خسرت مولودية باتنة اللقاء الذي نشطته أول أمس بملعب الشهيد حملاوي أمام مستضيفها شباب قسنطينة بعد أن عادت الكلمة لأصحاب الأرض بثنائية نظيفة، ورغم الخسارة إلا أن الطاقم الفني ومسيري النادي لم يعبروا عن قلقهم بالنظر إلى الأداء الذي قدمته العناصر الشابة للمولودية على مدار التسعين دقيقة، حيث وقفوا في وجه الخبرة التي يتمتع بها لاعبو "الخضورة". ضغط حملاوي خفف جرأة اللاعبين رغم الاستقبال الجيد الذي حظيت به التشكيلة الباتنية من قبل أسرة شباب قسنطينة، إلا أن العناصر الشابة للمولودية وجدت صعوبات كبيرة في مسايرة متطلبات اللقاء في نصفه الأول على الخصوص، بسبب غياب الجرأة الكافية والصمود أمام حملات المحليين واللجوء إلى اللعب الدفاعي الذي خلف ضغطا شديدا على أصحاب اللونين الأبيض والأسود، وهو ما سهل إلى حد كبير من مهمة أبناء خزار الذين افتتحوا مجال التهديف بعد مرور 20 دقيقة، في الوقت الذي كان بمقدور رفقاء زغيدي مواصلة الحفاظ على نظافة شباكهم على الأقل في النصف الأول، ما من شأنه أن يفرز معطيات جديدة في بقية مجريات اللقاء. إصابة هزيل أخلطت أوراق بن جاب الله وعلاوة على نقص الخبرة وغياب الجرأة الحقيقية في لعب ورقة الهجوم، فإن الهدف الأول لشباب قسنطينة تزامن مع الإصابة المفاجئة التي تعرض لها اللاعب هزيل الذي غادر الميدان بصورة اضطرارية، وهو ما أخلط الخيارات الفنية للمدرب بن جاب الله الذي أرغم على إقحام بلهادي، في الوقت الذي كان يعول على ضمان استقرار التشكيلة خاصة في المرحلة الثانية، وعدم خسارة أوراق مربحة في وقت مبكر، ويظهر أن هذا السيناريو تكرر بصورة شبيهة باللقاء الأول أمام المدية حين أرغم أمعوش على مغادرة الميدان بعد مرور ربع ساعة فقط إثر تشنج عضلي ناجم عن نقص عملية الإحماء، تطلبت منه الركون إلى الراحة لمدة تزيد عن أسبوع. نقص خبرة الهجوم سهل مهمة "السنافر" من جانب آخر، لم تظهر التشكيلة الباتنية بالوجه المنتظر على مستوى القاطرة الأمامية التي لم تشكل خطرا حقيقيا على منطقة الحارس ضيف، بصرف النظر عن بعض الكرات الثابتة والمخالفات التي لم تكن كافية لقلب الموازين، وهو ما يكشف حالة القلق التي أبداها المدرب بن جاب الله قبل بداية الموسم، حين اعترف بغياب البدائل المناسبة في الهجوم بعد اعتماده على عناصر تنشط في صنف الأواسط على غرار يزة، قارش وتاربينت مع توظيف بعض الأسماء الناشطة في وسط الميدان لتغطية العجز المسجل في هذا الجانب، في انتظار إيجاد حلول بديلة مع مرور جولات البطولة. زياد كاد يقلب الموازين ورغم الأداء المتواضع للهجوم الباتني، إلا أن ذلك لم يمنع من تحقيق العديد من الفرص التي كانت مناسبة لقلب الموازين في أي لحظة خاصة من لاعب الوسط زياد الذي ضيع فرصة معادلة النتيجة في نهاية المرحلة الأولى ومع انطلاقة الشوط الثاني بعد تألق الحارس ضيف الذي أرغم في كل مرة على إخراج الكرة إلى الركنية، وهو الخيار الوحيد الذي كشف عن نوايا المولودية في رد الاعتبار وإمكانية معادلة النتيجة أو تقليص الفارق على الأقل حين كان أصحاب الأرض متقدمين في النتيجة، وفي الوقت الذي نوه الكثير بالإضافة التي قدمها زياد في خط الوسط الهجومي إلا أنهم كانوا يأملون في إيجاد حلول أكثر فعالية تسمح بتوفير الكثافة الهجومية الكفيلة بتخفيف الضغط عن الدفاع والمبادرة في كل مرة إلى تهديد منطقة المنافس. الإدارة تشيد بمردود الشبان نوهت أسرة المولودية بالأداء المقدم من قبل العناصر الباتنية، فرغم مواجهتها لأحد الفرق التي تراهن على لعب ورقة الصعود بناء على الإمكانات المتاحة والانتدابات المستحدثة، إلا أن العديد ممن تابع مباراة أول أمس كشفوا عن ارتياحهم للوجه المقدم من قبل رفقاء يعقوب، الذين لم يخيبوا على مدار التسعين دقيقة رغم بعض الأخطاء المسجلة والناجمة عن نقص الخبرة خاصة في الهدفين اللذين سجلهما شباب قسنطينة والعديد من الهفوات المرتكبة من حين إلى آخر، وحسب الأطراف الساهرة على النادي، فإن المولودية ينتظرها مستقبل كبير في ظل الإصرار على إنجاح