هناك اتصالات سرية مع المسؤولين الجزائريين حول المسائل الأمنية لانملك معلومات على جزائريين في داعش
يكشف عبد الله الرفادي، رئيس الجبهة الوطنية الليبية، في حديث ل "الحوار"، عن نقاط الخلاف التي لا تزال تشتت الليبيين والمتعلقة بمسودة النقاش المطروحة، ويتحدث الرجل أيضا عن اتصالات سرية بين الجزائر ومختلف الأطراف الأمنية العسكرية الليبية والسياسية، من أجل استقاء أخبار الجماعات الإرهابية ومنعها من الوصول إلى الجزائر، على غرار ماحدثت في "تقنتورين"، أين دخلت تلك الجماعات من ليبيا، وهي حسبه، تدخل في إطار محاولة الإلمام بكل التفاصيل والوصول إلى حل سلمي سياسي في ليبيا وحماية الجزائر من المخاطر الإرهابية.
حاورته :هيام لعيون
* انتهت أمس، الجولة الثانية من الحوار الليبي الذي جمع الفرقاء السياسيين، في لقاء وصف بالمهم، نريد تفاصيل عن ذلك اللقاء، وماهي أهم النقاط التي اتفقتم عليها والتي لا تزال محل خلاف بينكم؟
لما باشرنا الحوار في جولته الثانية وضعنا الهدف الرئيسي، وهو نجاحه حتى ولو كانت فيه بعض العوائق لا بد أن نذللها، وبالعكس حتى هذه اللحظة لمسنا نتائج طيبة، ونتائج الحوارت سواء في المغرب أو الجزائر، أدت إلى ظهور مسودة الجزائر التي سيتم التحاور حولها خلال الجلسات القادمة. وترتكز هذه المسودة حول تكوين حكومة توافق وطني، إلى جانب محاور أخرى تخص الناحية الأمنية، الدستورية، التشريعية ومنظمات المجمتع، والمحور الرئيسي لنا نحن كأحزاب سياسية هو دعم الحوار بين الطرفين المتنازعين حول مسألة الشرعية ومجلس النواب ونحن متفائلين تفاؤلا كبيرا بأن يكون الحوار إيجابيا.
ممكن أن نعرف نقطة الخلاف بينكم؟
المقترح الموجود في الوثيقة التي قدمت تتعلق بحكومة توافق وطني، وهذا لا خلاف على العنوان، لكن لما يحين وقت تشكيل الحكومة وآلياتها لابد الحديث عن نقطة الخلاف بين الحاضرين سواء هنا في الجزائر أو في الصخيرات بالمغرب، وهو قضية الهيئة التشريعية الموجودة، فهناك من يتكلم على أن مجلس النواب الحالي هو الجسم الشرعي وهو الذي يجب أن يقود العملية التشريعية، وهناك من يقول إن هذا المجلس تم حله وإسقاطه بحكم الدستورية، ولم تجر عملية تسليم واستلام بين المؤتمر الوطني العام، ولذلك فإن السلطة التشريعية هو الآن المؤتمر الوطني. نحن نعتقد أن الإشكال في ليبيا هو إشكال سياسي وليس إشكال تشريعي أو دستوري أو تشريع قانوني والمعطى السياسي لابد أن يكون هناك تنازل من كل الأطراف، ولابد أن تكون كل الأطراف موجودة، حيث لايكون فيه إهدار لحق أحد وتهميش لأحد وإلا لن نصل إلى حل سياسي. الوثيقة تطرح أن مجلس النواب هو الجهة التشريعية فيه بعض الناس يدعو إلى هذا الأمر وفيه بعض الناس لهم رأي مخالف، وأنا شخصيا لا أدعم هذا الأمر الذي يكون فيه الطرفان موجودان في المشهد السياسي، وإلا سندخل في نفس المستنقع من جديد وهذا نحن من أجله حاليا.
