زعمت زعيمة حزب العمال لويزة حنون، أنها رفضت انضمام وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي الى حزبها، رغم اصرار هذه الاخيرة على ذلك رفقة المجاهدة زهرة ظريف بيطاط، وهو ما اعتبره المتتبعون خطوة استباقية من طرف المرشحة الرئاسية السابقة التي لا تأمن جانب صديقتها تومي المعروفة بالانقلاب على أقرب الناس إليها، فمسعودي انقلبت على حزبها المعارض التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية، كما انقلبت على الرئيس بوتفليقة بعد أن ظلت لعقد من الزمن على رأس وزراة الثقافة في حكوماته المتعاقبة. يبدو أن حجة لويزة حنون لرفض انضمام خليدة تومي الى حزبها غير مقنعة، فيتساءل الكثير عن المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها وزيرة الثقافة السابقة وهي تحمل صفة مناضلة في حزب العمال، لكن ما هو مقنع وأكثر واقعية، هو ربما الخوف الذي بات يسيطر على المرشحة الرئاسية السابقة التي لم تعد تأمن جانب أقرب مقربيها، فإلى وقت قريب لم تكن تتصور حنون أن تطعن في ظهرها وينقلب عليها النائب في حزبها سليم لباطشة وهو النكرة في الحزب وعالم السياسة. تصحيحية النائب لباطشة جعلت حنون تعيد كامل حساباتها، وهو ربما السبب الرئيس في رفضها طلب خليدة تومي التي لا يمكن لأحد ان يأمن جانبها، فتاريخ المرأة القريب والبعيد يؤكد أن القيادية السابقة في الارسيدي يمكن أن تقدم اصدقاء الامس واليوم قربانا للسلطة في سبيل العودة الى الحكومة التي لم تتحمل لحد الآن خروجها منها، بدليل تحريك حليفتها الحالية حنون لشن حرب شعواء على خليفة تومي، نادية لعبيدي. لويزة حنون قد تفضل أن تهادن السلطة، وهي التي ازعجتها على مدار الستة أشهر الاخيرة، بتصريحاتها النارية تارة وبنوابها في البرلمان تارة اخرى، شريطة ان تكف الاخيرة ازلماها عنها، وقد تزيد على ذلك بأن تلين مواقفها، ولما لا العدول عنها نهائيا والعودة للعب الدور الذي لعبته في رئاسيات أفريل الاخيرة، كل هذا المرأة الحديدية كما تلقب مستعدة لفعله، شريطة أن تبقى على رأس حزبها دون ان ينازعها عنه أحد، لذلك تكون الترتسكية قد رفضت انضمام تومي الى حزبها بحجة ان ذلك سيسبب لها الضرر. تومي هي الاخرى لن تكف عن استغلال حزب العمال كواجهة سياسية لإبداء آرائها، باعتبار انها لا تملك واجهة اخرى تعبر بها عن مواقفها، خاصة ان مسعى ال 19 الذي حضرت له هي وحنون سقط في الماء، ومن المأكد أن وزيرة الثقافة السابقة لن تدخر جهدا في حضور ندوات واجتماعات حزب العمال القادمة، حتى وإن كان ذلك سيمثل صداعا لحنون التي يبدو انها حضرت عفريتا والآن هي عاجزة عن صرفه. مراد. ب