* خروج القضاء عن صمته أو إجراء ندوة صحفية كفيل بطي قضية شكيب خليل * يحق لوزير الطاقة السابق استلام أي منصب في الدولة بعد أن تتضح قضية سونطراك * قبل الحديث عن كفاءة وخبرة وعلاقات خليل يجب معرفة ماذا جرى * أويحيى لا يتكلم عن فراغ بخصوص الضغوطات الفوقية لإصدار مذكرة توقيف شكيب يعتبر الوزير ورئيس حركة حمس السابق ابو جرة سلطاني أنه قبل الحديث عن امكانية تولي شكيب خليل لمناصب عليا في الدولة الجزائرية، يجب فهم ما جرى اولا، معتبرا أن اجراء ندوة صحفية أو خروج القضاء عن صمته بالتوضيح للرأي العام مسميات الفبركة أو الضغوطات والمكالمات الهاتفية واستهداف محيط الرئيس من خلال قضية سونطراك، يكفي لإزالة الغموض حول القضية، ومن ثَم يصبح شكيب خليل مواطنا عاديا وله الحق في استلام أي منصب. ويتحدث الشيخ ابو جرة سلطاني في هذه الحوار عن نظرة شكيب خليل الى المستقبل بعيدا عن محاسبة من قاموا بتشويهه، كما يعتبر أن الزاوية التي استقبلت شكيب خليل مؤخرا هي نفس الزاوية التي كرمت رئيس حركة حمس الاسبق الشيخ محفوظ نحناح سابقا وكرمته هو شخصيا، معتبرا أن من حق شكيب خليل زيارة اي مؤسسة دينية او مدنية او اقتصادية ما دام القضاء لم يتحرك ضده، مشيرا الى أن تنقلات شكيب خليل سوف يبقى فيها الغمز بباطل أو بحق عن الجزء المسكوت عنه، لذلك فنحن بحاجة الى أن نسلط ضوءا قضائيا لتنوير هذه البقعة الداكنة، ثم بعدها يصبح السيد شكيب خليل مواطنا بكامل العضوية في دولته، وعندئد يحق له أن يستلم أي منصب، يستطيع من خلاله أن يقدم قيمة مضافة لدولته وأمته.
* عودة وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل ما زالت تفرض نفسها على الساحة السياسية، ما رأيك في هذه القضية؟ أولا نحن اليوم نتحدث عن حدث أخذ حقه كاملا في وسائل الاعلام، وأحدث ضجة واسعة على مستوى الرأي العام الوطني، وعلى مستوى الطبقة السياسية، لأن المواطن الجزائري لم يتعود على هكذا معاملات، وينتظر من الجهات التي اثارت الزوبعة أول مرة أن تقوم بإجراء يرد الامور الى نصابها، والخلاصة اليوم أن الرجل موجود هنا في الجزائر، والذين يتهمونه مثل الذين يبرئونه، يقطع القول بينهما ما يراه القضاء الجزائري واجبا لإنصاف الرجل والإعلان عن أن ما تروج له وسائل الاعلام وما تزايد به بعض الأحزاب ينهيه القضاء الذي بيده الملفات وعنده صلاحيات سلطة التقدير وآليات اصدار الحكم. * احدث استقبال شكيب خليل في احدى الزوايا بالجلفة ضجة كبيرة، لدرجة انه تم استهداف تلك الزاوية؟ كل مسلم من حقه أن يرتاد المساجد، وأن يزور الزوايا في الوقت الذي يحدده هو لنفسه أو تدعوه الزاوية للزيارة أو التكريم، وزيارة شكيب خليل للزاوية المرزوقية لم تكن الأولى، وأعتقد أنها لن تكون الأخيرة، لأنه سبق للزاوية أن كرمت شخصيات وطنية وكثيرة منها الشيخ محفوظ نحناح رحمة الله عليه، ومنها سفير دولة فلسطين، وأنا شخصيات تم تكريمي في هذه الزاوية، فالرأي العام رأى في توقيت الزيارة نوعا من التسييس، وهذا حقه، لكن من حق شكيب خليل أيضا أن يزور أي مؤسسة دينية او مدنية او اقتصادية ما دام القضاء لم يقل شيئا في اتهامه أو في تبرئته. * على ذكر القضاء، تم اصدار اول امس مرسوم انهاء مهام النائب العام بلقاسم زغماتي في الجريدة الرسمية، مع العلم ان انهاء مهامه كان سابقا، ما رأيك في هذا التوقيت، لا سيما أن زغماتي كان وراء اصدار مذكرة التوقيف ضد شكيب، ما رأيك في هذا؟ القضية ليست مربوطة بشخص، ولو كانت في مستوى نائب عام، لأن الدولة الجزائرية قائمة على المؤسسات وليس على الأشخاص، فإنهاء مهام شخص أو احالته على التقاعد أو حتى وفاته لا يغير من مجرى الأحداث شيئا ما دمنا نعيش في دولة تقوم على المؤسسات، وملفات مواطنيها ليست في حقائب أو اشخاص، انما هي محفوظة في أرشيف المؤسسات. * رئيس الحكومة الاسبق سيد أحمد غزالي صرح في "الحوار" سابقا، أنه لا يوجد ما يتهم به شكيب خليل، او ما يدينه، وقال إن ما هو مؤكد فقط هو وجود رشوة في قطاعه، وكان على الأقل حسبه أن تستمع السلطة لشكيب خليل؟ الشعب الجزائري منذ أن فجر وزير أول سابق فضيحة 26 مليار دولار كعمولات، ونحن نطارد سرابات التصريحات المسيسة أو المحزبة أو التي تقذف بها بعض وسائل التواصل الاجتماعي، والدول التي تحترم نفسها لا تدير ظهرها لمثل هذه التصريحات، ولا تخفي رأسها في الرمال، كما لا تبني عليها أحكاما جزافية، وإنما تفتح تحقيقا بشأنها ومساءلة من يصرح بما يدين الآخر أو يتهمه أو يشوه سمعته. أمور تجري في صلاحيات دولة الحق والقانون التي من أوكد واجباتها حماية مواطنيها من التشويه والقضاء على المسار المهني لمجرد تصريحات تتناولها وسائل الاعلام وتغذيها بعض الجهات التي تبحث عن الاثارة والتوريط وإقصاء الآخر. * شكيب خليل صرح مؤخرا أنه سيفتح صفحة جديدة، ولن يذهب الى مقاضاة من شوهه مثل ما ذهب اليه البعض للمقاضاة؟ قضايا القذف لها ضحيتان، ضحية حق عام وضحية حق خاص، فإذا اتهم مواطن وقدر أن يطوي الصفحة فإن هذا التصريح منه لا يسقط الحق العام لكي يجرؤ من يأتي بعده بالتمادي في تشويه سمعة الأشخاص، أو قذف شخصيات قدمت الكثير للوطن بحجة أن ابناء الجزائر متسامحون، وأن القضاء يدير ظهره للكثير من القضايا التي يعتبرها مجرد تسريبات صحفية. * الحديث عن شكيب خليل تعدى الحديث عن الاتهامات، الى امكانية تبوئه لمنصب معين في السلطة.. هل تراه مرشحا لمنصب ما؟ قبل أن يتم الحديث عن ترشيحه لأي منصب تنفيذي، وقبل أن نتحدث عن كفاءته وخبرته وعلاقاته نحتاج أولا أن نعرف ما جرى، لأن القضية أخذت بعدا دوليا، وسوف يواجه السيد شكيب خليل خلال تنقلاته من يغمز بحق أو باطل هذا المسار المسكوت عنه، فنحتاج أن نسلط ضوءا قضائيا لتنوير هذه البقعة الداكنة ثم بعدها يصبح السيد شكيب خليل مواطنا بكامل العضوية في دولته، وعندئد يحق له أن يستلم أي منصب يستطيع من خلاله أن يقدم قيمة مضافة لدولته وأمته. * شكيب خليل في خرجته الأخيرة قدم حلولا للأزمة الاقتصادية الجزائرية التي قال إنها لن تستمر، ألا ترى ذلك عاملا آخر يسمح بإمكانية شغله منصبا ما كوزير للطاقة مثلا؟ مسألة توضيح ما حصل يتم بواحد من الاجراءين إما أن تعقد ندوة صحفية تسلط الأضواء على حقيقة ما حدث وتطوى مسمى مذكرة التوقيف وينتهي الأمر، وإما أن يبادر القضاء الجزائري باستصدار اجراء يوضح فيه للرأي العام حقيقة مسمى الفبركة والتوصيات الفوقية والمكالمات الهاتفية واستهداف محيط الرئيس. * حتى السيد اويحيى رئيس الديوان برئاسة الجمهورية، صرح مؤخرا أن بلقاسم زغماتي تلقى أوامر فوقية لإصدار مذكرة توقيف شكيب خليل؟ اويحيى كان وزيرا أولا وصار مديرا لديوان رئيس الجمهورية، فله من المعطيات ما ليس عندي، وأويحيى لا يتكلم من فراغ، فإذا صدر منه ما يشير الى ضغوطات فرضت استصدار مسمى مذكرة التوقيف الدولية، فهو يعي ما يقول، وعليه أن يوضح للرأي العام هذه الاشارات الغامضة. * هناك اطراف ذهبت الى ابعد من هذا، وتحدثت عن الجنرال توفيق، مثلما صرح به المحامي محسن عمارة، رغم أن شكيب خليل صرح أنه يرفض مقاضاة الجنرال توفيق، وأشار الى فتح صفحة جديدة، ما رأيك في كل هذا؟ شكيب خليل ينظر الى المستقبل ويريد أن يطوي صفحة الماضي، ولكن هذه النظرة بحاجة الى اقناع الرأي العام الوطني بأن شعار "عفا الله عما سلف" يأتي بعد معرفة الفاعلين والدوافع التي حملتهم على أن يتحركوا في ظرف حساس توجد فيه الجزائر بحاجة الى المزيد من الاستقرار والتعاون لتمتين الجبهة الداخلية، فالمسامح كريم، لكن اذا كان التسامح يبقي ابواب التحرش الاعلامي وصناعة الرأي العام بالتسريبات الصحفية أو القرارات الفوقية، فإن التسامح يصبح جريمة في حق الأجيال القادمة. حاوره: عصام بوربيع ...يتبع في الحلقة القادمة يتطرق الشيخ ابو جرة الى الصراع الدائر بين احمد اويحيى وعمار سعداني الأمين العام للأفلان، كما يتطرق الشيخ ابو جرة الى حقيقة علاقة حركة حمس بجهاز المخابرات بداية من عهد نحناح الى عهده وعلاقته بالجنرال توفيق، وكيف غيرت قبعته كوزير من تعامله مع جهاز المخابرات، كما يتطرق ابو جرة في الحلقة القادمة الى جماعة مزفران، وأسباب عزوف جماعة الفيس الحضور على غرار قمازي، وقضية الاستاذة المتعاقدين وكيف تركت وزيرة التربية بن غبريط الفراغ للطبيعة، بعد أن قال إن الطبيعة تأبى الفراغ.