سلام الكواكبي أكاديمي وباحث سوري في العلوم السياسيّة والعلاقات الدوليّة، حاصل على شهادات جامعيّة عليا في الاقتصاد والعلاقات الدوليّة من جامعة حلب، وفي العلوم السياسيّة من معهد العلوم السياسيّة في إكس أون بروفانس في فرنسا. عمل بمعهد الأبحاث حول العالم العربيّ والعالم الإسلاميّ في الجامعة الفرنسيّة نفسها. ثم شغل مركز المسؤول عن المعهد الفرنسيّ للشرق الأدنى في حلب، ويشغل حاليا مدير أبحاث في مبادرة الإصلاح العربيّ. في الحديث مع " الحوار " يقدم الدكتور سلام الكواكبي ، تصوره لظاهرة الإرهاب المعولم وأسبابه ويعود في تحليله إلى جذور التطرف مع تقديم الحلول الممكنة للخروج من دوامة التطرف التي اعتبر أن العولمة هي المسمى الاشمل والأصح لها . حاوره: نبيل- ع ماهي قراءتك لعودة النشاط الإرهابي في تونس ؟ لا اعتقد بأن الإرهاب غادر تونس ليعود فالبؤر الإرهابية موجودة وهي الآن منتشرة في كل مكان تحت مسمى متابنية أبرزها العولمة ، وبالنسبة لتونس فتأخر الحلول السياسية والاقتصادية يعزز انتشار التطرف واستغلاله لدى بعض الشباب فاقدي الأمل بكل شيء، كما أن النزاعات السياسوية تركت فراغاً كبيرا أمام تطور العنف، ولا يجب ان يلام طرف دون الأطراف الأخرى وكما أن المقدرات اللوجستية ما زالت ضعيفة في الإطار الأمني والقضائي . – كيف يمكن مواجهة ظاهرة الإرهاب المعولم ؟ يجب الخوض أولا في الأمور الدينية الشائكة ومواجهة الفكر العنفي والاقصائي والتدميري بأفكار مختلفة قبل المواجهة الأمنية والعسكرية التي هي في الحقيقة جزء ضئيل من الحل وأكاد أقول بأنه ثانوي ولكنه ضروري. المواجهة المجتمعية والسياسية والثقافية والتعليمية هي الأساس، إضافة إلى إصراري بأن الطغيان هو رديف وحليف للتطرف ولا حل امني وتسلطي من دون انفتاح يأسي وثقافي لن ابسط وأقول بأن الديمقراطية هي الحل، ولكن من غيرها، فالموت مستمر وهو يأتي من المستبدين سياسيا كما من الظلامين دينيا . – تتميز مرحلة الانتقال الديمقراطي بهشاشة البني السياسية هل أثر ذلك على الوضع في تونس ؟ بالتأكيد لهذا تأثير، وضعف الوعي لدى بعض النخبة السياسية والصراعات البنيوية والخطاب الخشبي السائد لدى البعض، يمكن أيضا أن يلعب دورا في فتح المجال لفراغ ما تتسلل من خلاله القوى الظلامية. لكن الأخطر هو أن تنهال الاتهامات والاتهامات المضادة على الساحة السياسية والأمنية وفي هذا الأسلوب هروب موصوف من مجابهة الحقيقة – هل للخطاب الاقصائي لدى التيار الإسلامي دور في ذلك ؟ لا اعتقد، فالخطاب الاقصائي موجود لدى جميع الأطراف وللأسف ثقافة قبول الأخر المختلف ضعيف التأسيس عموماً في منطقتنا. والتيار الإسلامي التونسي، أخذ فرصته في تولي الحكم، وكانت هناك ملاحظات على جزء من أداءه، كما توجد العديد من الملاحظات على أداء التيارات الأخرى. لكن نعود الى الشباب الذين هم وقود كل المنظمات المتطرفة، فهم محبطون جدا، لم يتم إشراكهم في العملية السياسية، لم يتم الاستماع الى مطالبهم والملاحظ أن متوسط أعمار القيادات السياسية الحالية مرعب، وفي هذا تجاهل معيب للقوى الشبابية. إضافة إلى أن الكثير من الأطراف صرف طاقته وجهده في انتقاد الأطراف الأخرى دون تقديم مشاريع سياسية بديلة. عوامل عديدة تتقاطع لكي تخلق الريبة والشك بالعملية السياسية لدى المجتمع وخصوصا في شبابه. ماذا يتوجب على دول المنطقة فعله لمحاربة الظاهرة ؟ الانسجام بين الرؤية الأمنية والسياسية والفكرية مستحيل جدا يجب مواجهة الفكر المتطرف بفكر منفتح وتأمين نشره، بالإضافة إلى البحث عن جذور التطرف في التعليم.