كلمات من نور.. بقلم: د- إبراهيم التهامي يستقبل المسلمون في مشارق ارض ومغاربها هذه ايام ضيفا عزيزا كريما لا يشبه بقية الضيوف، ضيف يأتينا بالهدايا الغالية والثمينة، يأتينا بالمغفرة والتوبة وصلاة التراويح، ومضاعفة اجر وزيادة الخير، إنه ضيف محبوب ولطيف يتمنى كل مسلم ألا يرحل، يتمنى أن يظل معه لكثره عطائه ووفرة خيره يقول عليه الصلاة والسلام: "لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن يكون السنة كلها": لقد كان السلف الصالح رضي الله عنهم يعرفون لهذا الشهر قدره وعظمته ولذلك كانوا يدعون الله ويتوسلون إليه ستة أشهر كاملة أن يبلغهم إياه فإذا انقضى دعوا الله ستة أشهر كاملة أن يتقبله منهم، ن من زاد عليك بصيام شهر رمضان زاد عليك باجر العظيم والدرجات الرفيعة عند الله، كما ورد عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة والذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم بطلحة الخير، أن رجلين قدما على النبي صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعا وكان أحدهما أشد اجتهادا من صاحبه، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث اخر بعده سنة ثم توفي، قال طلحة: فرأيت فيما يرى النائم كأني عند باب الجنة إذا أنا بهما وقد خرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي اخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجعا إلي فقالا لي: ارجع فإنه لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من أي ذلك تعجبون؟" قالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد اجتهادا، ثم استشهد في سبيل الله، ودخل هذا الجنة قبله، فقال: "أليس قد مكث هذا بعده سنة؟" قالوا: بلى. قال: "وأدرك رمضان فصامه؟" قالوا: بلى. قال: "وصلى كذا وكذا سجدة في السنة؟" قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فلما بينهما أبعد ما بين السماء وارض"، ومما يدل على عظمة هذا الشهر وعلى كرم هذا الضيف ما كان يظهره رسول الله من احتفاء بقدومه وحث صحابه على استقباله استقبالا يليق به، حيث كان صلى الله عليه وسلم يخطب الناس في آخر يوم من شعبان فيقول: "أيها الناس إنه قد أظلكم شهر مبارك فيه ليلة خير من ألف شهر، فرض الله صيامه وجعل قيام ليله تطوعا، فمن تطوع فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة، وهو شهر المواساة، وهو شهر يزاد رزق المؤمن فيه، من فطر فيه صائما كان له عتق رقبة ومغفرة لذنوبه" فهلموا يا معشر المسلمين وأقبلوا على هذا الشهر الكريم ولا تفوتوا عليكم الفرصة ننا لا ندري هل يدرك أحدنا هذا الخير مرة أخرى أم لا؟