دشن اتحاد بسكرة أول أمس البطولة الاحترافية في قسمها الثاني بفوز مستحق ومعنوي على حساب سريع المحمدية فوق أرضية ميدان محمد والي وفي مقابلة عرف خلالها الطاقم الفني بقيادة المدرب مشيش كيف يظفر بالنقاط الثلاث بفضل الرسم التكتيكي المعتمد ورغبة اللاعبين الذين كانت تخدوهم إرادة فولاذية لتجاوز عقبة الصام بدليل أنهم كانوا رجالا وتمكنوا من قلب الموازين لصالحهم في الشوط الثاني، ليبقى شعار الفوارس هذا الموسم يصب في مقولة “مارا ناش ملاح وربي يبعد العين“. شوط أول كارثي وقد ظهر الاتحاد في الشوط الأول بمردود شبه كارثي لا سيما أن تشكيلة الصام فرضت سيطرة شبه كلية على مجرياته مستغلة تراجع زملاء مرغاد إلى الخلف، كما صعبت أرضية الميدان من مهمة ذوي الزي الأخضر والأسود الذين وجدوا صعوبة في فرض طريقة لعبهم بدليل الخطأ المرتكب على مستوى محور الدفاع في لقطة هدف اللاعب مني في (د26). ...والأمور انقلبت في المرحلة الثانية وعلى عكس الشوط الأول فقد فرضت التشكيلة البسكرية سيطرتها الكلية على اللعب في الشوط الثاني من خلال التحكم في الكرة وطريقة اللعب المنظمة التي كانت تنطلق من الدفاع مرورا بوسط الميدان ثم الهجوم حيث كان الثنائي دمبري -مرازقة أكثر نشاطا “وخلطها تاع الصح“ على مدافعي المحمدية، كما كان لتعليمات المدرب مشيش تأثير إيجابي على نفسية لاعبيه من خلال تطبيقها فوق الميدان وترجمتها إلى هدفين نظيفين منحا الاتحاد الفوز وصنعا الفرحة في نفوس البساكرة. الخبرة والجانب البدني صنعا الفارق ولم يقتصر فوز الاتحاد على تعليمات المدرب مشيش وإرادة اللاعبين، بل إن غالبية أنصار المحمدية أجمعوا على أن خبرة لاعبي الاتحاد على غرار هيبة، دمبري، مرازقة، دبيلي، مومن وبقية العناصر كان لها دور كبير في النتيجة المحققة لاسيما أن “الصام“ لم يستطع التجاوب مع طريقة اللعب، كما كان للجانب البدني دور كبير في صنع الفارق حيث أنهى أشبال المدرب مشيش ال 90 دقيقة دون الإحساس بأي نوع من العياء بدليل تفوقهم في الصراعات الثنائية والفضل هنا يعود إلى المحضر البدني بوقزولة نور الدين الذي قام بعمل كبير خلال فترة التحضيرات التي سبقت انطلاق البطولة. دخول خوالد أنعش اللعب واذا كان الاتحاد قد فرض سيطرته على مجريات الشوط الثاني من خلال تعليمات المدرب مشيش فإن منعرج اللقاء كان إقحام النشيط خوالد مكان دمبري في (د67) حيث أنعش اللعب بتحركاته وسرعته الفائقة كما أقلق دفاع المحمدية بمراوغاته وتمريراته، كما تمكن “ايطو” كما يحلو لزملائه تسميته من تسجيل الهدف الثاني مانحا النقاط الثلاث لفريقه وفوز معنوي لبقية المشوار. ركلة جزاء خيالية وقحة في الموعد وفي الوقت الذي فرضت التشكيلة البسكرية سيطرتها على اللعب وبدأ غالبية اللاعبين يشعرون بأن النقاط الثلاث “في الجيب“ فإن ذلك لم يمنع الحكم غربال من خلط حساباتهم لبعض الدقائق حين أعلن عن ركلة جزاء خيالية في (د90) لأصحاب الأرض إلا أن العدالة الإلهية أنصفت الاتحاد عقب تضييع اللاعب حداد الركلة، كما يجب ان نثني على الحارس قحة وليد الذي كان في الموعد وبذل قصارى جهده واستعمل خبرته لصد ركلة الجزاء وإعادة الفرحة لزملائه. مشيش: “فوزنا معنوي وعلى اللاعبين وضع الأرجل على الأرض“ وعقب نهاية المباراة صرح لنا المدرب مشيش بمايلي: “يجب التأكيد بأن المواجهة كانت صعبة من جميع الجوانب، حيث خلق لنا المنافس العديد من المشاكل وتمكن من تسجيل هدف في المرحلة الأولى بعد خطأ في الدفاع، أما في الشوط الثاني فقد وجدنا الحلول لتلك المشاكل بعد التعليمات التي قدمناها للاعبين والتي تم تطبيقها مثلما كان منتظرا والحمد لله فقد وفقنا في إحراز فوز مستحق وكنا “رجالة“ مثلما كتبت علينا في “الهداف” وأفرحنا البساكرة وبالمناسبة أطلب من اللاعبين وضع الأرجل على الأرض“. “مازلنا نتعلم وركلة الجزاء خيالية” وقد واصل المدرب مشيش حديثه ألينا، وبشان ركلة الجزاء قال: “من عادتي أن لا أنتقد التحكيم لأنه يبقى صاحب القرار الأول والأخير