ماذا عن الحوار في المغرب وتأثيره على مسار استكمال النقاش بين الليبيين؟
المسار الرئيسي في الحوار بليبيا في المغرب يجمع بين الجسمين المتنازعين على الشرعية، وهو مجلس النواب والمؤتمر العام، وكل الحوارات ستصب عند هؤلاء الناس في الصخيرات، ونتمنى من المتحاورين في المغرب التوافق حول النقاط التي تحاورنا حولها، سواء الجزائر أو ببروكسل.
اللقاء بين الأطراف الليبية، هل كان حميميا أم تخللته بعض المناوشات؟
لا هو لقاء عادي ولا ودي وكل الحاضرين لهم وجهة نظر عبّر عنها، في النهاية نحن لا نفرض حلا معينا على المنظمة الدولية، وهو عبارة عن تقديم الورقة وكل مشارك له مساهمة في نقد الورقة في إطار نقاش وليس مناكثة، ليست فيه ردود وعادي كل واحد ودوره.
ماهي توقعاتكم ؟ إن هذا اللقاء ناجح كسابقه وسيتجه في إطار دعم الحوار السياسي بقوة، نعتقد أن خيار الحوار لامناص منه، وأنا أتصور أنه سيكون آخر لقاء في الجزائر باعتبار المسودة أثريت من جهات عدة واللقاء القادم في الصخيرات، إلا إذا قدر الله الفشل وتم الاضطرار إلى جولة أخرى، واغتنم الفرصة لأشكر الجزائر، ونتمنى أن تستمر في إنجاح الحوار السياسي الليبي، ونحن فخورين بأن يكون للجزائر دور كبير في حل الإشكال الليبي، والعلاقات التاريخية بين الجزائر ولبيبا علاقات متميزة عن غيرها من الدول العربية، نثمن الموقف الجزائري في حل المشكل، ونحن كحزب سياسي مستعدون للتعاون مع الجزائر في إطار الحل السياسي.
في موضوع آخر نريد أن نعرف حقيقة وجود اتصالات مع المسؤولين الجزائريين ووجود اتصالات دورية لمعرفة ما يجري في ليبيا؟
الجزائر لم تكن غائبة عن المشهد الليبي منذ الثورة، ودور الجزائر كان له أثر كبير في منع تسلح الليبين، فالعرض الذي كان مقدما من طرف المصريين والأردنيين لتسليح الجيش الليبي كان سيلحق كارثة كبيرة بليبيا وكل المنطقة، فالجزائر التي رأت أن الحل في ليبيا لا يكون إلا عبر حل سياسي، وفعلا الجزائر بجهودها وعلاقاتها أبطلت هذا المخرج سواء في مجلس الأمن أو الجامعة العربية، وتبنت الجامعة العربية والمجلس الطرح الجزائري حول الحل السياسي. الجزائر أنا متأكد أنها في تواصل مع جميع الأطراف.
هل هي اتصالات سرية أم علنية، خاصة ما تعلق بموضوع تحركات الإرهاب في المنطقة؟
قضايا الأمن بطبيعة الحال سرية، وبطبيعة الحال تكون هناك سرية في العمل العسكري، لكن هي بعيدة عنا، وإذا كانت هناك اتصالات بين الأطراف الأمنية والعسكرية ستكون بمعزل عن العمل السياسي، فالجزائر كدولة لابد أن يكون لها تأثير ولابد أن يكون لها اتصال مع جميع هذه الأطراف بداهة.
هل تدخلون وتخرجون بكل حرية دون وجود عقبات؟
أنا أمثل حزبا سياسيا وهو الجبهة الوطنية، وهو امتداد لتوطين سياسي يمتد ل32 سنة، وعندنا قناعة أن مستقبل ليبيا في بعدها المغاربي، ونتمنى أن يكون للجزائر دورا فاعلا ورئيسيا في حل الأزمة، وعندنا قناعة تامة أن الجزائر ليست لها مصلحة في لبيبا إلا أن ينعم الليبيون بالأمن والاستقرار، لامصالح سياسية ولا عسكرية ولا اقتصادية، وليست لها أطماع في الأراضي الليبية، ومن هذا المنطلق نعتبر أن الجزائر راعي محايد ويمكن أن يقبل به كل الليبيين. الجزائر بلاد ندخلها في أي وقت بالتأشيرات، ونتمنى أن المخرج النهائي يكون من أرض الجزائر، وهي لم تكن غائبة عن المشهد الليبي منذ الثورة.
