دعاء. أ غيبت المنية فجر أمس المجاهدة جميلة بوعزة إحدى الشخصيات البارزة للثورة الجزائرية بعيادة الأزهر بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 78 سنة، وأكد زوج المجاهدة الراحلة بوصوف عبود أن الفقيدة قد أدخلت إلى المستشفى السبت الفارط. وتعتبر الراحلة من أهم عناصر الثورة التحررية، حيث أشعلت نار الحرب رفقة كل من حسيبة بن بوعلي، جميلة بوحيرد وجميلة بوباشا. جميلة بوعزة من مواليد 1938 مجاهدة جزائرية كانت تدرس بالجزائر العاصمة قبل اندلاع الثورة الجزائرية وهي من ولاية البليدة، تعلمت العزف وأخذت دروسا في الغناء كما كانت تحب دراستها وشاركت في مسابقات عديدة التي نظمتها الجمعية الفرنسية أثناء اندلاع الثورة الجزائرية. انضمت إلى صفوف جبهة التحرير الوطنية وكانت محاربة في الميدان وكانت بارعة في زرع القنابل وهي منفذة انفجار مقهي كوك هاردي بأحياء الجزائر العاصمة، وكانت من فريق ياسف سعدي والعربي بن مهيدي وكانت في قسم المظاهرات أيضا واشتهرت في عدة مظاهرات. كانت محاربة في الميدان وكانت من أهم النساء في زراعة القنابل في طريق الاستعمار، وكانت مهمتها رسم الخطط وتنفيذها برفقة زهرة بو ظريف وحسيبة بن بوعلي ومليكة قايد وغيرهن نتيجة لبطولتها أصبحت المطاردة رقم2. شاركت في جمعية النساء للحرية والاستقلال لبعض الوقت، تم القبض عليها من طرف الجيش الفرنسي وهي آخر مناضلة قبض عليها، أصيبت بوعزة بالجنون واضطراب نفسي حاد فنقلت إلى السجن بدون أي محاولة تنطيق، جميلة بوعزة حكم عليها بالإعدام مع المجاهدة جميلة بوحيرد ولكن أطلقت حرة عام 1962، وقد كرمت الراحلة في مصر بعد لقاء جمال عبد الناصر. وللتذكير ففي 1957 كانت المجاهدة جميلة بوعزة أول امرأة جزائرية حكم عليها بالإعدام بمعية رفيقة دربها جميلة بوحيدر من قبل المحكمة العسكرية الفرنسية. وأكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رسالة تعزية بعث بها إلى أسرة المجاهدة الراحلة جميلة بوعزة أن الجزائر فقدت "قامة من رموز الجهاد والصمود". وقال بوتفليقة في رسالة التعزية إن الجزائر "فقدت اليوم قامة من رموز الجهاد والصمود، هي الأخت العزيزة جميلة بوعزة طهر المولى ثراها وغمر روحها بأنعام مغفرته ورضوانه وألحقها بعليين في جنات الخلد والنعيم". وأضاف رئيس الجمهورية قائلا إن جميلة كانت "شامة على جبين الوطن، وظلت في تواضعها وكبريائها قدوة إلى أن دعاها المولى إلى كريم جواره".