قسنطينة: خيرة بوعمرة انطلقت أمس جلسات الملتقى العلمي"السينما والتسامح" المندرجة أشغاله في إطار أيام الفيلم العربي المتوج، الذي يرفع شعار"التسامح إنتاج مشترك" في دورته الأولى المتواصلة فعالياتها في قسنطينة إلى غاية ال23 من ديسمبر الجاري. قال محافظ التظاهرة إبراهيم صديقي، لدى إشرافه اليوم على افتتاح أشغال الملتقى بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، بأن محافظته تراهن كثيرا على النخبة من الفنانيين والأكاديميين، لإثراء الحوار على مدار أيام هذا اللقاء الذي يطرح موضوع التسامح على طاولة النقاش في ظل راهن الوطن العربي الذي هو اليوم حسبه في أمس الحاجة إلى مراجعة المعنى الحقيقي والتراثي والثقافي لمصطلح التسامح في المجتمع العربي. ووعد محافظة التظاهرة بأن محافظته ستتولى جمع وطباعة كل المداخلات التي سيتم تقديمها خلال أيام الملتقى في كتاب تضاف إليه هوامش من المهرجان ليتّم إرساله لكل ضيوف المهرجان مستقبلا.\ من جهته تحدث الروائي سمير قسيمي المشرف على الملتقى عن أهمية الشق العلمي الأكاديمي في كل المهرجانات التي كثيرا ما تغفل هذا الجانب العلمي، موضحا أنه لا يمكن أن يبقى من المهرجانات إلا ما هو موثّق، ولا يمكن توثيق إلا ما هو علمي وهو ما يؤكد حسبه أهمية الملتقيات العلمية في المهرجانات. وتحت عنوان "حين ينتصر التسامح على هيمنة السلاح، فيلمي غاندي ومونديلا نموذجا". افتتح الناقد السينمائي العراقي كاظم سلوم أشغال الملتقى، مستعرضا عديد التجارب السينمائية العربية والعالمية التي تناولت موضوع التسامح، على غرار فيلم حسن ومرقص والناصر صلاح الدين وغاندي ومانديلا. وهي الأعمال التي اعتبرها المتحدث نماذج سينمائية تؤصل لمبدأ التسامح، مؤكدا بأن عدد الأفلام العربية التي تروج للحروب والعنف أكثر من الأفلام التي تدعو للسلام والتسامح. وهو الأمر الذي وصفه الناقد كاظم السلوم بالخطير، معتبرا بأنه انزلاق للفن والسينما والفنانين في سيل الأحداث التي تشهدها مختلف الدول العربية خاصة العراق وسوريا، مشيرا إلى أن الفنان لا يملك الحق في التعبيرعن ميولاتهم السياسية والطائفية عبر أعمال تروج لانقسام وتشتت أبناء الأرض الواحدة على اعتبار أن الفنان هو حامل لرسالة الوحدة والسلام والأمن وهو ما جاء في فليم غاندي ومانديلا اللذين يقدمان نموذجين لرمزين عالميين في التسامح. من جهته، قدّم الباحث الجزائري قادري عبد الكريم ضمن ورقته الموسومة ب "تجليات التسامح في ثلاثية يوسف شاهين: العصفور، عودة الابن الضال وإسكندرية ليه"، التي اعتبرها تجارب سينمائية تكرّس لمبادئ التسامح والتصالح والتعايش بين الشعوب العربية.
* كواليس: برر محافظ أيام الفيلم العربي المتوج ضعف الإقبال على أشغال ملتقى"السينما و التسامح" بانحصار نسبة النخبة المهتمة بهذا الموضوع، رغم أنه يعلم بأن للأمر علاقة مباشرة بقصور التنظيم في محافظته.
لم يكلّف المسؤول عن الملتقى نفسه عناء إعداد مطويات تتضمن أسماء المتدخلين خلال أشغال الملتقى ومحاور النقاش وهو ما طرح الكثير من التساؤلات بين الحضور منالإعلاميين والسينمائيين.
لاتزال الأعطاب التقنية في الصوت والصورة تعكّر وتعرقل السير العادي لفعاليات المهرجان الذي عرف الكثير من الهفوات التي ربما يتم تبريرها بأن المهرجان لايزال يخطو خطواته الأولى رغم أن المحافظة تملك من الخبرة ما يجعلها أمام المسؤولية.