينة. وستجري هذه الحصة الاستئنافية مباشرةً في ملعب “زيوي” للدخول في تحضير مواجهة “الموك”، التي ستجري في ملعب “سالم مبروكي” بالرويبة. ومن المنتظر أن تكون التحضيرات بنفس الجدية التي عرفت في المباراة الأولى أمام مروانة، خاصةً أن المدرب كردي يولي نفس الاهتمام لكل المباريات التي يعتبرها كلها هامة، في ظلّ لعب الفريق ورقة الصعود إلى القسم الأول، وهو ما يتطلب أن يكون الجميع جاهزاً لتلك المواجهة. كردي:“فوزنا مستحقّ ولاعبونا حاربوا بقلب أسد” أكد لنا المدرب مجدي كردي أن فوز النصرية في مروانة مستحق بعد المجهودات الكبيرة التي قدّموها فوق أرضية الميدان، رغم أن المهمة لم تكن بالسهولة التي كان يتصوّرها البعض، مشيراً إلى أنه راضٍ تمام الرضا عن كل ما قدّمه أشباله بفضل الإرادة التي أظهروها خلال المقابلة، حيث أنهم ظهروا بقلب من أسد فوق أرضية الميدان وواصلوا اللعب بنفس الإرادة ونفس القوة إلى غاية نهاية المواجهة. ويعتبر كردي مثل هذه النتيجة محفّزة على تحقيق انتصارات أخرى في اللقاءات الأخرى. “الطريق لا زال طويلاً وسنسّيرها لقاء بلقاء” ويرى المدرب كردي أن الطريق لا زال طويلاً قائلا: “نحن في الجولة الأولى فقط من البطولة، ومن المنتظر أن تكون البطولة صعبة ولذلك وجب التفكير في الموجهات المقبلة التي تنتظر الفريق ومحاولة التحضير لها كما ينبغي”. ويعتقد مدرب النصرية أنه يجب تسيير البطولة لقاء بلقاء وهذا ما سيفعله الآن، حيث سيصبّ تفكيره في لقاء “الموك” برسم الجولة الثانية، ويتوجب على الجميع نسيان مواجهة مروانة رغم أنه يعترف أن البدء بفوز أمر إيجابي للغاية للجميع، لأن اللاعبين يوجدون الآن في حالة معنوية جيّدة بعد هذا الانتصار. الاستقبال في الدارالبيضاء أو زرالدة علمنا من إدارة النصرية أن هذه الأخيرة ستدرس مسألة استقبال الفريق مبارياته هذا الموسم، بعد الرفض الذي تلقته النصرية من ملعبي المحمدية و20 أوت، حيث أنه من المنتظر أن تضع طلبين للاستقبال إما في ملعب الدارالبيضاء أو في ملعب زرالدة، خاصة أن الاستقبال في الرويبة ظرفي ومتعلق فقط بالمواجهة الأولى في الديار التي سيلعبها الفريق أمام مولودية قسنطينة. وأغلب الظن أن الفريق سيلعب في الدارالبيضاء، نظراً لعامل القرب من معاقل النصرية مقارنة بملعب زرالدة البعيد عن حسين داي.