ممكن أن نتطرق إلى الوضع الداخلي وحقيقة داعش في ليبيا؟
في ليبيا مشكلتين سياسية والمشكلة القتالية ودخل علينا على الخط مؤثر ثالث وهو موضوع قديم جديد نحن الليبيين بغض النظر عن اختلافنا في عدة قضايا، لابد أن نتحد في موضوع محاربة الإرهاب وليست له وسيلة واحدة، وهذا مشروع مجتمعي يحتاج إلى استقرار. وفي الظروف التي نحن عليها الآن ودخول داعش على الخط خاصة في سرت، لابد من مواجهته بحزم إن شاء الله لما تستقر ليبيا يعالج موضوع الإرهاب.
هل تملكون معلومات حول تواجد جزائريين ضمن صفوف داعش من خلال اتصالاتكم وبحكم انتمائكم للمنطقة؟
المعلومات الدقيقة غير موجودة ويقولون إن تنظيم داعش عابر للحدود ويدعو هذا الأمر إلى الشك، وليس هناك معلومات تؤكد أن هناك جزائري أو موريتاني أوتونسي في صفوف التنظيم الإرهابي لكن هناك من يقول فيه أجانب منهم من لم تحدد بعد هويته عدا شخص واحد قتل في اشتباكات سرت في تونس.
أنتم ضد التنظيم؟
داعش مشروع خطير على المنطقة، كله لابد أن يحارب، لكن في إطاراته الصحيحة يحتاج إلى مشروع متكامل لمواجهته.
لو قلنا لكم حفتر..؟
حفتر من الشخصيات الموجودة في الساحة السياسية، وهو رفيق القذافي وأحد الضباط الذين انقلبوا على القذافي وأُرسل في احتلال التشاد ووقع في الأسر، ونحن الجبهة الوطنية من أخرجناه من الأسر ومن ذلك المستنقع، وانخرط في صفوفنا وعيناه قائدا للجيش، نحن لا نعترف بشرعية حفتر، وهو من ميليشات ليبيا، هو أولا أحيل على التقاعد وشكل مايسميه هو جيش خارج إطار الشرعية، وهو كغيره من المليشيات. في معالجة موضوع الجيش يجب أن تكون المساحة واحدة للجميع، نحن نرى أن كل هذه التشكيلات في إعادة مشروع الجيش، حفتر مثله مثل أي من المليشيات، وأنا لا أحب أن أسميهم ميليشيات لأنهم كتائب وشرعنوا بحكم القانون، ولحد الآن مشروع حفتر كغيره جزء من المشكلة العسكرية، ونعتقد أنه عقد المشهد وفي النهاية مثله مثل المتصارعين.
طيب ..علاقاتكم مع القيادي عبد الحكيم بلحاج الذي يتهم على أنه إرهابي في ليبيا ؟
نحن في الأحزاب السياسية، سواء تعلق الأمر ببلحاج أو أحزاب أخرى مرخصة نتعامل بصفة عادية، أما قضية أنه إرهابي فهذا كلام بدون دليل ولا نستطيع أن نتهم الرجل بدون وجود دليل عليه مؤسس. ونعتقد أن بلحاج مواطن ليبي ساهم في قيام الثورة عنده حزب سياسي يعمل في الساحة الليبية من خلال تنظيم سياسي مرخص مكانه معروف، أما قضايا الاتهامات لا تهمنا في علاقاتنا مثل حزب جبهة التحالف والعدالة والبناء مثله مثل أي حزب.