حاورته: سامية حميش عبد الله خراشي إعلامي واعد يسير القسم الرياضي بصحيفة"الوجه الآخر" باحترافية كبيرة،يرى بأن الصحافة الرياضية صار لها وزنا خلال السنوات الأخيرة. ما جعلها تستقطب شريحة كبيرة من القراء المتتبعين للشأن الرياضي الذي تفتحت عليه مختلف الشرائح في المجتمع الجزائري منذ سنوات. * ألا ترى بأن الصحافة الرياضية صار لها وزنا كبيرا في وسائل الإعلام خلال السنوات الأخيرة؟ هل هو تطور يعود للصحفيين أنفسهم ؟ أم أن نتائج الفريق الوطني غيرت أوضاع الأقسام الرياضية؟ بالفعل الصحافة الرياضية أصبح لها وزن ثقيل وصارت تأخذ حيزا كبيرا في وسائل الإعلام المرئية، المكتوبة وحتى المسموعة، ما جعلها تستقطب شريحة كبيرة من المتتبعين من مختلف شرائح المجتمع، دون أن ننسى إطلاق القنوات الخاصة التي فتحت المجال لهذا، وأعتقد أن الصحفيين الرياضيين لهم دورا بارزا في هذا، بالإضافة إلى القفزة النوعية التي شهدها المنتخب الوطني والنتائج الممتازة التي حققها منذ تأهله لمونديال 2010، وهو ما فرض على وسائل الإعلام آنذاك التركيز بالدرجة الأولى على تقريب عشاق "الخضر" من منتخبهم وتمكينهم من الإطلاع على كل صغيرة و كبيرة تخص المنتخب، كل هته العوامل منحت الصحافة الرياضة دفعا قويا لقطع خطوة عملاقة وجعلت منها جزءا لا يتجزأ من وسائل الإعلام في الجزائر.
* يتهم البعض الصحافة الرياضية في الجزائر بانعدام الاحترافية، ما رأيك؟
لا أستطيع أن أقول بأن كل الصحافة الرياضية أصبحت "سليخ"، لكننا أمام ظاهرة أعتقد أنها لا تنطبق فقط على الإعلام الرياضي وإنما على الصحافة بكامل أنواعها، وأنا بالتأكيد أوافقهم الرأي تماما على أنه يوجد بعض الدخلاء على المهنة الذين أفسدوا هذا المجال بسبب عدم احترافيتهم ووقوعهم في أخطاء كثيرة، ما جعل الكثير من متتبعي الرياضة ينفرون من بعض الجرائد التي تنقل أخبار عارية عن الصحة أو حوارات وهمية كما تفضلتم.
* هل للصحافة الرياضية دور في محاربة الفساد الذي ينخر الرياضة الجزائرية ؟
لا شك أن الفساد أصبح ظاهرة تشمل مجال الرياضة بمختلف أنواعها وخاصة كرة القدم التي تعد الأكثر شعبية ولها جمهور كبير جدا في الجزائر، الأمر الذي جعلها قبلة لكل من "هب و دب" من أجل الاستثمار في هذا القطاع، و حتى أن البعض وجده فرصة مناسبة من أجل تحقيق مآربه و الاستفادة ماديا قدر الإمكان، لكن أعتقد أن الدور التي تلعبه الصحافة الرياضية لمحاربة هته الظاهرة غير كاف تماما ولم يصل إلى مستوى عمق هذا المشكل الذي يهدد الرياضة في الجزائر، إذ يبقى دورها سطحيا جدا ولم يلمس جوهر الظاهرة على الإطلاق، بدليل تفاقمها من سنة لأخرى، لأن أصحاب المهمة الإعلامية لم يقوموا بدورهم كما ينبغي.
* هل تؤمن بأن التصدي لظاهرة العنف في الملاعب واجب على صحفيي الرياضة؟
أعتقد أن مسؤولية التصدي لظاهرة العنف في الملاعب يجب أن تكون مشتركة بين كافة الهيئات المعنية بالحدث الرياضي سواء من طرف مسؤولي النوادي المتنافسة أو من طرف لجان الأنصار مرورا إلى الأجهزة الأمنية التي يجب أن يكون تعاملها يتسم بالمرونة، ضف إلى ذلك دورنا نحن كإعلاميين رياضيين هو نشر مضامين تدعو إلى الروح الرياضية ونبذ كل ما قد يؤدي إلى العنف سواء بدعوة ممثلي أنصار الفريق إلى حصة رياضية مثلا أو دعوتهم إلى حضور منتدى خاص يتم فيه طرح مختلف المواضيع التوعوية التي لها علاقة بالروح الرياضية وطمس كل المحاولات التحريضية التي قد تؤدي إلى الكراهية، وتجنب كل ما من شأنه إثارة الفتنة بين المناصرين، إذ نجد أن البعض يتناسى دوره كإعلامي من خلال "الشوفينية" الزائدة في كتاباته وهو ما ينعكس سلبا ويؤجج أكثر ظاهرة العنف في ملاعبنا.
* الجيل الجديد من صحفيي الأقسام الرياضية يفتقر إلى المصداقية ..ما رأيك ؟
في حقيقة الأمر المصداقية تكون حول ما ينشر … وأنتم تعلمون أننا في عصر الإنترنيت والتكنولوجيا المتطورة وبالتالي فوسائل الاتصال لها دور كبير في تسهيل مهمة الصحافيين في العمل، مثلا يكفي الصحفي الذي يتواجد في مكتبه أن يقوم بإجراء اتصال هاتفي أو التواصل عبر الإنترنيت مع مصادرهم الخاصة للحصول على المعلومات…. ولو أننا لا ننكر دور العمل الميداني الذي يساهم في تعزيز المصداقية لدى القارئ الذي أصبح لا يؤمن بمصداقية الصحفي إلا بالصورة والصوت.
* أكثر من خمس سنوات في الصحافة الرياضية المكتوبة، تقلدت خلالها رئاسة القسم الرياضي ب"الوجه الآخر"كيف تقيم مشوارك؟
في حقيقة الأمر الصحفي مهما يعمل لا يرضى بما وصل إليه بل يسعى جاهدا لتطوير نفسه أكثر و أن يكون عند مستوى القراء، وفيما يخص صناعتي لأسم إعلامي فهذا أتركه لمن يعرفونني وهم الأولى بالإجابة عنه… ومازلت أقول أنني في بداية المشوار ولم أصل بعد ويبقى الطموح أكبر والحلم مشروع طبعا.