تشير التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن كمية النيكوتين التي تنجم عن تدخين الشيشة في جلسة واحدة تعادل تدخين أكثر من علبة سجائر كاملة. يدخن كثير من المصريين الشيشة (النرجيلة) ظنا منهم أن مرور الدخان عبر الماء ينقي النيكوتين من بعض السموم التي يحتويها. وأوضح الدكتور حسين الجزائري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أن الأمر ليس كذلك. وقال الجزائري في مؤتمر صحافي أعلن فيه نشر أول تقرير عن مخاطر تدخين الشيشة الشائعة في أنحاء مصر ''هناك اعتقاد خاطئ سائد منذ عشرات السنين بأن الشيشة أقل ضررا وإدمانا من السجائر''. وأضاف أن تدخين الشيشة به كل مسببات السرطان الناجمة عن تدخين السجائر ويزيد على ذلك إضافة مزيد من أحادي أكسيد الكربون ومجموعة منفصلة من مسببات السرطان الناجمة عن استخدام فحم محترق للمحافظة على تدفق النيكوتين مقترنا باحتمال الإصابة بمرض السل أو الالتهاب الكبدي الوبائي نتيجة تعاقب الأفواه على فوهة خرطوم الشيشة. وقالت الدراسة ''المدخن المنتظم للشيشة .. يدخن في جلستين الى ثلاث جلسات يوميا. وهذا يعني كمية من النيكوتين تعادل أكثر مما تحتويه علبة سجائر في كل جلسة بالنسبة لمعظم مدخني الشيشة''. وأضافت الدراسة أن العثمانيين أدخلوا الشيشة إلى المنطقة في القرن السابع عشر. ومع أن إنتاج السجائر أبعد الشيشة عن الساحة إلى المناطق النائية بشكل أساسي فإنها عادت للظهور بقوة بين المصريين في العقود الأخيرة. وتدخن النساء على وجه الخصوص الشيشة على سبيل مسايرة ما هو مستحدث ولأنهن يعتقدن أنها أقل ضرراً من السجائر. لكن انتشار التدخين عموما زاد وتسبب في رفع معدل الوفيات المرتبطة بالتبغ. وقال مصطفى كمال من المركز المصري لأبحاث مكافحة التدخين إن مصر تشهد سنويا 34 ألف حالة وفاة مرتبطة بالتبغ وثلثها نتيجة لتدخين الشيشة. ومن الصعب التكهن بالأثر الذي قد يحدثه تقرير منظمة الصحة العالمية على المصريين الذين يحصلون على جرعتهم اليومية من النيكوتين من نراجيل تبقبق في مقاهي القاهرة الكثيرة التي تقدم لروادها الشيشة بنكهات متعددة.