ذكر الناقد الفني والسينمائي العراقي، كاظم السلوم، أن فكرة التسامح داخل الأفلام السينمائية ومسألة الفصل بين الحب والكراهية لا نجدها بكثرة وبمعناها الخاص الموجه للجمهور، فيما كشف الجزائري عبد الكريم قادري عن تجليها بوضوح في ثلاثية أفلام يوسف شاهين من خلال أفلام ”العصفور” و”عودة الابن الضال” و”إسكندرية ليه”. ناقش، نهار أمس، بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة، كل من الناقدين الفنيين العراقي كاظم السلوم والجزائري عبد الكريم قادري، خلال ملتقى السينما والتسامح، المنظم على هامش أيام الفيلم العربي المتوج بقسنطينة، تبني فكرة التسامح في الأفلام السينمائية، حيث كشف كاظم السلوم عن وجود أجندة سياسية تقدمها مؤسسات إنتاجية في العراق والوطن العربي تروج للعنف، وبلقطات ناجحة في تأجيجها، فيما تحرض أخرى على الانتقام من منطلق أفلام تروي حب الأرض. وتطرق الناقد العراقي إلى بعض الإنتاجات السينمائية ورغم اختلافها في مبدأ التسامح منذ القرن 19، التي أبرزت صورة السلم والحب وفصلهما عن الحرب والكره على غرار الفيلم المصري ”حسن ومرقص” وفيلم ”الناصر صلاح الدين” و”الإرهابي”، إلى جانب بعض الأفلام الأمريكية على غرار ”غاندي” و”مانديلا” اللذين تبنيا فكرة تحويل العنصري إلى وطني، والحصول على الاستقلال عن طريق الطرق السلمية ونشر المحبة. من جهته، أكد الناقد السينمائي عبد الكريم قادري أن تجليات التسامح ظهرت في ثلاثة أفلام ليوسف شاهين، وهي ”العصفور” و”عودة الابن الضال” و”إسكندرية ليه”، وهي إنتاجات مشتركة مع الجزائر، حيث تحدث عن التسامح مع الحاضر، مع اليسار لمحاسبة اليمين الفاسد والتسامح مع الذات ومع الدين. وأوضح قادري أن مؤتمر الصومام 20 أوت 1955 ألح على ضرورة استكمال الثورة بالصورة والكاميرا، وتم إنشاء خلية سينمائية بتونس بإشراف من عبان رمضان، انضم إليها فيما بعد العديد من السينمائيين الفرنسيين الذين أكدوا مساندتهم للطرف الجزائري، وكانوا ضد بني عرقهم، على غرار روني فوتيه وبيار كليمون.