إبليس اللعين يأتيني كل ليلة باستثناء ليلة الجمعة، أنام فيها مرتاحا من كوابيسه وأحلامه المفزعة، لا أدري ما السرّ في ذلك، لكن ربما لأن الجمعة مباركة ومقدسة، ففي سفر التكوين من توراة موسى المحرفة لم يرد اسم اليوم السادس باسم الجمعة فكان اسمه" يوم شيشيه" (أي اليوم السادس)، وكما تعلمون أن اليهود من أفضل الشعوب عند إبليس، المهم بعد عودتي إلى البيت من صلاة الجمعة، تناولت المسفوف كالعادة باللبن واستلقيت لأخذ نصيبي من القيلولة حتى برز لي اللعين غضبانا حزينا، يرتدي برنوسا أسودا بادرته بالتحية المفضلة لديه وقلت" شالوم شطن"، لم يرد في المرة الأولى، لكن بعدها قال"اني كو ايس في اتسوف"، أي أنا جد حزين وغضبان، قلت لما يا ملعون؟ قال حكام العرب، قلت ما بهم، هل قصفوا بصاروخ من صواريخ الحزم وهم في القمة ؟، قال لا "فالك في راسك"، قلت ماذا إذا؟، قال خدعوني وخانوا العهد والاتفاق الذي بيننا، استغربت وسألته على ماذا اتفقتم؟، قال على أن تنظم تظاهرة عربية ضخمة تزامنا وتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وقد اخترنا لها اسم غزة عاصمة الدم العربي، ولكن هاهو تاريخ السادس عشر من أفريل يمر دون أن تنظم أي تظاهرة، غزة باقية على حالها، لذا أنا حزين، قلت له،، لماذا لم تستفسر نبيل العربي في الأمر قال سألته ورد علي قائلا، إننا منشغلون بعاصمة الحزم، عفوا عاصفة الحزم، وأنا أتحاور مع إبليس حتى استيقظت على صوت زوجتي تهزني وهي تقول، أزعجتني يا رجل وأفسدت علي التمتع بمسرحية الزعيم _____