خيرة بوعمرة أشرف وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، صباح اليوم على إعطاء إشارة انطلاق تصوير المشاهد الأولى للفيلم الوثائقي "الطريق إلى قسنطينة" في المكتبة الوطنية الحامة، وهو العمل الذي يجمع في سابقة سينمائية الثلاثي الإعلامي رشدي رضوان في كتابة النص، ونبيل حاجي في الإخراج، وأبوبكر زمال في الإنتاج عن طريق مؤسسة البيت، بالاشتراك مع المركز الجزائري لتطوير السينما. ووصف ميهوبي تجربة فيلم "الطريق إلى قسنطينة"بالمتميزة على اعتبار أنها تؤسس لأفلام الذاكرة التي تعتمد على التاريخ، وهي الأعمال التي قال ميهوبي بأنها تحتاج إلى دعم وتشجيع من الدولة باعتبارها تصنع المعالم والمراجع التاريخية للجيل الجديد، واعتبر وزير الثقافة العمل بمثابة التحدي أمام طاقم العمل الشاب، الذي سيكون عليه حسبه تقديم عمل متميز يجمع بين الخطين الوثائقي والروائي ليقدم صورة أخرى عن الجزائر الجديدة. من جهته أوضح كاتب السيناريو الإعلامي رشدي رضوان، بأن فيلم "رحلة إلى قسنطينة"، الذي يتم إنتاجه في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ، عمل وثائقي تاريخي، يعتمد على مرجع أرشيفي لرضا علي خوجة ابن حمدان علي خوجة يحمل نفس عنوان الفليم، من خلال العودة إلى نفس الرحلة التي قام بها حمدان خوجة، من بيوت القصبة في العاصمة إلى قسنطينة عام 1932، وهي الرحلة التي يوثّقها المرجع في شكل مشاهد، يحاول فريق العمل نقلها في شكل عمل وثائقي سينمائي، يرصد نفس الرحلة من خلال مستجد يتمثل في الباحثة الفرنسية جوانة من أصول جزائرية التي تقوم بنفس الرحلة بعد عثورها على مخطوط "ذكريات رحلة إلى قسنطينة عبر المناطق الجبلية"، لتقف عند نفس الأماكن التي وقف عندها حمدان وابنه علي رضا خلال رحلتهما التاريخية، لنحصل على مسار جغرافي تاريخي لهذه الرحلة التي نقل ضمنها حمدان خوجة رسالته إلى باي قسنطينة عام 1932. وينسج العمل خلال 52 دقيقة من الزمن الوثائقي خيوطه حسب السيناريست على تقاطع رحلة جوانة الباحثة الأكاديمية سنة 2013 مع رحلة حمدان خوجة من خلال الفلاش باك التاريخي يرصد لنا معالم المنطقة في 1932 و 2013. من جهة أخرى أوضح المخرج نبيل حاجي أن الكتابة الدرامية التي اشتغل عليها رشدي رضوان كانت من خلال اعتماده على السند التاريخي وتقديم رؤية روائية لمتخيل جديد للقصة، ليأتي دور المخرج في الاشتغال على ذات السند بتوظيف بقية التفاصيل الأخرى في سرد تلك الأحداث وتقديمها بصورة جمالية أخرى، وهنا يكمن التحدي حسب نبيل حاجي حيث تمّ مسح كل الشواهد التاريخية لتلك الفترة وهو ما يحتم عليه الاشتغال على متخيل روائي جديد يستند أساسا إلى شخصية جوانة الممثلة شهرزاد كراشني وهي تقتفي أثر الرحلة وإعادة اكتشاف التاريخ والأمكنة والأحداث والشخوص من خلال هذه الرحلة من العاصمة إلى البويرة إلى برج بوعريريج إلى قسنطينة. وهي النقاط التي تقف عندها كاميرا نبيل حاجي لتسلط الضوء على جانب من فترة تاريخية مغمورة في الذاكرة الجزائرية ويتعلق الأمر بالفترة ما بين نهاية العهد العثماني في الجزائر وبداية الاستعمار الفرنسي.