سياسة التشبيب المنتهجة منذ نهاية الموسم المنصرم، على أن تظهر ثمار هذا العمل مع مرور جولات بطولة هذا الموسم. زيداني: "تشكيلتنا شابة ولن تخيب" نوه المسؤول الأول زيداني بالمردود الذي أبانت عنه تشكيلة المولودية، وصبت التصريحات التي أدلى بها بعد نهاية اللقاء في خانة الإشادة بالعمل القائم في ظل الاعتماد على سياسة التشبيب والتخلي عن الانتدابات التي كلفت حسبه أموالا باهظة دون أن يجني منها الفريق شيئا، وقال زيداني إن تشكيلة المولودية طغى عليها عنصر التشبيب ما يجعل المستقبل أمامها بدليل الوجه الطيب الذي أظهرته أمام شباب قسنطينة الذي ينوي اللعب من أجل الصعود. بن جاب الله يعد بوجه آخر بعد 6 جولات من جانبه، لم يبد المدرب بن جاب الله قلقا على مستقبل المولودية بعد أن تجاوز المرحلة الصعبة خلال العمل التحضيري الذي جرى هذه الصائفة، مؤكدا أن الهزيمة الأخيرة لا تدفع إلى الخجل بالنظر إلى القفزة التي وصل إليها فريقه بإمكانات متواضعة، مؤكدا على أن الوجه الحقيقي للمولودية سيظهر بعد 6 جولات من عمر البطولة، ما يسمح بتغيير رؤية الكثير من المتتبعين الذين تحفظوا في وقت سابق على الإمكانات التي تتمتع بها العناصر الشابة للنادي. -------------- بولطيف لم يخيب في أول ظهور كشف الحارس بولطيف عن وجه طيب في أول لقاء رسمي ينشطه هذا الموسم بألوان المولودية، ورغم تلقيه هدفين إلا أنه كان محل إشادة أسرة النادي خاصة مدرب الحراس دمبري الذي أكد على استعادة بولطيف لنسبة كبيرة من إمكاناته رغم غيابه الاضطراري عن التدريبات لعدة أيام قبل بداية البطولة موازاة مع دخوله القفص الذهبي، وهو ما سيجعل التنافس على أشده في المواعيد المقبلة، مع العودة المنتظرة لليتيم الذي أدى هو الآخر لقاء كبيرا في الجولة الأولى أمام أولمبي المدية. زيداني وزدام الوحيدان اللذان رافقا التشكيلة تنقلت التشكيلة الباتنية إلى قسنطينة مرفوقة بمسيرين فقط، ويتعلق الأمر بالمسؤول الأول زيداني الذي شد الرحال مسبقا مع الأواسط رفقة بليل وتابع اللقاء الذي نشطوه في ملعب الدقسي، إضافة إلى المسير زدام الذي كان في الموعد رغم أنه صرح في أكثر من مناسبة على تقديمه الاستقالة، مصرا في الوقت نفسه على الوقوف إلى جانب التشكيلة في أي وقت تحتاج فيه إلى المساعدة. الأواسط يعوضون هزيمة الأكابر عاد أواسط المولودية بفوز ثمين من قسنطينة بعد تفوقهم على أواسط الشباب المحلي بهدفين لصفر، وسجل الهدف الأول لموشي في الوقت الذي سجل دفع الشباب ضد مرماه، وبذلك يكون أبناء المدرب بلواعر قد عوضوا هزيمة الأكابر بالنتيجة نفسها، وبرهنوا على انطلاقتهم الموفقة التي رسمتهم في المقدمة ب 6 نقاط. يعقوب وزقرير لأول مرة في التشكيلة الأساسية وضع المدرب بن جاب الله الثقة في خدمات زقرير ويعقوب اللذين سجلا حضورهما في التشكيلة الأساسية لأول مرة هذا الموسم، حيث لعب زقرير في منصب ظهير أيسر في الوقت الذي نشط يعقوب على مستوى الوسط، وهما التغييران اللذان كانا ناجمين عن الغياب الاضطراري لأمعوش والإبقاء على بلهادي الذي أقحم بديلا في مكان هزيل. الإدارة تقتني ألبسة جديدة قامت الهيئة المسيرة باقتناء ألبسة رياضية جديدة على شرف أواسط وأكابر المولودية على هامش اللقاء الأخير الذي جرى أمام شباب قسنطينة، في إطار توفير الإمكانات المناسبة التي تحفز اللاعبين على أداء واجبهم في التدريبات وفي المواعيد الرسمية، ومن باب إعطاء صورة جميلة من الناحية الشكلية، وهي الخطوة التي وصفها الكثير بالايجابية في انتظار مواصلة التجند لتسوية العديد من المتطلبات المستعجلة للتشكيلة. زيداني ينوه بظروف الاستقبال نوه زيداني بظروف الاستقبال التي حظي بها فريقه على هامش الخرجة الأخيرة إلى قسنطينة، وقال إن اللقاء سار في ظروف عادية وميزته الروح الرياضية وسط الأنصار والمسيرين، مؤكدا أن الفوز الذي حققه شباب قسنطينة مستحق، في الوقت الذي أشاد بأداء شبان المولودية رغم الخسارة المسجلة مبديا تفاؤلا بتحسن الأداء والنتائج مع اكتساب الخبرة في الأسابيع المقبلة.