لا تزال الحكومة الألمانية مترددة بشأن إدراج الجزائر والمغرب على قائمة الدولة المصنفة على أنها أوطان آمنة، حيث لم تكشف بعد المستشارة أنجيلا ميركل عن قرارها إلى حد الساعة، رغم حثها من طرف الحزب المسيحي الاجتماعي في ولاية بافاريا جنوبي ألمانيا على إدراج البلدين ضمن القائمة التي تسمح لهم بالتخلي عن صفة لاجئ. وأفادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عقب انتهاء الاجتماع المغلق لقيادة حزبها المسيحي الديمقراطي في مدينة ماينتس، عشية أمس الأول، أنها تعتقد أن فرص البقاء بالنسبة للاجئين المنحدرين من هاتين الدولتين ستكون أقل من تلك التي يحظى بها لاجئون من دول أخرى مثل سورية والعراق. من جهتهم، حث قياديو الحزب المسيحي الاجتماعي في ولاية بافاريا على تصنيف المغرب والجزائر ضمن قائمة الأوطان الآمنة، حيث يشكل الحزب المسيحي البافاري مع حزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي ما يعرف بالتحالف المسيحي الشريك الأكبر في الائتلاف الحاكم في ألمانيا. ونقلت مجلة "فوكوس" الألمانية عن مقربين من هورست زيهوفر زعيم الحزب المسيحي البافاري ورئيس حكومة ولاية بافاريا أن مجلس وزراء حكومة الولاية سيناقش مجددا قضية اللاجئين يوم غد، وأضافت المجلة أن زيهوفر سيطالب الحكومة الاتحادية بإدراج المزيد من الدول على قائمة الأوطان الآمنة، مشددا على أن تزايد الوافدين بالدرجة الأولى من المغرب والجزائر "أمر غير مقبول". وذكرت المجلة أن ميركل أعلنت خلال الاجتماع السنوي المغلق للحزب البافاري في فيلدباد كرويت أن الحكومة تعتزم مستقبلا التخلي عن الإجراءات القانونية الطويلة والمعقدة في البت في تصنيف الأوطان الآمنة، وستعتمد بدلا من ذلك على إصدار مراسيم ما يتيح رد فعل أسرع على مستجدات التطورات في موضوع اللاجئين. يذكر أن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أكدت منذ يومين أنها تؤيد تشديدا واضحا لقواعد طرد طالبي اللجوء الذين يدينهم القضاء الألماني، حتى بأحكام مع وقف التنفيذ، وذلك في تعليق على تحرشات جنسية وقعت في كولونيا ليلة رأس السنة بعضها لطالبي لجوء، "إذا ارتكب لاجئون جريمة فإنه لا بد أن يكون لذلك عواقب، ومعنى ذلك أن حق الإقامة ينتهي إذا صدرت عقوبة بالسجن حتى مع وقف التنفيذ"، في الوقت الذي تفكر ألمانيا في توسيع لائحة البلدان التي تعتبر آمنة بالنسبة للاجئين، التي من المرتقب ان تشمل دولا مثل الجزائر والمغرب، بعد أن ضمت إليها مؤخرا دول البلقان، الذين لم يعد بإمكانهم الحصول على وضع لاجئ في ألمانيا. ليلى عمران