سجية/ب تزخر منطقة القبائل بعدة مؤهلات سياحية، فبالإضافة إلى شريطها الساحلي تتوفر على مناظر خلابة تسحر كل زائر لها كالسياحة الجبلية التي تتصدر الواجهة، لما لها من مواقع ساحرة كمنطقة تيكجدة، ثالا غيلاف وغابة اعكوران، حيث تنفرد هذه الأخيرة بجمال طبيعي خلاب زاده ظلال الأشجار الوارفة سحرا، مما حوّله إلى مقصد للسياح من داخل وخارج الوطن. تعرف غابة إعكوران الواقعة بدائرة عزازقة، خلال هذه الأيام، إقبالا منقطع النظير للصائمين نظرا للارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة التي تشهدها معظم مناطق الولاية، مما دفع سكان المنطقة إلى الهروب من أشعة الشمس، حيث انصب اختيارهم على غابة اعكوران التي تعد إحدى أهم الأماكن استقطابا للمواطنين في الولاية على مدار السنة، إلا أن الإقبال يتضاعف مع حلول فصل الصيف الذي يتزامن مع الشهر الفضيل، ليزداد عدد المقبلين عليها خاصة بعد منتصف النهار، هروبا من حرارة الشمس، ليرتموا بين أحضان الطبيعة الخلابة التي تتميز بها هذه الغابة الجميلة، والتي تعطي الراحة والاطمئنان لمحبي الطبيعة بعيدا عن الضجيج، والمتميزة ببرودتها مهما كان ارتفاع درجات الحرارة، حيث يجد الصائمون في هذا الموقع راحتهم بفعل الهواء المنعش الذي يخيم على المنطقة طيلة أيام السنة والبرودة التي يمتاز بها، حيث يعتبر كرمز للطبيعة العذراء، وهو ما يبعث الطمأنينة في نفوس الباحثين عن أماكن للترفيه والاستراحة. وأثناء جولتنا في هذا المكان، لاحظنا العشرات من الصائمين وهم يهمون ببسط أفرشتهم في كل زاوية من زوايا الغابة وبمحاذاة الينابيع الأربعة الطبيعية المتواجدة في "لافونتان فراش"، أين يخلدون إلى النوم لساعات، ولا يغادرون المكان إلا قبل الإفطار بوقت قصير، كما يفضل آخرون جلب مختلف وسائل التسلية كلعبة الشطرنج، بحيث يمضون هناك أوقاتا طويلة، قبل أن يخلو المكان قبيل موعد الإفطار. وفي حديثنا لأحد المتوافدين إليها، أكد لنا السيد كمال، أنه معتاد على زيارة هذه الغابة خلال شهر رمضان لقضاء فترة الظهيرة مباشرة بعد خروجه من العمل، وأيضا كل نهاية أسبوع، نظرا لجمال المنطقة، ولأنها مكان للراحة وتغيير الجو بعيدا عن زحمة وضجيج المدن، فيما أضاف أنها فرصة لاكتشاف جمال بلادنا من خلال تغيير أماكن قضاء وقت الفراغ، خاصة أنها قريبة من مقر إقامته، كما يغتنم البعض الفرصة لأخذ صور فوتوغرافية تعكس جمال واخضرار الطبيعة المجتمعة مع السماء الزرقاء.
لافونتان فريش…منبع مياه يجذب عدد هائل من الزوار تزخر غابة اعكوران بينابيع معدنية متنوعة، وتعتبر الينابيع الأربعة "لفونتان فريش"من أشهر منابع المنطقة، والتي تشهد توافدا كبيرا من المواطنين الذين يجدون صعوبة في الظفر بقارورة ماء منها بسبب كثرة المتردّدين عليها والذين يفضلونها على مياه الحنفيات، مما يخلق يوميا طوابير طويلة، وعلى طول أمتار من أجل الحصول على هذه المياه العذبة والباردة في الوقت نفسه. وقردة الماقو تصنع ديكورا مميزا ووسط طبيعة عذراء وهواء نقي تصنع قردة الماغو أو(ماكاكاس سلفالوس) كما يسميها الباحثون، الحدث بتحركاتها وعشقها اللعب بين أغصان الأشجار ومؤانستها للزوار. في هذا السياق، يقول رفيق الذي تعوّد على القدوم رفقة أطفاله إلى إعكوران، إنّ قردة الماغو و الينابيع الطبيعية تضفي على الطبيعة الخلابة ديكورا مميزا ما يضاعف عشاق الطبيعة أمام جاذبيتها التي تمنح استرخاء وراحة نفسية لا توفرها إلا غابات اعكوران.