ما إن دنا موعد امتحان البكالوريا حتى دخل التلاميذ المقبلون على اجتياز هذا الاختبار المصيري في صراع مع الزمن، يبذلون كل إمكانياتهم وطاقتهم للاستثمار في الأسابيع التي تفرقهم عن الامتحان، بين حل الحوليات القديمة والبحث عن أخرى مقترحة، للسهر والتمعن في تفاصيلها وفك شفرتها تحضيرا لدخول قوي وواثق للاختبار. على الرغم من تعويل الكثير من التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا على حل الحوليات والأسئلة النموذجية والبحث عليها في المكتبات والأسواق، إلا أنه تبين أن معظم الحوليات والكتب الخارجية تحمل من الأخطاء المطبعية والعلمية ما يكفي لوضع التلميذ في الحرج والحيرة، بين التشكيك في معلوماته أومدى صحة الأسئلة التي بين يديه، والأسوأ أن معظم الحوليات المتوفرة حاليا لم يتم تحديثها وفقا للتعديلات التي طرأت على البرنامج الدراسي منذ أربع سنوات، ما جعل المختصين ينصحون بالابتعاد تماما عن استخدامها والاكتفاء بما يقدمه الأستاذ في القسم قبل الدخول للامتحان. 90 بالمائة من الحوليات خارج نطاق البرنامج أوضح رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، في تصريح ل"الحوار"، أن الحوليات التي تباع في الأسواق والمكتبات يتم تسييرها خارج نطاق برنامج وزارة التربية الوطنية، نظرا لوجود تغير في المناهج والبرامج والمواضيع والأهداف، كما أن 90 بالمائة من الكتب الخارجية والحوليات خارجة عن نطاق البرنامج، حيث تم تخفيض في البرنامج الدراسي سنة 2011 و2012، حيث حذفت دروس وعدلت أخرى، وبالتالي فإن الحوليات على غرار احتوائها للأخطاء المطبعية والعلمية، فإنه لا يتم تحديثها وفق تعديلات البرنامج الدراسي الذي تقرره وزارة التربية الوطنية، وبالتالي نصح رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ بالابتعاد عن الكتب الخارجية والحوليات لأنه لا تتم مراقبها، موضحا أنه من المفروض أن تراقب من طرف اللجنة البيداغوجية على مستوى وزارة التربية الوطنية، وأضاف أنه على التلاميذ الاعتماد فقط على ما يقدمه الأستاذ في القسم لأنه سيفيدهم حتما بالمعلومات اللازمة. كتب خارجية وحوليات مليئة بالأخطاء أكدت نبيلة خيار، نائب رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، في تصريح ل"الحوار"، أن السبيل الآمن الذي يتعين على التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا اتباعه في التحضير للامتحان هو الاستمرار في المداومة بالقسم دون انقطاع، مشيرة إلى أن المراجعة مع الأستاذ ومرافقته أثناء التحضير تغني التلميذ عن الكتب الخارجية التي يحمل بعضها كثير من الأخطاء، خصوصا وأنها أصبحت كتجارة يسعى أصحابها لطبع الكتب على الرغم من احتوائها على أخطاء أو أن منهجيتها قديمة ولا تنفع التلاميذ حاليا. وأضافت جميلة خيار، أن دور الأستاذ هنا كبير جدا، فهو يرافق التلميذ ويقدم له التمارين ويشرح التصحيح، ما يغني التلميذ عن الكتب الخارجية، حتى أن الأستاذ بإمكانه أيضا النصح بخصوص الكتب الجيدة من تلك غير النافعة. وأضافت نائب رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، بأن الملاحظ عند اقتراب موعد الامتحانات الرسمية، هو رغبة التلاميذ في العمل الجماعي والمراجعة كفوج خصوصا بالمكتبات، مشيرة إلى أن هذه الطريقة أيضا مفيدة، حيث يتفاوت مستوى التلاميذ في مختلف المواد، ما يسمح لهم بالشرح لبعضهم البعض وتحميس بعضهم أيضا، إلا أنها أكدت أن التلاميذ الذين لا يأبهون بالدراسة والمراجعة طوال السنة ويعولون على الشهر أو الشهرين الأخيرين من الموسم الدراسي لتعويض ما فاتهم، فغالبا تلك الفترة لن تكون كافية لتحقيق النجاح، إنما يجب العمل منذ بداية السنة وتتبع الدروس مع الأستاذ في الثانوية دون انقطاع. آمنة/ ب