لكن يجب التأكيد بأنه حرمنا من ركلتي جزاء شرعيتين ومنح بالمقابل ركلة جزاء خيالية للمنافس حسب تقديري الشخصي لكن حارسنا كان في يومه وصد الركلة بنجاح وعلى العموم فمازال هناك عمل كبير ينتظرنا حيث لازلنا نتعلم من أجل تجاوز الأخطاء والهفوات المرتكبة“. لخذاري وخناب قدما التهاني لزملائهما من جانب آخر تلقى لاعبو الاتحاد تهاني الفوز على المحمدية من طرف أعضاء الإدارة على رأسهم رئيس مجلس الإدارة زريبي والمناجير العام ساعو إبراهيم في الوقت الذي تلقوا اتصالا هاتفيا مميزا من طرف الثنائي لخذاري -خناب الذي قدم التهاني لزملائه وشكرهم على المجهودات المبذولة خلال اللقاء لا سيما أن لخذاري كان قاب قوسين أو أدنى من المشاركة لولا عقوبة الإقصاء التي سلطها عليه المدرب مشيش24 ساعة قبل تنقل الاتحاد إلى المحمدية. لخذاري: “عشت المقابلة على الأعصاب“ وقد اتصل بنا لخذاري عقب نهاية المباراة معبرا عن فرحته بهذا الفوز فقال: “بكل صراحة فقد تابعت المقابلة عبر أمواج الإذاعة وعشتها على الأعصاب خاصة بعدما تمكن خوالد من إضافة الهدف الثاني الذي جعلني أهتز من مكاني من شدة الفرح كما أؤكد بأن هناك فرقا كبيرا بين أن تكون في الميدان وتلعب المقابلة وبين أن تتابعها كمتفرج أو كمستمع وعلى العموم أحمد الله على هذا الانتصار الذي سيجعلنا نواصل بقية المشوار بمعنويات مرتفعة. 25 مناصر تنقلوا مع الاتحاد وعلى الرغم من بعد المسافة بين مدينة المحمديةوبسكرة إلا ان ذلك لم يمنع ما يقارب 25 مناصرا للاتحاد من التنقل وتقديم الدعم المعنوي لزملاء دربال الذين عرفوا كيف يعيدوا البسمة لهؤلاء الفوارس على رأسهم المناصر الوفي طارق مخلوف الذي أغمي عليه بعد هدف خوالد وعاد هؤلاء الأنصار إلى عاصمة الزيبان صبيحة أمس “زاهيين” وكلهم أمل في تأكيد هذا الفوز نهاية هذا الأسبوع أمام جمعية وهران. استئناف التدريبات أمسية اليوم بعد عودة الاتحاد إلى مدينة بسكرة في حدود الساعة الرابعة ونصف من صبيحة أمس واستفادته من راحة ليوم واحد، سيكون الموعد أمسية اليوم بملحق مركب العالية لاستئناف التدريبات والتحضير بكيفية جيدة لمواجهة “لازمو” أمسية الجمعة القادم، وستكون الحصة استرخائية لإزالة العياء الذي نال من اللاعبين بعد مقابلة رجولية ورحلة شاقة. قحة قرأ أية الكرسي قبل تنفيذ ركلة الجزاء بغض النظر عن العمل الكبير الذي يقوم به مدرب الحراس الطاهر مردف، فقد كشف لنا الحارس وليد قحة بأنه خلال لحظة احتجاج زملائه عن ركلة الجزاء الخيالية التي أعلنها حكم المواجهة في (د90) فقد التزم بالبقاء داخل مرماه وقراءة أية الكرسي والفاتحة ومسح على جسمه وهو الأمر الذي منحه الإرادة والثبات وكان وراء إنقاذ فريقه من إصابة التعادل. لجنة الأنصار تشكر مسيري المحمدية من جانب آخر اتصل بنا رئيس لجنة الأنصار كريبع حشاني من أجل تقديم تشكراته لمسيري سريع المحمدية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وقد خص بالذكر الثنائي برابح محمد واللاعب السابق للصام منور الذي أقام مأدبة غذاء فاخرة على شرف أعضاء لجنة الأنصار الذين تنقلوا ووعدوا برد الجميل وبالأحسن في لقاء الإياب. أول فوز للاتحاد بالمحمدية بإحرازه الانتصار أول أمس على سريع المحمدية، يكون الاتحاد قد تمكن من تحقيق أول انتصار فوق أرضية ميدان والي محمد بعدما عجز عن ذلك خلال السنوات الماضية بما في ذلك موسم الصعود التاريخي حين كان الاتحاد يضم في صفوفه نجوما في صورة بلطرش، دبوشة، جيلاني، موزة، المرحوم لطرش، ومدرب الحراس الحالي مردف، ومن المرتقب أن يكون انتصار أول أمس فأل خير على أبناء المدرب الزيبان. الأواسط انهزموا بهدفين لصفر إذا كان أكابر الاتحاد قد عادوا بالزاد كاملا من سفرية المحمدية بعد هدفي مرازقة وخوالد فإن العكس حدث بالنسبة للأواسط الذين انهزموا بهدفين مقابل لا شيء، وهي النتيجة التي لا تنقص من عزيمة أشبال المدرب يحيى سويسي الذين عودونا على التألق خلال السنوات الماضية وتحقيق نتائج مرضية جدا