بعد ظهر الجمعة و بعد أن تناولت طبقي المفضل (المسفوف) خلدت إلى النوم كانت أول مرة يأتيني إبليس في قيلولتي، لكن الجديد هاته المرة جاءني مع جمع غفير من الأبالسة، استقضت على فوضى عارمة امتزج فيها الكلام بالضحك، نهضت بعدها غضبانا وأنا أصيح توقفوا توقفوا وإلا سأقرأ آية الكرسي فسكت الأبالسة ووجهت سؤالي إلى إبليس لما تأتيني بهذا الجمع اللعين من الأبالسة كان عليك أن تخبرني لكي أقوم بواجب الضيافة، رد إبليس قائلا :" زيارة مفاجئة لم تكن في الحسبان، كنا أمس في اجتماع قمة طارىء لتدارس الوضع الشيطاني في السماوات و الأرض، وبعد الانتهاء من القمة أحرجوني بطلب القيام بزيارة سياحية إلى الجزائر فلم أستطع أن أردهم"، قلت له هذه أمور عادية ما سبب كثرة الضحك، قال إنهم يضحكون مما سمعوه عن الجزائر، قلت وماهو الشيء الذي سمعوه وجعلهم يضحكون، أنا لا أقبل أن تهان بلدي من طرفكم معشر الأبالسة، قال بكل بساطة، ضحكوا لما علموا أن الجزائر أكبر دولة في إفريقيا من حيث المساحة وتعاني من أزمة خانقة في السكن، و لما علموا أن الجزائر رائدة في استهلاك القمح ورمي الخبز في المزابل والسكر والقهوة والبطاطا و أنها تحتل مرتبة مرموقة في حوادث المرور والأولى في نسبة الطلاق، وفي نفس الوقت غير مصنفة في ترتيب جامعات العالم، و لا ننسى ترتيبها في قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم، أما الشيء المضحك حقا هو تصنيف الشعب الجزائري من بين أسعد الشعوب في العالم، هنا ثارت ثائرتي وقلت:" يا إبليس لا أقبل الإهانة، سأشكوكم إلى مجلس الأمن الشيطاني وأبعث برسالة تنديد واستنكار أبدؤها ب"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "، و ما إن سمعوها حتى فروا هاربين.