تأكيد على أهمية الترجمة الحديثة في تحقيق التنافسية اللازمة في جميع المجالات خيرة بوعمرة جزم الدكتور حميدي خميسي رئيس جامعة الجزائر 2، بأن الجزائر مازالت متأخرة في مجال الترجمة رغم أنها كانت سباقة في ذلك من خلال ترجمات ابن شنب، الذي ترجم دواوين أبي دلامة، لتجد اليوم نفسها متخلفة عن الركب وهو ما جعلها عاجزة عن مواكبة الثورة التكنولوجية، بسبب ضعف الترجمة التي تضمن التواصل بين الشعوب وتكفّل نقل المعارف إلى الشعوب العربية. واعترف رئيس جامعة الجزائر2، خلال إشرافه أمس على افتتاح أشغال الملتقى الدولي للتكنولوجية الحديثة والترجمة في دورته الثانية، والتي تتواصل فعالياته في معهد الترجمة في الجزائر إلى اليوم، بأن الجزائر مازالت متخلفة خاصة في مجال الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، ومن الفرنسية إلى العربية، داعيا الأساتذة الجامعيين بكل اختصاصاتهم إلى تعلم لغتين على الأقل، على اعتبار أن من يكتفي بلغة واحدة لا يستطيع الانفتاح على العالم، وأن الترجمة هي التي تجمع بين الشعوب والثقافات وتعطي الإنسان مفهومه الحقيقي عالميا. كما أبدى حميدي خميسي تفاؤله بمستقل اللغة العربية وتطويرها بعدما عادت إلى الاهتمام بالترجمة، مؤكدا بأنه سيأتي يوم تأخذ فيه اللغة العربية مكانتها، ما دامت تحمل حضارة بعشرات القرون، خاصة أنها بدأت تنفتح على العالم من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي. وتوقف ذات المتحدث عند نزاع المعربين والمفرنسين في الجزائر، وبأنه لا يؤمن بفكرة المعرب والمفرنس وإنما بمزدوج اللغة، قائلا: "من يخدم العربية هو من يتقن عدة لغات، وبأن فكرة المفرنس جاءت لتشتيت الشعب". من جهتها أوضحت رئيسة الملتقى الدكتورة "ياسمين قلو"، بأن اختيار موضوع الملتقى جاء للتاكيد بأن الورقة والقلم لم تعد كافية لتوصيل المعارف ونقل التراكمات العلمية ومواكبة الحركة التكنولوجية في العالم، ودعت المتحدثة إلى ضرورة الاعتماد على الترجمة بوسائل حديثة حتى نتمكن من تحقيق التنافسية اللازمة التي تضمن لنا مكانتنا دوليا. إن كنا حريصين على تحقق ثورة ثقافية علمية جديدة في الجزائر وفي العالم العربي على جميع الأصعدة في الطب والاقتصاد والفيزياء والعلوم الاجتماعية والتقنيات الحديثة.. وفي هذا المجال قالت المتحدثة بأن جامعة الجزائر تحاول أن تدلي بدلوها من خلال تحديث تخصصها حيث تم استحداث مواد متخصصة في مجال التكنولوجيات الحديثة من بينها مادة الترجمة الآلية والترجمة بمساعدة الحاسوب كما يتم ضمن الدروس التطبيقية للترجمة استعمال أدوات تكنولوجية خاصة بالفعل الترجمي واللغوي، لتخلص إلى القول بأن تخلف الجزائر عن ركب الترجمة الحديثة لا يمنعها من السعي للوصول لمستوى يتجاوب مع مقاييس الترجمة عالميا. وضمن أشغال الجلسة الأولى للملتقى قدمت رئيسة جمعية الترجمة الآلية، وفاء بن تركي، ورقة استعرضت فيها موضوع الترجمة الآلية وكيفية تكريس تقنيات الذكاء الاصطناعي لمعالجة اللغة موضحة بأن الذكاء الاصطناعي تقنية تعمل على محاكاة العقل البشري الذي يتميز بتعقيداته الإدراكية في تحصيل المعلومات، وهو ما جعل حسبها المختصين يحاولون فهم طبيعة الذكاء البشري ومن ثم إسقاطه على الحاسوب للاستفادة من القدرات الفائقة للحاسوب في المعالجة الترجمية واللغوية. من جهته قدّم الدكتور حمودة صالحي من جامعة تونس المنار، مقاربة قائمة على المدونات الترجمية في دراسة السلوك الدلالي للكلمات من خلال الترجمة حيث تناول موضوع المدونات من النصوص المترجمة في الأممالمتحدة في رصد السلوك الترجمي والدلالي للوحدات المعجمية، مبينا كيفية الاستفادة منها في دروس الترجمة، عن طريق برمجيات "Concordonciers".